اتصل بنا
 

روان...أنا تَضاريسُ وجّْهِكِ حين كُنْتِ تَبْتَسِمينَ في الصَّباحْ

كاتب أردني

نيسان ـ نشر في 2019-12-26 الساعة 21:56

نيسان ـ يقول لوركا : ما الإنسانُ دونَ حريّةٍ يا ماريانا
قولي لي كيفَ أستطيعُ أن أحبّكِ إن لم أكن حرّاً
كيفَ أهَبكِ قلبي إنْ لم يَكن مُلكي !
هذا يعني انك لا تَحتاجُ شَهادةَ حُسنِ سيرةٍ وسلوكٍ مِنْ أحدٍ في هذا العالمِ كيْ تكونَ حُراً جميلاً ! فأنا أَعلَمُ أَنَّهُ ليسَ على هذهِ الأرضِ إلاّ خُطى عيسى بنِ مَريمَ وبصماتِ عُمر بنِ الخَطّابْ.
عُمرٌ واحدٌ لا يكفيني،
كيّ أكونَ إنساناً!
وكَيْ أتْقنَ هَديلَ الحَمامْ.
عُمرٌ واحدٌ لا يكفيني،
كيْ أفترشَ ظِلّي
تحتَ زيّتونةٍ،
وأضَعَ رأسي على رٌكبَتها
وأغفو،
فَلعلّي أستطيعُ أنْ أنامْ..
هُناكَ على أطْرافِ [ المِنْقلِ ] الحَديديّ المُتهالكْ، كانتْ تَنتَشرُ قطعٌ عشّوائِيّةُ الشَكلِ من خُبزِ الطابونْ، و(( شُقَفٌ )) من الجبنةِ البيضاءِ التي تُعيدُ تَعريفَ هندسةِ ريمانْ في ثلاثةِ أبعادْ، - ونعم- كان هناكَ بعضُ قطعِ الخشبِ التي ما زالتْ تُناضلَ قبلَ أنْ تَحجَّ في اللونِ البُرتقاليْ، ورائحةُ [ النِعناعِ ] تَفوحُ منْ إبريقِ الشايِ، وفجأةً يَهلُّ صوتُ الرَّوان عليّ:
لَقدْ تأخرتَ عن إِجتماعِكَ، هَيّا.
أنا الأنَ جائعٌ يا رَوان!
من صويلح،
يُحلّقُ الصباحُ فيَحتضنُ قَلبِي القاطِنْ فِي أَحضانِ قريةِ مليحّ. فَسلاماً على التي كانتْ تذكُرني في بردِ الشِتاءْ،
وسلاماً على التي سَرَفَتْ أوكسجيني من الهَواءْ.
في حواري مليح القديمَةْ
تَراكَ أنت بالضبطِ كما أنتْ،
وفي شَوارِعِ عَمانْ أيضاً
تَتأكّدُ بأنّكَ الحُلمُ بنُ الحلمْ
مَنْ لا يرى كيفَ أراكِ في كُلِ فتاةٍ أُصادِفُها ، لا يَفهمني!
بالأَمس بحثتُ عنكِ في كلّ المدنِ، وَ في كُلِ وُجوهِ النساءِ اللواتي حَضَرنَ إلى (فندقِ الفيرمونت)، وَفِي كُلِ سيارَةٍ كانت تَعبُرُ مِن أمامِي فجراً باتجاهِ (صويلح).
ولكنّي لمْ أجدْ إلّا زنبقةً جميلةً تَدّعي بأنّكِ أُمّها العَذراءْ!
أنا أرَقٌ يَزّْحَفُ الآنَ عارِياً في أرضٍ تَسّْكُنُها الذئاب،
أنا المُحاصَرُ بَينَ [ ميتافيزِقِيَّةِ ] المَنافي و[ كَيّْنونِيَّةٍ ] من خَرابْ،
أنا تَضاريسُ وجّْهِكِ عِنْدما كُنْتِ تَبْتَسِمينَ في الصَّباحْ،
أنا الهواءُ التائِهُ من رائِحَةِ الأنْبياءِ،
فَضُمّينِي....
حَدَّقَ النادلُ في وَجهيَ الضائِعْ بالأَمس
وَسألني هلْ مِنْ مَزيدٍ ولا جَوابَ مِنّي،
تردّدَ ثمّ سألَني: أهوَ الليل؟!
فقلتْ: صَديقِي، هوَ أكثرُ من الليلْ !
يا انتِ:
مازِلتُ أَذْكُرُ حينَما كُنا سَويَةً نتسكَعُ فِي شارِعِ المدينة المنورة حيثُ قُلتُ انا :حين تبتسمين فيبدأ النهار ولا ينتهي،....
فقُلتِها أنتِ بالإيطالية: Quando tu sorride, la giornata inizia e non finisce mai !.

فَجنونيَ ليسَ مؤقّتا يا سيّدتي،
لأنّ جنونيَ وطنْ....
فستانُ خُطوبَتِكِ الأسودُ الذي يُحاكي الليلْ،
ورائحةُ البحرِ المُحتلِّ،
وابتسامتكِ التي تَحتلُّني بِلا مُقدّماتٍ،
هيَ الترجمةُ لأوَلِ الطريقِ الى الثلجْ،
هيَ اعترافي بحقوقِ الندى في دولةٍ مُستقلِّةٍ،
هيَ وجهُ المستقبلِ الذي يعاندُ قوانينَ الفيزياءِ النظريّةِ،
هي الجسرُ العابرُ الى حقولِ الأغاني وذكرياتِ المُستَحيلْ،
هيَ كُلُ ما تَبقّى مِني.

للضبابِ المتكّئِ على باب حُجرتها
أنا هواؤُها الطلقْ
تَتنفّسني
وأتنفّسُها
فاذهبْ أنـتَ حيثُ اللارُؤيا
حيثُ أنا أراها
وحيثُ أنا لا أراكْْ
عندما أقولُ لكِ أنّي أحبّكِ مَرّةً أخرى
أنا لا أُكرّرُ نفسي يا رَوانْ
إنّما أنا أولدُ من جديد...

نيسان ـ نشر في 2019-12-26 الساعة 21:56


رأي: رأفت القبيلات كاتب أردني

الكلمات الأكثر بحثاً