اتصل بنا
 

اللي مش عاجبه لا يطلّع..الفرق كبير بين الحرية والابتذال

كاتبة أردنية

نيسان ـ نشر في 2019-12-29 الساعة 09:20

نيسان ـ لم أكن لأعلّق لولا أني قرأت منشورات استفزازية تقول " ياخي اللي مش عاجبه لا يطلّع!"
أي وقاحةٍ هذه؟ هل تطالب أن نمشي معصوبي الأعين حتى تأخذ راحتك؟ إن كنت لا تريدنا أن نشاهد فلماذا تقوم بذلك في العلن وعلى الملأ؟ لا يا سيدي العزيز، أنت تريدنا أن نشاهد!
لقد عملت كمضيفة طيران وجبت العالم كله، إلا انني لم أر ما رأيت في الأردن! فحين نتحدث في بلاد الغرب عن الحريات، فهناك وعيٌّ وإدراك للفرق ما بين الحرية والإبتذال والرخص والتعدي على حرية المجتمع. وبينما يوجد في بلاد أوروبية أسواق مرخّصة للجنس بكافة أنواعه، إلا انه وخارج هذه الأسواق فلا يوجد ما يتعدى قبلة محبة أو عناق محبين. هذا يقع ضمن خصوصية الفرد وخصوصية المجتمع كذلك، فهل يمكنك أن تتخيل أن يحدث أمامك ما رأيناه وأنت تتمشى في أمان الله مع أولاد وبناتك الصغار في الشارع؟ كيف يمكنك تفسير المشهد للمارة على اختلاف أعمارهم وفكرهم؟ وكيف سيمحى مشهد كهذا من ذاكرة طفلٍ أو مراهق؟
أجل هي حرياتكم ولكن ماذا عن حرياتنا نحن؟ أنا أرفض أن أن يشاهد إبني في الشارع هذا المنظر! وهذا حقي أنا وحقه كطفل!
وبينما تطالب الليبرالية وحقوق الإنسان بمنع تغوّل المجتمع على الفرد، بتنا في بلدنا بحاجة إلى من يحمي المجتمع من تغوّل الفرد! وهذه سابقةٌ لم يسبقنا إليها أحد! نحن نسير بالعكس في كثيرٍ من النواحي حين يتعلق الأمر بالحريات والحقوق!
ما رأيناه يجعلنا ندرك أن علينا -ومن الآن فصاعداً- تقييم الأمور من ناحيةٍ أخرى! بالمعنى المجازي والحرفي!

نيسان ـ نشر في 2019-12-29 الساعة 09:20


رأي: زينة المعاني كاتبة أردنية

الكلمات الأكثر بحثاً