اتصل بنا
 

دعونا من عريقات .. فشل انتاج زعيم فلسطيني مستعد للتنازل عن كل شيء سيجبر نتنياهو الجلوس على مقعد رئاسة السلطة وعندها لن تكون مزحة فالواقع اليوم أمر واشد بؤسا

نيسان ـ نشر في 2015-07-30 الساعة 22:30

x
نيسان ـ

لقمان إسكندر

يبدو أن شروط المستعمر للشخصية المؤهلة لتصبح زعيمة لشعب من الشعوب العربية انخفضت إلى الحد التي وافقت عواصم الشمال على انقلاب شخصية مثل عبدالفتاح السيسي على القاهرة.

سابقا كانوا يبحثون عن شخص يجمع الذكاء مع الكاريزما. أما اليوم وبعد اختبارات شروطهم في الضفة الغربية وسوريا والعراق ثم مصر، ظهر لهم أن بالإمكان تهبيط الشروط التي يمتاز بها الزعماء المفترضين الى حدود دنيا، طالما أن رعايتهم صارت عن قرب أكثر.

على سبيل المثال وضع شخص مثل صائب عريقات رئيسا للسلطة الوطنية الفلسطينية، كان الأمر أشبه بنكتة، لكنه اليوم يستقبل استقبال الزعماء في العواصم العربية.

صائب محمد صالح عريقات الذي شارك في عقد اتفاقية أوسلو عام 1993 سيئة الصيت، تعاني شخصيته من صعوبة تمريره كرئيس يبدو انه الآن يوضع كخيار مقبول

عريقات المولود في 28 أبريل نيسان 1955 تجمد في كرسي كبير المفاوضين الفلسطينيين منذ عام 1996م. لم يخف الإسرائيليون في أداء عريقات ومن معه، عندما قالوا: كنا كأنا نفاوض أنفسنا.

ربما من أجل ذلك شعر الاحتلال انه بحاجة الى مزيد من تنازل الفلسطينيين حتى مع عدم ترك محمود عباس لأحد من بعده قدرة على التنازل عن شيء بعد أن تخلت السلطة الفلسطينية عن كل شيء.

لكن قبل أن ينجح عريقات في الوصول الى كرسي عباس سيكون عليه خوض معارك مع أنداده من الشخصيات الفلسطينية المستعدة اليوم لتقديم كل ما يلزم من اجل إيصالها على رأس هرم سلطة لا هرم فيها.

سواء بقصد أو بغير قصد فشل الاحتلال في صناعة زعامات فلسطينية تكون مرحب لتسلمها السلطة شعبيا.

لربما المطلوب إسرائيليا كان عكس ما يُظن. هذا ما تدركه اسرائيل التي فشلت في انتاج زعيم فلسطيني مستعد للتنازل عن كل شيء وهو ما سيجبر نتنياهو على الجلوس على مقعد رئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية.. وعندها لن تكون مزحة فالواقع اليوم أمر وأشد بؤسا.

نيسان ـ نشر في 2015-07-30 الساعة 22:30

الكلمات الأكثر بحثاً