هل اقتربت عاصفة الحزم الشامية؟
نيسان ـ نشر في 2015-04-11
مع تسخين الحديث عن اقتراب عاصفة الحزم نحو نظام بشار الأسد وتنظيم داعش، تكون المنطقة قد أكملت آخر حلقات الانغلاق العسكري والأمني.
لا بد أن يفعل أحد ما شيئا حيال شلال الدم الهادر في سوريا، ليس الآن، بل ومنذ سنوات. هذا صحيح، لكن ما هو صحيح أيضا، أن اقتراب المقاتلات العربية من أهداف الأسد سيعني بالضرورة اقترابها من جوهر المصالح الإيرانية في المنطقة. فماذا سيعني ذلك؟
هل بدأت عاصفة الحزم في اليمن بحنجلة سعودية لوقف تمدد إيران في المنطقة، بينما سيكون الرقص في سوريا؟ ما زالت طهران تستكشف ذلك، وتنظر بحذر الى المعطيات على الأرض.
يدرك الحلفاء العرب أن ما يعنيه استهدافهم للأسد هو استهداف لكل آيات الله في طهران. فهل ما جرى في الأيام الماضية من تطورات ميدانية في سوريا يدخل في هذا الإطار. معبر نصيب، وسقوط إدلب بيد المعارضة، نموذجان يشير إليهما المراقبون وهم يتحدثون عن عاصفة الحزم وهي تولي وجهها صوب الشام.
وحدها الأيام ستتحدث عن ذلك. لكن لا شيء يدعو إلى الاطمئنان، ولا أحد بإمكانه أن يقول لنا: إن كل شيء سيكون على ما يرام.
ما يهمنا هو الأردن. لكن الأردن، ومنذ سنوات بات في عين العاصفة، وعين العاصفة حتى الآن باردة علينا، غير أن الإرهاب اقترب من شريطنا الحدودي الشمالي، بعد سقوط معبر نصيب قبل أيام بيد الفصائل السورية المسلحة؛ فدنت كرة النار أكثر فأكثر. ما يعنيه ذلك أن المملكة اقتربت من نقاط الاشتباك.
نظام الأسد سارع إلى اتهام الأردن بأنه ضليع في تخليص معبر نصيب من بين يديه، بينما مصادر رسمية استخفت بذلك. وعلى حد قول العسكريين، فإن العادة أن يلقي المهزوم أسباب هزيمته على الآخرين.
حسنا. ما الذي يفوتنا في المشهد؟ يفوتنا الكثير من المعلومات. معلومات نفهم أنها حساسة، ونفهم معها أنه من الصعب على المسؤولين الكشف عنها. لكن. دائما هناك لكن.
منذ انتشار شريط الفيديو الذي أظهر طيارنا الشهيد معاذ الكساسبة، تعاظم الحديث عن مقاربة جديدة سيتبناها الأردن في مواجهة الإرهاب، لكن اليوم، يتجاوز الأمر ذلك إلى المواجهة.
ما الذي يجري حولنا؟ وهل نحن في البر الآمن من شواطئ المنطقة؟.