اتصل بنا
 

نقابة الصحافيين..حفنةُ القمحِ لن تُسعفَ طائراً في قفص!

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2020-01-06 الساعة 23:26

نقابة الصحافيين.. حفنة القمح لن تسعف
نيسان ـ إبراهيم قبيلات....يستفزّك الزميل الصحافي، عبد الله مبيضين، المقيم بولاية أوهايو الأمريكية، حين يكتب معلقاً على حائطه الخاص عقب تشكيل لجنة لتطوير الإعلام، لم يكن من بين أعضائها من يُمثّل نقابة الصحافيين، يستفزّك حين يقول: "حفنةُ القمحِ لن تُسعفَ طائراً في قفص".
يأخذنا المبيضين إلى أفق بعيد، حيث نريد أن نصل معاً، مثل طائر يحلّق في المدى دون قيود مسبقة أو أقفاص تصنعها قرارات مُرتجلة، حيث الحرية التي تكفي للإبداع.
إنها ليست أحجية كما أنها ليست حديثاً جانبياً مفرغّاً من مضمونه يمكن اقتراحه كأحد البدائل الممكنة لسهرة المساء.
قمحك هو قمحنا الأبدي، زوادة الأيام الحالكات، والحالكات يضيئها المدى يا صديقي، وحده دون غيره، حيث لا ينفع بيان ساخط يصدر من مشكاة واحدة، حين تريد السلطة التنفيذية لها أن تضيء، وبالقدر الذي تريده هي، لا نحن.
هي هكذا يا صديقي وإن حاولنا تجميلها.. وثمّة فرق بين النقاش العام والنقاش الذي يبدو بأنه خاص جداً أريد له أن يستبعد النقابة، وجهات عديدة لديها ما تقوله في هذا الإطار.
الصحافيون ساخطون على تهميش النقابة، والنأي بها بعيداً عن المشاركة في الجلسات الحوارية التي نظمها الديوان الملكي؛ لبحث واقع الإعلام وتطويره، مدركين بأن النقابة ومنذ حين صارت تتبع الرأي لا تقوده، وهي التي يجب أن تكون حيث نريد لها أن تكون، لا حيث أريد لها ذلك.
"استبعاد" يفهمه جيداً الزميل الصحافي، حامد العبادي، فيسكب خبرة ثلاثة وثلاثين عاماً في أربع عشرة كلمة، يقول فيها: "تطوير الإعلام ليكون إعلام دولة يتطلب عدم تدخل الحكومات في سياستها التحريرية وبرامجه السياسية".
على أن الزميل الدكتور عطا الله الحجايا، لم يذهب بعيداً في تكثيفه مشهد الغضب الذي وجد نفسه وزملاءه في عمقه، حين طالب بتمثيل أصحاب "نتافات الجاج" في لجنة التطوير.
الحجايا وكعادته يغلّف انتقاداته بشيء من السخرية والكوميديا السوداء، أو يتبعها بأبيات شعرية لا تخلو من العمق والرسالة؛ حيث لا يكاد المتلقي أن يفلت من ملكاته الإبداعية، ونقده العميق.
يقول الحجايا معلقاً: "ثمة قطاعات مهمة غابت عن لجنة تطوير الإعلام مثلا: أصحاب نتافات الجاج وأصحاب المخابز، أتحاد موزعي الفستق؟!"
صحيح أننا بدأنا مرحلة الإعداد الجديّ لانتخابات نقابة الصحافيين، لكن ذلك لا يعني بحال من الأحوال التخلي عن قيمة النقابة باعتبارها حاضنة مهنية للجميع، حتّى وإن تمّ التفريط بدورها فيما مضى، كما يُمكن أن يقال بأن "استعلاء إعلام القصر" تجاوز زملاءنا أعضاء الهيئة المنتخبة في نقابة الصحافيين، إلى الدرجة التي بتنا نتحسس فيها أثر الصفعات على الخدود، وعلى الورق.
نحن أسرة صحافية واحدة، آن تصويب مسارها، والمسار ينبغي أن يبدأ منّ عندنا، لا أن ينتهي إلينا، وهكذا بجرة قلم.

نيسان ـ نشر في 2020-01-06 الساعة 23:26


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً