اتصل بنا
 

الانتخابات ..شاركت بها وأسرتي بالاجماع لكن أمي قطفت ثمارها

كاتب أردني

نيسان ـ نشر في 2020-02-29 الساعة 17:25

نيسان ـ أَذكُرُ جَيداً انَّه وَقبلَ قُرابَةَ العَشر سنواتٍ او أَكثَرَ بِقَليل إشترى والدي سيارة (مارسيدس اي ٢٠٠) او ما تُسمى شَعبياً ب (مارسيدس لف) كانت جَميلةً و أَنيقة، عدا عن كَوني كُنتُ أسرِقُها و أُمارِسُ بَعضَ (التشحيط و التفحيط) في شوارع القرية الا أن والدي كان مُهتماً جداً بها.
ذاتَ مساءْ وَبعد الهُدوءِ المفروضِ علينا مُنذُ بِداية تتر بداية (مسلسل الليل وآخره) إلى أغنية النهاية، قَرر والدي عَقدَ إِجتماعٍ طارئ وعاجل.. إكتمل النصاب وإفتَتَح والدي الجلسة وكان ملف الحوار يدور حول (رحلة عائلية) سنقوم بِها صباح اليوم التالي، وكانَ الإجتماعُ لإختيارِ المَنطِقَة.. حَصَرَ والدي المشاورات بِمَنطِقَتين (جرش، أو وادي شعيب في السلط).
كانت أول إنتخاباتِ نقومُ بها، كانت نزيهة وشفافة، وتم بالإجماعْ إختيارُ (وادي شعيب) وتم إعتمادُ الأمر وتم التنسيبُ لنا للبدءِ بإجراءِ الترتيبات اللازِمَة، الغريبُ فِي الأَمر أنَّ (أمي) لم تتحدثْ ولم تُبدِ رأيها الا بعد أنْ إنتهت الإنتخابات وَكُنا قد أعلنّا إنتصارنا، وقد بدأ أنصار (إختيار وادي شعيب وجهة لرحلة الغد) الإحتفالات... حيثُ قالت أمي أن البحر الميت جميل في هذا الوقت من السنة، وأنها تودُ أن تأخذ بعضاِ (من خبيزة و لفيتة البحر الميت) لكننا وبكلمة رجل واحد، أَفشلنا مُحاولة أمي لتغيير نتائج العملية الإنتخابية.
*على الهامِشْ كانَ والدي يحبُ الممثل القدير يحيى الفخراني (حيث جسّدَ شخصية رحيم المنشاوي) بجمالٍ ورقيٍ وإِقتِدارْ، كانت عينا والدي تَلمَعُ فِي المَدا حينَ تكونُ هناكَ لقطَةٌ في مَشهدٍ يَجمَعُ بين رحيم المنشاوي و نيرمين الفقي ( التي قامت بدور حسنات)، كانَ مسلسل الليل وآخره يُلامِسُ بَعضَ قُلوبٍ وَ وَجعْ.
صَبْيحَةَ اليومِ التالي كُنا على أُهبَةِ الإِستعداد، حَمَلنا مِتاعَنا وَبعضَ فَرَحٍ وَ طفولة... كُنا فَرِحينَ جداً بنتيجة الإنتخابات التي أنصَفَتنا، ولكن!... وَجَدنا أَنفُسَنا نَجلِسُ قُربَ البحر الميت نستظلُ بشجرة صنوبرّ وَنضحَكُ مِلئ وجوهِنا... حينها أدركتُ بأن الدولة العميقة (المُتَمَثِلَة بأمي وإرادَتِها) هي الديكتاتورية المفروضة بنكهة أكثر ديمقراطية وسلاسة ووعي عميق.
الآن وَفِي ظِلِ إقتِرابِ الإنتخاباتِ النيابة التي تُفرِزُ فِي كُلِ دورة.. ( إقعدي يا سعاد، عندكوا طبخة ملوخية زيادة يا حبسة، ولَ يا سعادة فضية معقول يا سعادتك أشتري بنيرة قرشلة لخمسة عيال وأمهم، الواجبات الموكلة لا لا سعادتك الموكولة)
وطبعاً لن ننسى ( خاوة، غصب عن راس العالم خالي نائب)
تبقى البيروقراطية الإنتخابية و الخطاب العشائري، واللغة الإستجدائية، وزرع مفهوم اسم القبيلة، وطريق المناطقية هي المهيمن على صناديق الإقتراع، في حال لم يتم فقدانه بسبب مطبات الشوارع.
ونبقى بعيدين كل البعد عن إنتخاب وإختيار سلطة قادرة على إنتشال الوطن والمواطن من كل هذه الترهلات و الأزمات الإقتصادية والإجتماعية.
سأنتخب جبر الجبر، وأبقى أتغنى بمنزله ذي الأربع واجهات حجر وقرميد وانه نائب أخذ الكرسي والنمرة الحمراء خاوة عن عواد الفالح، ولا عزاء للأستاذ سلمان وعلمه.

نيسان ـ نشر في 2020-02-29 الساعة 17:25


رأي: رأفت القبيلات كاتب أردني

الكلمات الأكثر بحثاً