اتصل بنا
 

ما في سرير

كاتب

نيسان ـ نشر في 2019-12-27 الساعة 19:07

نيسان ـ استطيع ان اجزم ان كثير من مشاكل الاعتداء على الكوادر الصحية، أحد اهم حلولها حسن تواصل الموادر الطبية مع المريض وذويه، فعبارة" ما في سرير"، عبارة مؤلمة جدا لأب يحمل ولده المريض بين يديه أو أب يريد علاج والده او اخاه او اخته و يواجه بهكذا عبارة جافة! فالحق الطبيعي ان يتوافر السرير لكل مريض يحتاجه، وحق الرعاية الصحية حق دستوري لا خلاف عليه، ولا علاقة للمريض بأي تفاصيل.
ولأسباب تتعلق بنقص الأسرة في مستشفى ما، وتحديدا الأقسام الحساسة كالعناية المركزة والخداج وغيرها، لا يجب ان يتفوه الطبيب بعبارة كهذه قد تؤدي الى مشاكل، بل يجب ان تكون العبارة :" لا يوجد سرير لحالة ابنك او ابنتك ولكن سنقوم بتوفير سرير ونقله الى مستشفى آخر بالتنسيق مع تلك المستشفى وسيتم توفير الرعاية اللازمة لابنك او ابنتك خلال تلك العملية وتوفير سيارة الاسعاف والطبيب والممرض وطبيب التخدير المرافق.. الخ من اجراءات ،" بمعنى طمئنة ولي الأمر بشكل مريح ومقنع و واضح على حالة ابنه، و اقناعه بسهولة عملية توفير السرير، و بأنها اجراء طبيعي في حالة كهذه وشرح ذلك بشكل واف و كاف، وانه ليس هناك مضاعفات خطيرة بسبب ذلك الإحراء، وليس التفوه بالعبارة الجافة : "لا يوجد سرير "!
كثير من حالات الاعتداءات او الاحتقانات على العاملين الصحيين يمكن حلها بقيام الادارة في المشفى بتدريب الكوادر على برنامج مهارات اتصال فعال، بل هذا التواصل جزء من عملية الرعاية الصحية، بل يعد الجزء الأهم ومعيار من معايير الأداء وتحقيق الاعتمادية المحلية والعالمية للمستشفيات أيضا ، لا ننكر جذر تلك المشاكل بسبب نقص المعدات والاختصاصات و سعة المستشفيات من الأسرة والكوادر وأسباب أخرى يطول ذكرها، لكن التواصل الفعال والجيد يريح المريض والمرافق ويعوض مكامن النقص، اتمنى من الكوادر الطبية واداراتها حسن التواصل وايصال الرسالة التواصلية بشكل صحيح و واضح و مريح للمريض وذويه، حفاظا على حقهم بالرعاية وتجنبا لأي احتكاك او احتقان.
الأمر يحتاج لارادة حقيقية ويمكن لوزارة الصحة استحداث برنامج لتنمية مهارات التواصل بشكل علمي وعملي متقدم وحديث بين الكوادر والمريض وذويه بشكل مستمر، بتدريبهم وضمان استمرارية تطبيق تلك المهارات، ولا تحتاج الوزارة سوى لمختصين مدربين في هذا المجال، ونقل الخبرة الى كافة الكوادر على مراحل في كافة مستشفيات المملكة التابعة للصحة، وهذا سيخفف جدا من حالة الحنق والاحتقان والاحتكاك والعنف.
تدريب الكوادر الطبية لا يكون فقط في مجال الاختصاص الطبي والتمريضي بالتعامل مع الجسد والجسم، بل ايضا مع الروح والناحية النفسية للمريض و ذويه. اضافة لاستحداث آلية لربط المستشفيات بقاعدة بيانات واحدة ومركز عمليات لهذه الغاية وتفعيله لتجاوز البيروقراطية في عملية توفير سرير للمريض في مستشفى ما، لتسهيل تلك الغاية.
يمكن زيادة ميزانية وزارة الصحة لبرنامج الموارد البشرية في قانون الموازنة حاليا، قبل التصويت عليه من قبل النواب بنحو 25-50 الف دينار بحد أعلى، فذلك كفيل بتخفيف حدة هذه المشاكل بشكل كبير، بتدريب 5٪ من الكوادر الطبية والتمريضية على الأقل كمرحلة مبدئية وزيادتها بالتدريج، فالقاعات متوفرة في المستشفيات، ولا تحتاج الوزارة سوى لتدريب 5٪ من الكوادر، وهم بدورهم ينقلون الخبرة التدريبية لباقي الكوادر خلال شهور قليلة ، من خلال دورة في مهارات التواصل والذكاء العاطفي مع المريض بشكل متقدم وحديث وعملي، وتحديدا في المواقف الحرجة والصعبة وكيفية التصرف تحت الضغط ، وذلك بدورة عملية بواقع عشرين ساعة على الأقل كمتطلب للترقية في المسار الوظيفي للكوادر.

نيسان ـ نشر في 2019-12-27 الساعة 19:07


رأي: فراس عوض كاتب

الكلمات الأكثر بحثاً