اتصل بنا
 

من المستفيد من تضخيم إعلام الكورونا

كاتب

نيسان ـ نشر في 2020-02-29 الساعة 13:42

نيسان ـ لدى متابعة الصحف والمواقع، تجد أن كثافة اللاخبار والعناوين المتعلقة بفيروس الكورونا تفوق انتشاره، وآثارها على الدول قد تفوق خطورته، في الواقع من لهم المصلحة الكبرى في العالم للتهويل والتضخيم الاعلامي لفيروس الكورنا ونشره على نطاق واسع هم غالبا كبار تجار الدواء في العالم والمواد الطبية وأجهزة الكشف السريع عن المرض.
بالرغم من خطورة المرض، الا انه لا يصنف وباء وليس من السهل ان يجتاز مراحل تصنيفه كوباء، وكأن تلك الشركات تحارب لتصنيفه كوباء، عندما نتحدث عن وباء، فاننا نتحدث عن حصد مئات الملايين من الأرواح وربما ربع او ثلث سكان العالم ، كالطاعون او الموت الأسود الذي أنتشر عام 1450 و حصد ثلث سكان العالم ورافقه حينها الحروب والمجاعات وقلة الغذاء وامراض المناعة وغياب التكنولوجيا، فالظرف والوعي مختلف الآن، اضافة الى شروط عديدة كانتشار للفيروس في بقع جغرافية واسعة وخلال مدة قصيرة وانتشاره من مجموعة لمجموعة ومن انسان الى انسان في دولتين على الأقل، و دون السيطرة عليه وشروط أخرى طبعا تحددها منظمة الصحة العالمية، بوصفها المرجعية الصحية المخولة عالميا باعلان الوباء من عدمه و متابعة ورصد تقدمه وتراجعه وانتشاره وانحساره، كي لا تثير حالة رعب وذعر عالمية تزيد انتكاس اقتصاد العالم وتكبد الحكومات خسائر مادية، جراء شراء أدوية ومعدات بكميات مبالغ فيها، و قد تفسد وتتلف تلك المواد في مستودعات الدول بعد انحسار الفيروس و دون الاستفادة منها، فقد تجاوزت خسائر العالم للآن ثلاث ترليون دولار منذ الإعلان عن المرض.
في عام 2007، عملت مع مرضى انفلونزا الخنازير في احدى المستشفيات، وخلال أسابيع تم اخراج جميع المرضى واعلان الأردن خالي من المرض، فقد تدنى مراجعة الناس لذلك المستشفى رعبا من الفيروس وكانت معظم الأخبار المتداولة مبالغ فيها سواء عن الحالات او المرض نفسه، والحالة التي توفيت حينها بسبب ضعف في جهاز المناعة كالمرضى الذي يتداوون بالكيماوي بجرعات كبيرة او كبار السن، وهذا النوع من الوفاة قد يحدث بأي فيروس او بكتيريا يصعب مقاومته عندما يكون جهاز المناعة لشخص ما منتكس، فالانسان الطبيعي يحتاج اجراء تحفظي واحترازي وتعزيز مناعته عند اصابته او احتمالية اصابته بالمرض، وقد يعطى بعض الادوية المخففة من مضادات الفيروسات والمسكنات ومعززات المناعة والفيتامينات.
فيروس الكورونا لا يرقى لوباء، فمجموع الوفيات في العالم لا تتجاوز 3% من مجموع الحالات المصابة، وغالبا يكونوا من ضعاف المناعة كمرضى الايدز وكبار السن، واكثر من نصف الحالات شفيت والباقي قيد العلاج وحالاتهم خفيفة لطالما كانت مناعتهم سليمة ، لا نقلل من شأن المرض، وهو بالتأكيد احدى سلالات فيروسات تطورت جينيا كالسارس ولا زال علاجها ولقاحها قيد التطوير، الا انه مسيطر عليه وفي طريقه الى الانحسار، المهم الوقاية والتوعية والتثقيف دون التهويل و دون نشر حالة الذعر في مجتمعنا او المجتمعات، ونشر الخبر الموثوق دون طبطبة او تخويل مبالغ فيه.

نيسان ـ نشر في 2020-02-29 الساعة 13:42


رأي: فراس عوض كاتب

الكلمات الأكثر بحثاً