اتصل بنا
 

أهلا بجلالة الملك في العقبة

نيسان ـ نشر في 2020-02-15 الساعة 12:33

x
نيسان ـ د. عبدالمهدي القطامين
غدا يحل جلالة الملك عبدالله الثاني ضيفا على العقبة وستكون محطته الرئيسة وزيارته التفقدية لسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة التي انقلبت منذ يوم الاربعاء الماضي الى خلية من نحل عبر تنظيف المكان وزرع الورود واضفاء لمسات جمالية على المكان ترافق ذلك مع تجهيز عال المستوى في البرزنتيشن الذي سيقدمه مجلس المفوضين الى جلالة الملك لتوضيح الى اين وصل العمل في العقبة التي شكلت رؤيا استراتيجية لجلالة الملك وستبدو الصورة زاهية تماما امام الملك فما يقدم من صور توضيحية عالية الدقة بالصورة تكاد ان تكون مقنعة لكل من يشاهدها ولكن " ودائما هذه اللاكن " تأتي في سياق مثل هذه الزيارات سيتم الاغضاء عن التحديات والمعيقات والتراجع الذي حصل في المنطقة الخاصة بفعل عوامل خارجية وداخلية لا يتسع المقال لذكرها .
ففي مجال الاستثمار الخارجي في العقبة لم يتدفق الى العقبة اي استثمار خارجي منذ عدة سنوات وهذا يستدعي دراسة متأنية وحقيقية عن الاسباب التي تحول دون ذلك وهل غياب الحوافز او تراجعها كان احد الاسباب ام ان البيروقراطية عادت لتطل برأسها من جديد في منطقة لا تحتمل وجود هذه البيروقراطية التي تعرقل العمل وتعرقل الاستثمار محليا وعربيا وعالميا الدراسة الحقيقية لمثل هذا الموضوع هي التي ستقدم الاجابة الشافية .
من المشاريع المتعثرة في العقبة مشروع المجمع الترفيهي الذي مضى على انشائه عدة سنوات وما زال ينتظر التشغيل وهو يقع في قلب المدينة وفي منطقة حيوية للغاية الا ان عيوبا في التصميم جعلته عبئا على عملية التسويق والترويج له وعلى الرغم من طرحه كفرصة استثمارية للتشغيل الا انه ما زال ينتظر ويكاد مشروع المطل الذي يقع ايضا في منطقة استراتيجية مطلة على البحر يعاني من البطء في الانجاز وكل ما انجز منه فقط طريق ترابية تؤدي الى قمة الجبل يزعم القائمون عليه انها طريق بانورامية ولغاية هذه اللحظة لم افهم معنى ان يكون الطريق بانوراما ويكاد ان ينضم الى قائمة المشاريع الفاشلة دوار هيا في قلب المدينة الذي يشكل المحافظة عليه بعد ان تم تحويله الى مسطح مائي لا معنى له نزفا ماليا لشركة تطوير العقبة الذراع التنفيذي للسلطة .
التجارة في العقبة تكاد تلفظ انفاسها الاخيرة بدون اسباب مقنعة اذ يقول التجار ان نظام الاعفاءات لزائري العقبة غير معمول به ويتم التشديد على كل ما يصدر من العقبة الى المنطقة الجمركية ويخضع الزوار الى تفتيش دقيق مسببا معاناة للناس القادمين للعقبة والمغادرين منها فيما يشير بعض المختصين ان بقاء الجمارك الوطنية على المراكز الجمركية يشكل عائقا امام تنامي حركة الزوار للعقبة وهي حركة كانت نشطة في السنوات الماضية لكنها تراجعت كثيرا في السنوات الاخيرة .
تنازع الصلاحيات او تداخلها بين السلطة واجهزة الدولة التنفيذية الاخرى في العقبة هو الاخر يشكل مقتلا لتطوير العقبة والنهوض بخدماتها والدليل على ذلك ان الشارع المؤدي من مركز وادي اليتم الى العقبة ما زال غير مضاء وكأن الداخل من ذاك الاتجاه يدخل الى قرية نائية وليس الى حاضرة كالعقبة وما زال تحديد مسؤولية انارة الشارع مثار جدل بين السلطة ووزارة الاشغال العامة في حين ان الاشغال تؤكد ان الشارع يتعرض الى الاعتداءات من قبل البعض عبر سرقة محولات الكهرباء في ذلك الشارع مع العلم ان هناك كاميرات ترصد كل كبيرة وصغيرة في العقبة اما الشارع المؤدي الى كافة الاستثمارات على الشاطيء الجنوبي للعقبة فما زال شارعا مهترئا يعاني سالكه الامرين يترافق ذلك مع ملوثات تنبعث من المصانع الكيمائية على الساحل وتلوث المنطقة برمتها بما فيها صوامع الحبوب التي تحوي المخزون الاستراتيجي من القمح والذرة وانواع الحبوب الاخرى اضافة الى تعريض بعض المخزونات في المناطق اللوجستية الى ابخرة ضارة خاصة السيارات المخزنة والتي تتعرض يوميا الى تلف خارجي بفعل تلك الغازات والابخرة .
وتشكل خزانات الامونيا على الشاطيء الجنوبي التي كما يقول الخبراء انتهى عمرها الافتراضي مصدر قلق وتهديد لسكان العقبة وسبق ان حدث تسرب طال العقبة كلها ولولا عناية الله لفقدنا ارواحا في تلك الحادثة خاصة ممن كانوا يعملون في تلك المنطقة اثناء تسرب غاز الامونيا .
وعلى صعيد السلطة الداخلي فقد ادت الاحالات على التقاعد والتقاعد المبكربشكل اتسم بالمزاجية وغياب العدالة في معاملة الجميع بالمثل الى مزيد من الاحتقان لدى موظفي السلطة الذين باتوا يشعرون بانعدام الامن الوظيفي وتبع ذلك موضوع عدم احتساب جزءا من زيادة سبق ان حصل عليها موظفو السلطة بمظلة الضمان الاجتماعي هذا الامر دفع بموظفي السلطة الى الاعتصام امام مبناها الرئيس لمنع ذلك وما زال الامر يراوح مكانه وسط تذمر واضح من محاولات المساس برزق الموظفين في هذه الظروف الصعبة .
مجمل القول ان الصورة ليست زاهية كما يقدمها البعض وان السلطة تحتاج الان الى حركة تصحيحية جريئة تعيدها الى مسارها المؤمل وتنهي حالة الركود التي طالت كل مفاصلها .

نيسان ـ نشر في 2020-02-15 الساعة 12:33

الكلمات الأكثر بحثاً