اتصل بنا
 

اصمتوا...فهذه الدماء ليست للبيع

كاتب أردني

نيسان ـ نشر في 2020-01-20 الساعة 17:27

نيسان ـ عِندما تَتكلّمْ
فأنتَ تَعزفُ على أوتاركَ الصَوتِيّةْ
فلا تَكنْ نَشازاً !
لَمْ أكنْ أعلمُ أنّ لَديْنا كلُّ هذا الرَصاصِ والحقدُ والإصرار على القتلْ وَلُغَةِ الخَطابَة وجَهابِذَةٍ يعتَلونَ المِنَصاتْ، وإلاّ لكنّا قَدْ حَرّرنا فلسطينْ، ولكنّي نَسيتُ أنّهُ عندما يكونُ المَوضوعُ هوَ موضوعُ فلسطينْ تَخرسُ الكثيرُ من الأصواتِ التي تُجَعجعُ الآنَ ومنْ كلّ ألوانِ الطيفْ، وتلبسُ أثوابَ الخِرافِ مَرّةً أخرى !
عاشتْ فلسطينْ حُرّةً أبيّةْ...
هذا الضبابُ اليَسوعيُّ يُغطّي صباحَ عَمانّ مِنْ كلّ الجهاتْ
ونعم، هذا الحلمُ الإنسانيّ ما زالَ مَمزوجاً بِكَنَفِ الأنبياءْ
هُنا غازُ فِلسطين المنهوب والمسروق، هُنا عروبَتُنا وَوَطَنيَتُنا، هُنا رِباطُنا وَعزيمَتُنا، هُنا يَدُ الله فوقَ أيدينا، هُنا ما تَبَّقى مِن خُطى عيسى بن مريم وخُطى عمر بن الخطاب.
ما قامَ بِهِ مَجلِسُ النوابِ بالأَمس عدا عن أَنَّهُ ( قَفزَةٌ بالهواء) و خُطَبٌ حَماسية، وعَزفٌ على أوتارِ حُبنا لفلسطين، وَ بَحثٌ عن مقاعِدَ فِي الدَّورَةِ الإنتخابِيةِ القادِمَة،لا يلغي إتفاقية الغاز مع الكيان الإسرائيلي إنما ينقل هذا الملف إلى أدراج مكاتب الرابع ثم إلى طاولات المحكمة الدستورية إلى حين... أستَشهِدُ هُنا بِما قاله الفقيه القانوني أ. د حمدي القبيلات "فيما يتعلق بقانون منع استيراد الغاز من الكيان الصهيوني - لو فعلا صدر - فإنه سيؤدي لفسخ الاتفاقية مع الطرف الأجنبي كون محلها وهو استيراد الغاز أصبح مستحيلا قانونيا وبالتالي لا علاقة للموضوع برجعية القانون من عدمه وهنا طبعا يستحق الطرف الآخر الشرط الجزائي لانه عادة ينص في مثل هذا النوع من العقود على تحمل الطرف الوطني المستفيد من محل العقد مسؤولية التعديل او التغيير في التشريعات الوطنية بخلاف الوضع القائم عند توقيع العقد....."
في المَدارسِ
عَلّمونا أنْ (( نَجّترَّ )) التاريخْ
ولَمّا كَبِرْنا
قالوا لَنا: لا تَذهبوا ضِدّ الريحْ
ولمّا عَصَيّنا
قالوا لَنا: هذهِ مَقبرةٌ وهذهِ زِنزانةٌ
اخْترْ أنتَ كيْ تُريحَ وتَستَريحْ
فما أجْملَ (( حُرّيةَ الإختيارِ )) في بلادِنا !
بينَ الموتِ دُفعةً واحدةً
أو المَوتِ على عِدّةِ دُفُعاتٍ وبالتقسيطِ المُريحْ !
..........................................................
كانتْ حَبيبَتِي تَسألني في الصباحِ كيفَ أْبدو
وهي أجملُ مِن ذي قبلْ...
ولكنّها تَراني أقَلِّبُ في نَشراتِ الأخبار باحثاً عنْ خَبرٍ
يُسعِدُني،
كيْ،
أْسْعِدها !
ولكنَّ نشراتِ الأخبار لا تَزالُ حَزينة، كئيبة، فَهِي تَبُثُ جعجعاتِ البسطاتِ تارةً، وَ نرفَزَةِ مُرتادي المدرسةِ الفتحاويةِ تارةً، واحمرارَ وجنتي حَليفِ مِحورِ المقومةِ والمُمانعةِ تارةً أخرى.. وبعضَ فوائدِ الميرمية.
فِي ظِلِ البث المُباشِرِ لمجلسِ النواب، كانت جارتي ام عمر تتابع بِنَهَمٍ وَهِي تَحتَضِنُ (بورية) كان لِوالِدها الذي استشهدَ على أَسوارِ بيتِ المَقدِس... التَفَتَتْ إليهم من خلف شاشة43 بوصة وقالت:
إنْ كانَ لا بُدَّ فاصمتوا
فهذهِ الدماءُ ليستْ للتجارةْ
إنْ كانَ لا بُدَّ فاصْمتوا
فهذهِ الدماءُ لونُ الطهارةْ
إنْ كانَ لا بُدَّ فاصْمتوا
فهذهِ الدماءُ لِمنْ لا يَفهمُ لغةَ الإشارةْ
إنْ كانَ لا بُدَّ فاصْمتوا
إصمتوا
إصمتوا
أوْ كلمةُ حَقٍّ لَشهيدٍ في الأرضِ أنهى الزِيارةْ !
أَشعلتُ سيجارَةً واذا بها تَطلبُني بأن أُشعِلَ لها سيجارة، كان أحَدُهُم يبثُ مباشراً على الفيس بوك أَخَذَت (ام عمر) ما يلزمها مِنَ النيكوتين وقالت له:
تَجلسُ في مَقعدكَ الوثيرِ في فندقٍ فخمٍ
تَمدحُ ( تَيْسَ النِعاجِ ) أوّلاً،
ثمّ تَتلو علينا ما تَيسّرَ من المَواعظِ،
وتُردّدُ ما سَمعناهُ منْ خطيبِ جمعةٍ قبلَ الفِ عامٍ أوْ أكثرْ
وتقولُ لَنا الآنَ: لقدْ انتصرنا !
ونعمْ،
( الأولويّةُ للكُرسيِّ وتَبّاً وَطز لكلّ شيءٍ آخرْ ) !
ابتَسَمتُ لها وقلت:بِحكمِ التَركيبةِ الذِهنيّةِ لِمُجتمعاتِنا يا صديقَتِي، فهيَ تَفْرضُ ( الوُعودِ الفَضْفاضةِ ) كَعُملةٍ ثانيةٍ للتَداوُلْ !
و إِنتشيتُ بنظرتها التي قُلتُ بَعدَها:
قرأتُ في الفَلسفةِ تحتَ داليَةِ عِنَبٍ
وقرأتُ في التاريخِ على بَيادرِ القَمحِ في صُحبةِ عيدة المحمد
وقَرأتُ رسائلَ الحبِّ الأولى في ظلِّ خَرّوبةٍ صارَت بِيوتاً مَنسية
وكتبتُ أولى خَربَشاتي في طائرةٍ ورقِيّةْ
وطارتْ هيَ حيثُ الأغاني
وكُنتُ أتصبّحُ بِكلّ المَناشيرِ والبياناتِ السِرّيّةْ في القرية الشرقية
وبِملامحِ حبيبتي الخَجولةِ في الحارةِ الغَربيّةْ
وصارتْ هيَ الآنَ أُمَاً لستِ أطفال وتُسبّحُ بحمدِ رَبّها بعدَ أنْ هَجرتْ نُصوصَ النظريّةْ
وبعدَ ربعِ قرنٍ مِن الأَمَلِ والألمْ
ما زلتُ أنا كَما أنا
وكلّ شيءٍ حَولي صارَ مُجرّدَ فَرَضيّةْ !

نيسان ـ نشر في 2020-01-20 الساعة 17:27


رأي: رأفت القبيلات كاتب أردني

الكلمات الأكثر بحثاً