اتصل بنا
 

على أسوار المدينة

كاتب أردني

نيسان ـ نشر في 2020-01-27 الساعة 21:11

نيسان ـ على أسوارِ المدينةِ
مِلّحٌ كانَ يَسّْكنُ ( بادِيَتي) و( تكنولوجيا) الحِصارْ
على أسوارِ المدينةِ... أقِفُ أنا
هُنا أرمَلةٌ ورضيعٌ وكَفنْ
هُنا خَيّمةٌ منَ ( الأممِ المُتّحدةْ)
هُنا خرائطُ الحُدودِ الجَديدةِ
وتاريخٌ مُزوّرٌ بالبطولاتِ في أسِرّةِ الجواري
وضابطُ مُخابَراتٍ وبائعةُ هَوى
على أسوارِ المدينةِ
قَذائفُ الهاونْ
ومَنْ يَظنُّ أنّهُ حَرّرَ المَدينةْ
على أسوارِ المدينةِ
يَقفُ
المَغولُ الجُددُ
والفاشيّونَ الجُددُ
وثُيودور هيرتسلْ !
وقلبيَ المَنزوعَ مِن السِلاحْ
..........................................
الآن فِي دورِ السينما التِّي نَعيشُ فِي ظِلالُها، وَ فِي العالَمِ الإِفتراضي الذي أصبَحَ مِنبر (الشجبِ وَ التَنديدِ و الإِستِنكارِ وَ الرَفضِ وَ المُقاطَعَةِ وَ التَّجَمهُرِ وَ التَظاهُر) يَرفُضُ الأردنيونَ ( صفعةَ القرنِ الجديدة) و الكَثيرُ مِن العرابين والدحلانيين
النفطْ: يُموّل
والقرضاوي: يُفتي
وعزمي بشارة: يُنظّرْ
مَضر زَهران: يُحلّلْ
والجزيرةْ: تُهلّلْ
ودولُ الجوارِ: تُسلِّلْ
واليَسارُ: يُعلّلْ
وخفافيشُ الظلامِ: تُكبّرْ !
...............
هلْ هُناكَ مَنْ يُريدُ أنْ يَفهمْ ؟!
الأردنيونَ الشعبويون الذين ما زالتْ أياديهم نظيفةً من الدم وجيوبهم نظيفةً من المالِ القذرْ وقلوبُهم نظيفة من الطائفيّة و الإِقليمية و المناطِقية همْ المعارضونَ الشرفاءُ الأحرارُ الذينَ لا يُريدونَ تقسيمَ الوطنْ، فَفلسطين و الأردن وَطَنْ رُغم أنف المتحاذقين والمُتذاكين وَ العازفينَ على وَتَرِ الحدودِ الشائِكةْ.
الطريقُ منْ عَمانَ الى القُدسِ ليستْ سالكةْ، وموّالُ ( السلامِ، وَ التَوطينِ والتَهويدِ) هذا مَحروقٌ تَماماً، وفي هذا الصباحِ يقول أحدُ جهابِذَةُ الخِيانَة تماماً كالعاهرةْ: وَرْجينا عضلاتَك يا ترامب!!!
وهنا أقولْ: إنَّ ( اللهَ ) أطهرُ منِ هذا ومنكمْ بالكثيرِ الكثيرْ.
ولمَنْ فَتحوا حدودَهم وجيوبهم للدبّاباتِ الأمريكية و الصهيونية لاغتصابِ قِطعَةِ مِنا أقول:
إخرسوا !!!
وَجَبَ علي أن أُخاطِبَ الشعب ها هُنا فِي الأردن وهنا أيضاً في فلسطين.. فعادَةً ما نَقول مِن قلبِ العاصمة الأردنية عمان هُنا القُدس وأيضاً أقول:
لا أحَدَ يَستَطيعُ الآنَ أنْ يَقولَ لَكَ مَتى تَضْحَكْ
ومَتى تَبْكي
وكَيفَ تَرْسُمُ فَرحَكَ
وكَيفَ تُطَلِّقُ حُزنَكْ
لا أحَدَ يَستَطيعُ في هذا الكَوْنِ أنْ يَحّتَلَّ أرْضَكَ ويَهْتِكَ عَرْضَكْ
ثُمّ يَبْكي كَالتَماسيحِ رَفْضَكْ
كأنَّ في الرَفْضِ عُنوانٌ صارَ اليَوْمَ كُفركْ
لا أحَدَ يَستَطيعُ الآنَ أنْ يَقّْتَحِمَ غُرّْفَةَ نَوْمِكَ في مُنْتَصَفِ اللَيْلِ
كَيْ وَيَنْزَعَ مِنْكَ مَنامَكَ يُقْلِقَ فيكَ حُلُمَكْ
لا يَستَطيعُ الآنَ إبْنُ لَقيطَةٍ أنْ يُحَقِّقَ مَعَكَ مَعَ صَلاةِ الصُّبْحِ
والأَذانُ في الأصْلِ كانَ أَذانَكْ
لا أحَدَ يَستَطيعُ الآنَ أنْ يَقْتَلِعَ أظافِركَ في ظَلامِ زِنْزانَةٍ
أو يُمَسّْمِرَ جلْدَكَ في خَشَبِ مَكْتَبِهِ
كَيّْ يَقْطَعَ الآنَ لِسانَكْ
لا أحَدَ يَستَطيعُ الآنَ أنْ يَغْتَصِبَ قَصيدَةً نَقَشْتَ في صَدْرِها حُبّاً جَنينِيّاً
ثُمَّ لَوَّنْتَ فيها حُلمَكْ
لا أحَدَ يَستَطيعُ الآنَ أنْ يَقْفِزَ في صَفَّ الخُبْزِ كَيّْ يَكونَ أَمامَكْ
فالأرْضُ لِمَنْ يَحّْرُثُها
لا مَنْ يَسّرِقُها
وقَدْ زَرَعْتَ في تُرابِها يَمينَكَ ويَسارَكْ
لا أحَدَ يَستَطيعُ أنْ يقولَ لَكَ أيُّ نَشْرَةِ أخْبارٍ تُشاهِدُ
وأيّةُ إذاعَةٍ تَسْمَعُ
وأيّةُ جَريدَةٍ تَقْرَأُ
وأَيُّ أغْنِيَةٍ صارَتْ تُجَسِّدُ إلْهامَكْ
لا أحَدَ يَستَطيعُ الآنَ أنْ يقولَ لَكَ بِماذا تُؤْمِنُ
وما هُوَ دينُكَ
أَو عَرِّفْ مَسيحِيَّتَكَ أوعَرِّفْ إسْلامَكْ
لا أحَدَ يَستَطيعُ الآنَ أنْ يُزَوِّرَ بَصْمَتَكَ
كَيّْ يَقْتَصَّ مَنْكَ إبْهامَكْ
فَالأرْضُ تَسْكُنُ فيكَ كَيّْ تُرّوي شَبَقاً صارَ حُلُمَكْ
والحُرِّيةُ لَيسَتْ رَغيفَ خُبْزٍ كَيّْ يُعَمِّدَ قَلْبَكْ
إنَّما الحُرِّيَةُ قُدّاسٌ تَرّسُمُ فيهِ خُبْزَكَ ولَوْنَكَ وروحَكَ وحُلُمَكَ
وحَتّى شَكْلَكْ.

نيسان ـ نشر في 2020-01-27 الساعة 21:11


رأي: رأفت القبيلات كاتب أردني

الكلمات الأكثر بحثاً