اتصل بنا
 

بني ياسين لـ 'نيسان': رسالة ملكية تحذر الإيرانيين من العبث بأمننا.. والخطر الأكبر خلايا داعش النائمة

نيسان ـ نشر في 2020-01-18 الساعة 11:12

x
نيسان ـ نيسان - سعد الفاعور
قال دبلوماسي وخبير عسكري ومحلل استراتيجي رفيع شغل العديد من المواقع الحساسة في تصريحات خاصة إلى "صحيفة نيسان" إن القوات المسلحة والأجهزة الأمنية ترصد بدقة أية تحركات مريبة لوكلاء طهران. كاشفاً أنه حمل بمعية وزير خارجية سابق رسالة ملكية إلى القيادة الإيرانية تحذر من مغبة العبث بأمن الأردن.
الخطر الأكبر الذي يتهدد الأردن برأيه ليس العدو الظاهر أو العابر للحدود بل أصحاب الفكر المتطرف والخلايا الإرهابية النائمة في الداخل. مذكراً بأن "خلايا نائمة" متطرفة ومتأثرة بالفكر الضال نفذت هجمات دامية ومخططات إرهابية في إربد والبقعة والركبان والكرك، وأخطرها كان تفجيرات فنادق عمان عام 2005، والتي للأسف فشلنا في رصدها واحباطها قبل وقوعها.
جاء ذلك على لسان الخبير والمحلل الاستراتيجي، مؤسس ورئيس مركز بترا للدراسات الاستراتيجية، محمد تيسير بني ياسين، أمين عام وزارة الخارجية السابق، والسفير الأردني لدى بغداد سابقاً، ونائب رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق، وقائد المنطقة العسكرية الشرقية بين عامي 2003 و2004، وقائد القوات الدولية بين أثيوبيا وأرتيريا بين عامي 2006 و2008.
"انتشار وكلاء إيران بمحاذاة الحدود من الأمور المقلقة لنا في الأردن ويذكرنا بتحذير جلالة الملك من خطر المد الشيعي"، بحسب بني ياسين، مشيراً إلى أنه "وفي أوقات سابقة كانت هناك تهديدات للمصالح الأردنية والأجنبية فوق التراب الأردني من قبلهم وتم رصدها وإفشالها".
قبل ما ينوف عن 4 سنوات، عندما كان يشغل منصب أمين عام وزارة الخارجية، يكشف بني ياسين، أنه نقل بمعية وزير الخارجية آنذاك ناصر جودة رسالة من جلالة الملك إلى الرئيس الإيراني تضمنت "التحذير من خطر العبث بأمن واستقرار الأردن".
مضمون الرسالة تمحور حول "تنبيه الإيرانيين بألا يقتربوا من حدودنا من جهة سورية والعراق وألا يمارسوا أي فعل ينطوي على تهديد لحدودنا أو المساس بأمن واستقرار المملكة داخليا"، والكلام هنا أيضاً إلى بني ياسين.
من وجهة نظره فإن "الخوف من التدخلات الإيرانية ازداد الآن بشكل أكبر بسبب توسع السيطرة الإيرانية على الساحتين العراقية والسورية وأيضاً داخل الساحة اليمنية". في الوقت ذاته ينبه إلى أن "خطر تنظيم داعش أصبح أكبر مما سبق في ظل معلومات استخبارية تتحدث عن خروج عناصر داعش من شمال وشرق سورية واعادة انتشارهم وتموضعهم في مناطق غرب العراق بمحاذاة الحدود الأردنية الشرقية".
إعادة تموضع داعش شرق الحدود الأردنية، والكلام أيضاً إلى بني ياسين "يمثل تهديداً مباشراً للأمن الاقتصادي الأردني في حال لو قدر للتنظيم الإرهابي السيطرة على الشريان الرئيسي المخصص لنقل البضائع والنفط الممتد من الأردن إلى بغداد والبالغ طوله 1400 كم".
الخبير العسكري والمحلل الاستراتيجي استشهد بما جاء على لسان جلالة الملك خلال المقابلة التلفزيونية مع قناة (فرانس 24) التي قال فيها: "سيكون هاجسي خلال المباحثات التي سأجريها في أوروبا هو ما شهدناه خلال العام الماضي من عودة وإعادة تأسيس لداعش، ليس فقط في جنوب وشرق سورية، بل وفي غرب العراق أيضاً".

إعادة تأسيس داعش خطوة خطيرة جدا، لكن بني ياسين شدد على أن "لدينا أجهزة أمنية تتمتع بمستوى متطور من الكفاءة، إلى جانب قوات مسلحة على أهبة الاستعداد وقادرة على التعامل مع خطر داعش".
سفير الأردن السابق لدى بغداد، وقائد المنطقة العسكرية الأردنية الشرقية، بني ياسين، رأى أن "المثلث السوري الأردني العراقي من أخطر المناطق، وكذلك المثلث السعودي الأردني العراقي". محذراً من خطورة استغلال المنطقتين الحدوديتين من قبل الجماعات الإرهابية، وبالتالي تحقيق اختراقات في الداخل وتجنيد عملاء.
"حدودنا محمية من القوات المسلحة"، يقول بني ياسين، لكنه يستدرك "إن الجماعات الإرهابية على الحدود لا تخيفنا ونحن نرصد تحركاتها بدقة ونفشل أي مسعى لها للتسلل، فالخطر الأكبر على الأردن ليس العدو الظاهر الذي يتحرك عبر الحدود، بل العدو الخفي والخلايا النائمة وأصحاب الفكر المتطرف".
"الأردن يمتلك من التقنيات والتكنولوجيا المتطورة ووسائل الرصد والتنصت والاعتراض الشيء الكبير "، كما ينبه بني ياسين. لكنه يستدرك أن "الخلايا الإرهابية لم تعد تتكلم بالأمور البدائية البسيطة بل أصبحت تملك القدرة على تصنيع عبوات ومتفجرات في الداخل لتنفيذ مخططات إرهابية دون الحاجة لتهريب أسلحة ومتفجرات من الخارج".
وبرأيه أيضاً فإن هذه الخلايا "باتت متمرسة بالخبرات القتالية وبعمليات التخطيط والتمويه والتضليل الاستخباري، كما أن لديها نفساً طويلاً في عمليات الاستطلاع والرصد ومراقبة الهدف وتحين الفرصة لتنفيذ المخطط".
"للأسف بعض عملياتهم في الأردن لم نتمكن من اكتشافها بوقتها مثل العمليات الإرهابية التي وقعت في إربد والبقعة والكرك وتل الركبان وقبل ذلك تفجيرات فنادق عمان عام 2005"، يقول نائب رئيس هيئة الأركان الأسبق.
الدبلوماسي والخبير العسكري المتمرس يراهن على الحس الأمني للمواطن في التصدي لخطر الإرهاب العابر للحدود ولخطر الخلايا النائمة. قائلاً "الحفاظ على الوطن والحفاظ على ممتلكاننا واجب يشترك في أدائه العسكري والأمني والمدني، وكل مواطن يشاهد أي شبهة تثير الشك عليه دورٌ كبيرٌ جداً في تنبيه الجهات المعنية حتى نتلافى أي أخطاء أو وقوع ما نكره لا قدٍّر الله".
الأمر الآخر الذي يشكل مصدر قلق في مواجهة الإرهاب العابر للحدود والخلايا النائمة، بحسب بني ياسين، هو موضوع الفكر الضال والمتطرف. "المشكلة في الفكر المتطرف أنه يستهدف الشباب بشكل خاص، ووجود التقنيات العالية والانفتاح الكبير على التكنولوجيا يمكن أن يضلل الشباب وأن يسمم أفكارهم. وهذا يحتاج منا إلى قراءات متعمقة على صعيد الأسرة وعلى صعيد المدرسة والكنيسة والمسجد والكليات والجامعات للتصدي لهذا الفكر".
وبسؤاله إن كان هناك مسؤولية يتحملها الجانب الأميركي في تغذية الإرهاب، قال إن "الإدارة الأميركية من حيث تعلم أو لا تعلم، تغذي الإرهاب وتشجع الشباب على الانخراط في الجماعات الإرهابية بسبب سياساتها المنحازة للاحتلال الإسرائيلي على حساب حقوق الشعب الفلسطيني على وجه الخصوص، وعلى حساب بقية القضايا القومية والعربية الأخرى".
الجانب الأميركي وليس سراً، يقول بني ياسين، ومن خلال كل الأحداث التي جرت في السنوات الأخيرة يقوم بدور رئيسي لدعم ما تقوم به داعش. مضيفاً أنه "لم يكن خفياً الدور الذي لعبته أميركا بدعم أطراف عراقية فيما جرى بالموصل حيث كانت هناك خسائر كبيرة على صعيد الأرواح ونهب الأموال والأسلحة والنفط". قائلاً "الأميركيون يملكون السيطرة على مقاتلي تنظيم داعش وقادرون على نقلهم من مناطق إلى أخرى".
"على أميركا وعلى أوروبا أن يدركوا أن هذا فيه خطر ليس فقط على الأردن والإقليم بل أيضاً عليهم وعلى استقرار وأمن العالم أجمع، فالتنظيمات الإرهابية وإن تعاونت مع حكومات وأجهزة مخابرات لكن عناصرها يخرجون عن المسار المحدد لهم. وجلالة الملك دائما يحذر من الأخطار الحقيقية لكن بعض الأطراف الدولية تحاول تنفيذ مصالحها حتى لو اقتضى ذلك استخدام الجماعات الإرهابية في تحقيق هذه المصالح"، بحسب بني ياسين.

نيسان ـ نشر في 2020-01-18 الساعة 11:12

الكلمات الأكثر بحثاً