كفكف دموعك يا رجل.. فالفاسدون سرقوا كل شيء وخلعوا أبواب المستشفيات..فيديو

نيسان ـ إبراهيم قبيلات...ليست دموعاً تلك التي تسحُ من مقلتي الرجل المقهور أمام الكاميرا..هي كرامة أمة ووطن سفكتها الحكومة؛ فظهرت حارقة على خد الكهل، معلنة وجعاً وقلقاً لم توقفه حزم عمر الرزاز ووعوده بنهضة أردنية.
موجع بكاء الرجال حد القهر حين يخرج من مقلة الآباء، والكبار بسبب عدم وجود مجرد سرير طبي في مستشفى حكومي، دفعوا ثمنه أضعافاً مضاعفة من جيوبهم ضرائب وفساد وحرمان فيما تتبخر دنانير موازنتنا على "طبابة" الصف الأول من المارقين والفاسدين في أفضل مستشفيات العالم.
هل شاهدتم دموع الرجل ولمستم الرجفة في صوته؟ هل ذكّرتكم غصته بشيء عن دموع الرجال وندرتها وصدقها، هل استفزتنا دموعه أم أنها ستكون كغيرها من محطات الهوان الأردني في سفر الفقر والحرمان؟.
أمس، ظهر أردني خلال مقطع فيديو من برنامج "يحدث اليوم" الذي يبث عبر شاشة التلفزيون الأردني، يبكي بشدة بسبب ظروفه الصحية وعدم قدرته على الحصول على العلاج المناسب ولا على سرير في مستشفى الأمير حمزة.
ربما شاهد الرزاز وغيره من زعامات وقيادات الأردن دموع الرجل وربما شاهدوا غيره أكثر فظاعة، فشوارعنا مترعة بالبؤساء والمحطومين والمظلومين في المستشفيات والمؤسسات الوطنية وفي الشركات وفي المباني الضخمة وحتى في أزقة المكاتب وممراتها .
يا أبتي عليك أن تكون فاسداً مغواراً ليتراكض القوم على رعايتك، ويتسابقون في كسب رضاك وتوفير علاجك، فنحن أمة من "انفصام وطني" لا نحترم لا كبيراً ولا صغيراً، لا نحترم إلا الفاسدين و"التماسيح"، أما "شيبتك" الكريمة فستلقى ما تلقى من محبة وكرامة لدى أقوام غيرنا.
لو كنت فاسدا يا أبتي لسمعنا بقدوم وزير الصحة غاضباً بعد انتشار مقطع الفيديو، ولقرأنا في الصحف أن ثورة بيضاء أعلنت عن نفسها في المستشفى، ولربما نقرأ شيئاً من تصريح مقتضب لرئيس الوزراء، حتى وإن كان عبر منصة "تويتر" يعلن به تعهد الحكومة بتوفير الكرامة الكافية لكل المسنين والآباء والامهات، لكنك الكريم الشهم وهذه ضريبة الكرام دفعتها أنت وسنواصل من بعدك دفعها إلى حين صحوة.
دموع تضعنا وتضع الرزاز ووزير الصحة أمام مشهد من غياب المسؤولية الطبية واختفاء الأسرة في مستشفياتنا، وندرة العلاج في صيدلياتنا بعد أن صارت مستشفياتنا أوكاراً لا ملاذات طبية.
نريد أن نسأل وزير الصحة، سعد جابر، السؤال التالي: ما قيمة تحويل مستشفى الأمير حمزة لنظام خاص ورفع دخول الموظفين والكوادر الطبية إذا كنتم عاجزين عن تأمين سرير لمريض؟
مشغل الفيديو00:0001:07