مصر تلجأ للوقود الروسي لاشتراط السعودية السداد أولاً

قال مصدر مسؤول في وزارة البترول المصرية، إن حكومة بلاده تتفاوض مع روسيا لشراء مشتقات بترولية بتسهيلات في السداد، بعد أن تحفظت السعودية على منح مصر تسهيلات ائتمانية جديدة، وطالبت بدفع مستحقات أية شحنة يتم الاتفاق عليها أولاً.
وأضاف المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن المفاوضات ما زالت جارية بين القاهرة والرياض حول إمداد مصر بمشتقات بترولية مجانية أو يصاحبها تسهيلات في السداد، إلا أن فرص حصول مصر على تسهيلات في السداد مثل المرات السابقة ضعيفة، نظراً لجمود العلاقات بين البلدين خلال الفترة الأخيرة.
وأشار إلى ارتباط موقف الكويت بموقف السعودية بشأن تزويد مصر بمشتقات بترولية، وبالتالي قد لا تحصل مصر على مساعدات وتسهيلات كبيرة من الكويت إلا إذا وافقت الرياض أولاً.
ولم يتسن للصحيفة الحصول على تعقيب فوري من مصدر سعودي حول موقف المملكة من تزويد مصر بشحنات مجانية من المشتقات البترولية أو يصاحبها تسهيلات.
وأكد المصدر أنه تم التواصل مع روسيا بالإضافة إلى الإمارات لإمداد البلاد بما تحتاج إليه من مشتقات بترولية (بنزين وسولار) خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى أن موقف الإمارات مرن للغاية، لموافقتها على منح مصر تسهيلات في السداد تصل لنحو تسعة أشهر.
وحسب بيانات رسمية، حصلت مصر على منح خليجية عبارة عن مساعدات مالية ومواد بترولية بأكثر من 36 مليار دولار، خلال العامين الماضيين، عقب الانقلاب الذي أطاح بأول رئيس مدني منتخب في 3 يوليو/تموز 2013.
وتوقفت المساعدات البترولية من الخليج إلى مصر، منذ شهر يونيو/حزيران الماضي، حسب مصادر حكومية.
وتواجه مصر منذ عامين أزمات وقود خانقة، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي وتوقف العديد من المصانع، إلا أن الفترة الأخيرة شهدت توافراً ملحوظاً للوقود.
وكانت صحيفة الوطن المصرية، القريبة من النظام المصري، قد نقلت أول من أمس، عن مصادر حكومية، إجراء مصر مفاوضات جديدة مع السعودية، لتوقيع عقود سنوية لاستيراد منتجات بترولية، بدءاً من أغسطس/آب المقبل، لسد احتياجات السوق المحلية من الوقود.
وحسب المصادر فإن الحكومة تتفاوض على استيراد 500 ألف طن غاز طهو شهرياً من السعودية، التي اشترطت تسديد قيمة الشحنات أولاً بأول، مشيرة إلى وجود مفاوضات مع الكويت والإمارات لاستيراد وقود.
ونقلت الصحيفة عن المصادر أن المفاوضات تجري حول عقود تجارية بتسهيلات ائتمانية وليست بمنح مجانية، وستستخدم شحنات الوقود كمخزون استراتيجي وقت الأزمات في الأسواق المحلية.