اتصل بنا
 

لا تدعوني للصلاة بمسجد دسست قلبك واخلاقك في خزانة أحذيته

كاتب أردني

نيسان ـ نشر في 2019-12-22 الساعة 22:09

نيسان ـ حتى تكونَ سعيداً في هذا العالم يجبُ أن تكونَ مُغفّلاً حقيقيّاً، مَهما كانَ فنجانُ القهوةِ دافئاً في هذا المساء القبيح فإنّ بَردَ الروحِ لا يرحلُ الا بوطنْ وأمان.. الأمان الذي يَستَشعِرُهُ المجانينُ فَقَطْ، الأمانُ الذي تَبحَثُ عنهُ في ثنايا روحِكَ المُنهَكَه المُتهالِكَة التي تُحاوِلُ النُهوضَ لِتَبقى على قَيدِ الحياة.
سأقتسمُ رَغيفيَ الأخيرَ معَ جائعٍ لا أعرفُ على أيِّ دينٍ يكونْ
ثمّ سأمضي حيثُ لَمْ أكنْ !، وَ هُنا بِدايةُ الحَديثِ وَ مَتنُهْ، لا أقصدُ إزعاجَ أحدٍ في هذا الليل ولكنّنِي أكتبُني الآنَ بحُرقة ! ولا يَسقطُ الحلمُ بالتقادمِ يا رَوان.. لا يَسقُطُ ابداً ابداً.
أذكُرُ جيداً حين كُنتُ في الصَّفِ التاسِع وكنتُ قد حَفُظتُ بعضاً مِن أجزاءِ القرآنِ الكريم، ودخلتُ في حلقاتِ تحفيظِ القرآن التي كانت تُقامُ في مسجدِ معاذ بن جبل.. و إلتزمتُ بهذه الحلقات و الدورات حتى أتممتُ حفظ ٥ أجزاء وكان يتمُ تكريمي في مواقِعَ وَ مُناسباتٍ مُختَلِفة، حتى أنني كُنتُ فِي أحيانَ كثيرة، أتناسى و أتجاهَلُ بعضَ المناسباتِ كَي لا يتمَ تكريمي ابداً.
سَأعيدُ جَدْولةَ الليلِ
عَلى أنّي وَحدي
وعلى أنّي أحْلمُ وحدي
وسأسلّم عليّْ
فأنا اشْتقتُ إليّْ !
الاستراتيجيّة الجديدة للأمن القومي الأمريكي تقوم على أن " الصين هي العدو الأول للولايات المتحدة الأمريكية " ولهذا ترى ما يحصل فيما يتعلّق بالحرب التجارية وهونغ كونغ وبحر الصين الجنوبي ودعم تايوان بأخطر أنواع الأسحلة وأخيرا " قضيّة المسلمين " في شرق الصين ! لنْ نتعلّم أبداً ! ينعق ترمب وبومبيو عن حقوق المسلمين في شرق الصين وهما فاشيّان " يحتقران الإسلام والمسلمين " فتثور ثائرتكم !.. الَّتي ليتها ثارت من أجل فلسطين وَ شُهدائها...
هذا المَشهدِ يتماشى تماماً، حين جائتني رسالة من حساب وهمي على الفيس بوك مذيلة بنهايتها بإسم روان... أذكر منها بأنها نادمة على كل شيء وبانها عادت إلى الله، على إعتبار أن الحب لا يتماشى مع تعاليم ديننا الحنيف، كما وأنها تطوعت في احدى الجمعيات للمساعدة على حفظ القرآن الكريم ، الخلاصة ها هنا اننا عاطفيون جداً، ومن السهل جداً جداً أن يتم الدخول إلينا عن طريق إتخاذ الدين كوسيلة او طريقة او حتى أسلوب إلهاء او إنهاء او حتى إغلاق محاولاتٍ قد تكون بائسة،يكون ( الديماكس الذهبي) سبيلاً جيداً للغندرة ليلاً في حواري صويلح.
كُلُ إمرأةٍ فِي هذا الكون لها جماليَتُها الخاصة، ولا بُد مِن سماعِها لقولٍ واحد: أينما تَذهَبين، تمتدُ حدودُ قَلبِي...
والطريقُ اليكِ يَمرُّ عبر خطّ الجبهة،
والطريقُ اليكِ مُعبّدٌ بي،
وبالزنبقِ البريّ والرصاصْ...
كُلٌ مِنا يُحبُ الله، يُحِبُهُ على طريقَتِه، و أَرفُضُ هُنا إِختزالَ حُبِ الله في دعواتِ أحدهم لَكَ بأَن تُقيمَ الصلاةَ فِي المسجِد وَ قَلبُهُ وَ أَفعالُهُ قَد دَسَها فِي خزانة الأحذِية ببابِ المسجد.
لقد صَحَ عن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).
لقد بين رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بهذا الأسلوب أهمية الخلق، بالرغم من أنه ليس أهمَّ شيء بُعث النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - من أجله؛ فالعقيدة أهم منه، والعبادة أهم منه، ولكن هذا أسلوب نبوي لبيان أهمية الشيء، وإن كان غيرُه أهمَّ منه، فإن قال قائل: ما وجه أهمية الخُلق حتى يقدَّم على العقيدة والعبادة؟.
فالجواب: إن الخُلق هو أبرز ما يراه الناسُ، ويُدركونه من سائر أعمال الإسلام؛ فالناس لا يرون عقيدةَ الشخص؛ لأن محلَّها القلبُ، كما لا يرون كلَّ عباداته، لكنهم يرَوْن أخلاقه، ويتعاملون معه من خلالها؛ لذا فإنهم سيُقيِّمون دِينَه بِناءً على تعامله، فيحكُمون على صحتِه من عدمه عن طريق خُلقه وسلوكه، لا عن طريق دعواه وقوله.
الناسُ يومَ القيامةِ في وجلٍ وفي خوفٍ وفزعٍ الكل يتمنى حسنةً واحدةً تنفعهُ في ذلك اليوم، الكل ينظر إلى ميزانه هل سيثقلُ أم سيخفْ، فالمفلحُ من ثقلت موازينهُ، والخاسر من خفت موازينه، قال تعالى: ﴿ وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ ﴾ [الأعراف:8-9].
ونسألُ أنفُسنا إذاً من سيفلح ذلك اليوم يا ترى؟!
إنه صاحب الخلق الرفيع، قال صلى الله عليه وسلم: (ما من شيء في الميزان أثقل من حسن الخلق) رواه الترمذي وابن حبان وصححه الألباني.
على الهامِشْ أَذكُرُ انهُ ِعندما أحببتكِ،
اقتسمتُ معكِ المبادئَ والخبز،
وما تبقّى من أملٍ...

نيسان ـ نشر في 2019-12-22 الساعة 22:09


رأي: رأفت القبيلات كاتب أردني

الكلمات الأكثر بحثاً