عمر الرزاز يتباهى بإنجازاته وينسى خراب 'مالطا'

نيسان ـ أطل رئيس الوزراء اليوم ليحدثنا عن انجاز حكومته والذي وصل إلى 90% كما قال.. 90% رقم كبير لكنه سهل بالنسبة للحكومة ويصعب فهمه بالنسبة لمواطنين لم يلمسوا من الإنجازات سوى الإنشاء، هي في رؤيتهم شيء على بسطات الحكومة بسعر الفجل والخس.
رئيس الوزراء المتباهي بالإنجازات بعد "خراب مالطا", غاب عن ذهنه حادثة البحر الميت، والتي هي وصمة عار ستلازم سيرته للأبد، الرجل تناسى أيضاً غرق وسط البلد مرتين، ونسي حوادث السطو، وتجاهل خيام المتعطلين عن العمل، ولم يلتفت للاعتقال الإداري، ولا إلى حالات الإنتحار، وغض بصره عن الغارمات والمديونين وانكسار التجار وهرب المتعثرين، وأزمة فاتورة الكهرباء، ولم يبق إلا أن يتفاخر باتفاقية الغاز مع الإحتلال.
"الريس" بعد تعديلاته تلك وحزمه واقترابه من اختتام قائمة الإنجازات الطامحة "للمليون" , يعجز حتى اليوم عن الاستقامة على رأي وتصريح واحد مع فريقه الحكومي، فمثلاً لا نزال نتذكر تطهر احد المسؤولين في وزارة الصحة من الفيديو المسجل قبل ايام داخل مستشفى العزل وقال بأنه "مفبرك" وعار عن الصحة، وبأن ماقدمت الصحة هو الأفضل، ثم يطل بعدها رئيس الوزراء عمر الرزاز مستنكراً الإهمال في مستشفى العزل, إنها فوضى يا سادة.
اما وزارة الصحة والتي وسعت "زغروتاتها" بسرعة تجهيز المبنى المهجور، عقب اشادة احدى الدول بإجراءاتهم وانجازهم لمستشفى العزل، قُذفت بنيران صديقة، نفرتها وغيرت مسرب تصريحاتها، للإعتراف باستئجار فندق خاص لعزل مرضى الحجر الصحي لفايروس كرونا، في ظل وجود عدد كبير من المستشفيات سيئة الخدمة، والمباني المهجورة، وأصحاب الشهادات بلا عمل..!
ربما نحن مدينون بشكرٍ واعتذار لمن صورت فيديو مستشفى العزل ونشرته، فحاملة الجواز "الإيطالي" اجبرت الحكومة على إخراج قرشنا الأسود من تحت "البلاطة" في يومٍ يعتبر فايروس كورونا الفتاك أخطر من أي سلاح، مجسدة كلمات الملك الراحل، الحسين الباني بأن "الإنسان أغلى ما نملك"..!
دولة الرئيس أغرتكم الأرقام حتى وإن لم تدم، وسعيتم للعدد الأكبر حتى وإن لم يُشبع، دولة الرئيس حكومتك على وشك الرحيل، ونهاية عهدكم قد أزف أوانه أما الإنجازات فالحقيقة انها على الماء "نُقِشت" ..