اتصل بنا
 

قالت لي الدّرب - الجنوب مرّة أخرى-

كاتب وأكاديمي أردني

نيسان ـ نشر في 2020-01-28 الساعة 10:15

نيسان ـ قالت لي الدّرب - الجنوب مرّة أخرى-
إلى كل الراحلين
(الرواية الأولى)
قالت لي الدّرب التي سارت معي نحو الجنوب
هذي ملامح أهلنا
يلهو بها الزمن المريب
والأرض لوّنها الشحوب
أرأيت حنظلة جفّت وعرّتها الثقوب
صفراء سائغة المذاق
لمن تعثّر في الجنوب
أرأيت شمسا باردة ْ
تستلُّ منها الريح القميصَ بلا جيوب
أريت أنثى الوشم حائرة بأفواه
عاف الذباب عشاءهم
فاقتات بالعينين والشفتين واختلط الوجيبْ
(الرواية الثانية)
قالت لي الدّرب التي سارت معي نحو الجنوب
الآن نبدأ بالحكاية :
قبل اكتمال البدر
قبل القراءة والكتابة
مرّ الخليفة ذات صيف
قال الجنوب وديعة الله في عنقي
فأراق منه الكبرياءْ
نسل الكرامة من بقايا ثوبه البالي
شقَّ العباءات التي سترت عري لياليه
وباعه قبل الخريف
خافت مرور الوقت
قالت لي الدرب :
خذ بيدي
أو دعني آخذ باليدين وأتبعك
هذا هو الصمت الجنوبيُّ وقد تدثّر بالصبر
شدّ الحزام على الحجر
شغل المزيّنُ رأسه بالوهم
غنّى لأموات وعاش لأجلهم
مازال يفخربالرُّفاتْ
من ليس يحفل بالحياة ْ

نيسان ـ نشر في 2020-01-28 الساعة 10:15


رأي: د. عطا الله الحجايا كاتب وأكاديمي أردني

الكلمات الأكثر بحثاً