اتصل بنا
 

حسين الحواتمة.. للجندية فرسانها

أكاديمي أردني

نيسان ـ نشر في 2019-12-29 الساعة 09:15

نيسان ـ للجندية رجالها الذين يعشقونها عقيدة قبل أن تكون مهنة ويرون فيها ناموس الرجولة ومقياسها، ففي الوقت الذي تُورّث فيه المواقع والمناصب لأبناء الذوات يكون حلم الجندي أن يرى أحد أبنائه لابسا شعار الجيش ليلتحق بميادين الرجولة والفداء وهو بذلك يعده ليكون مشروع شهيد حقيقي يسقي دمه الطاهر لحبات التراب المقدس للوطن.
في هذه البيئة وُلدَ اللواء حسين الحواتمة ليكون تلميذا عسكريا يضع نصب عينيه التميز فيتخرج ظابطا في وحدات الجيش حيث الخرائط والمناورات في الصحراء التي تعرف العسكر مثلما يعرفونها والمناوبات الإجازة المحددة بساعة ويوم، والدورات الداخلية والخارجية والتقييمات التي ترصد مسيرة الضباط وسلوكهم فحياة العسكر لها قانونها الخاص الذي يعرفه ابناؤهم وعائلاتهم التي تعودت على غيابهم عنها لكنه قدر العسكري الذي لا يرتدي القبة الحمراء إلا بشق الأنفس وقد حازها الحواتمة بتميز واحتراف فوصل إلى رتبة عميد في عام 2013م وفي عام 2015 صدر قرار مجلس الوزراء بتعيينه مديرا عاما لقوات الدرك لتبدأ مرحلة جديدة في مسيرة الدرك ليكون الجهاز الأمني الذي يحفظ النظام ويطبق القانون وليكون حاضرا في المهمات الوطنية إلى جانب بقية الأجهزة الأمنية كلما اقتضت الضرورة سائرا في درب التطوير والتحديث وفق رؤية متقدمة وواضحة.
ولأن القائد هو القدوة كان اللواء الحواتمة الحاضر في أحداث الكرك الارهابية وهو الوحيد من قادة الأجهزة الأمنية الذي أدار المعركة من الميدان لتزول الغيمة وينتصر الحق وبعد الكرك إلى الرابع حيث خرجت جموع المواطنين تعبر عن رفضها لبقاء حكومة الملقي فيكون الحواتمة بين المتظاهرين موجها و متحدثا إلى قواته بضرورة الحفاظ على حق التظاهر السلمي وفي خضم كل ذلك تأتي بطولات أفراد الدرك على صعيد الرياضة بمختلف أنواعها ليكون الجهاز الأمني في مقدمة من يحصد الجوائز المحلية والعالمية.
كل ذلك والقائد الأعلى للقوات المسلحة الملك عبدالله الثاني يرى أثر توجيهاته على أرض الواقع فيتقدم الدرك بفضل قيادة اللواء الحواتمة التي وضعت الرسائل الملكية حيز التنفيذ الفعلي أمام ذلك قرر جلالة الملك أن يجمع قيادة الأمن العام والدرك والدفاع المدني في قيادة واحدة وفقا لمعايير التطوير والتحديث ومراعاة للتنسيق بينها وبما ينعكس على الخدمة المقدمة للمواطن للجنرال الحواتمة في قرار ملكي استثنائي من خلال دمج الأجهزة الثلاثة في جهاز الأمن العام ولأول مرة في يد مدير واحد وجد فيه جلالة الملك ما أراد من حرفية ومهنية على مدار ما يقارب الخمس سنوات أمضاها في قيادة قوات الدرك لينقل الجنرال الحواتمة وبتوجيه ملكي هذه الأجهزة الثلاثة إلى مدارج التميز والريادة وبما يتناسب وتحديات العصر ومتطلباته.
الرسالة الملكية هي بنفس الوقت رسالة إلى كل مؤسسات الدولة لتسير وفق خطى التطوير والتحديث دون تسويف وفق خطة زمنية دقيقة وحقيقية اقتداء بمدير الأمن العام اللواء الركن حسين محمد الحواتمة الذي طبّق الرسائل والتوجيهات الملكية منذ تسلمه مهام مدير قوات الدرك وهو اليوم في موقعه الجديد أدخل التوجيهات الملكية حيز التنفيذ بدءا بالمخالفات الغيابية التي كانت تقلق مضاجع المواطنين وتنهك جيوبهم وصولا إلى جهاز أمن عام متميز يحقق الرؤى والتطلعات بكافة فروعه وأقسامه.

نيسان ـ نشر في 2019-12-29 الساعة 09:15


رأي: د. عبد الهادي أبوقاعود أكاديمي أردني

الكلمات الأكثر بحثاً