اتصل بنا
 

إقالة البريزات!

نيسان ـ نشر في 2020-03-11 الساعة 22:43

نيسان ـ إقالة رئيس المركز الوطني لحقوق الإنسان د.موسى البريزات إنتكاسة جديدة، سياسية وحقوقية لا تغتفر، والأهم أنها رسالة سلبية تقول "لا تحاول وإلا!" لكل من قد يحاول الاصلاح خصوصا من داخل بروقراطية ورجعية مؤسسات الدولة، بريزات ومن خلال ترأسه المركز وجه ضربات موجعة لمراكز في الدولة ما زالت تأبى أي نوع من الرقابة أو الاصلاح، كما صرح بأن هناك "جهة متنفذة في الأردن لا تؤمن بحقوق الإنسان وترفض التعاطي مع ملفها" وهي "تسيطر على السلطة وتتحكم بمصير الأردن والأردنيين" وأضاف أن جزءاً من عملية الاصلاح السياسي في الأردن عبارة عن "ديكور"، موضحاً أنه تم وضع حدٍ لعملية الاصلاح السياسي في الأردن عام 2014 (فبعد الانقلاب على ثورات الربيع العربي وهدوء الشارع العربي لم يعد هناك أي داع لأي دعايات اصلاحية).
وفي كانون الثاني الماضي شارك بريزات في ندوة لحزب الشراكة والانقاذ ربما كانت هي "القشة التي قصمت ظهر البعير"، حيث صرح أن "ما جاء من ممارسات لنشطاء حراكيين في لوائح الاتهام الموجهة لهم لا تحوي ما يمكن تسميته تقويضا لنظام الحكم أو تغييرا لكيان الدولة بخلاف التهم التي تتم محاكمتهم عليها" وأضاف "أن قوانين الانتخاب السارية بعد عام 1989 لا يمكن أن تنتج مجلسا نيابيا له تمثيل حقيقي للإرادة الشعبية وإنما شكلي فقط" وحتى أنه صرح بخصوص الفعاليات الشعبية التي شهدتها عمان خلال العام الماضي قائلا "ان الامن هو من قام بإغلاق عمان في عدة مناسبات وليس المتظاهرون ، مذكرا بتظاهرات لحراكيين شهر أيار الماضي وباعتصام المعلمين".
وكان بريزات في شهر حزيران الماضي قد اعترض علنا على منع الامن العام للمواطنين من التظاهر امام المركز والمطالبة بالافراج عن معتقلي الرأي لان ذلك يخالف كل القوانين واتفاقيات حقوق الانسان، وجرت مشادة كلامية بينه وبين محافظ العاصمة انتهت كما صرح البريزات برد المحافظ: ” ما في حقوق انسان خارج الدوام الرسمي" حتى انه قاد بعد ذلك وقفة احتجاجية لكادر مركزه أمام المكاتب معترضا على اسلوب وزارة الداخلية مؤكدا بأن المركز الذي يديره يقوم بواجبه بموجب القانون.
أما عن كيفية الاقالة، فقد تمت بعد رفض البريزات الاستقالة وبتحالف بين حكومة الرزاز ومجلس أمناء المركز الذي تم تعيين ارحيل الغرايبة رئيسا له قبل عدة اشهر، وهو الأب الروحي لحركات الانشقاق عن الإخوان المسلمين حيث قاد انشقاقًا شهيرًا عنهم قبل ثمان سنوات انتهى بتأسيس حزب زمزم الذي ما يزال رئيسه حد اللحظة!
ويذكر أن عشرات الموظفين في المركز وقعوا عريضة الاربعاء الماضي مطالبين مجلس أمناء المركز بإلغاء مناقشة قرار إقالة المفوض العام للمركز موسى بريزات، بالإضافة الى ذلك فقد استهجن العديد من السياسين والكتاب هذا القرار الذي يعتبر انقلابا على "الاصلاحات!" التي تدعيها حكومة النهضة!
وهذه الحادثة دليل قاطع على البديهية القائلة باستحالة أن تستطيع أي مؤسسة تابعة للدولة أو تستجدي رضاها على محاسبة الأخيرة، مجلس النواب مثالا ايضا، لا بأس عليك يا ابن الاردن البار، نفاخر بك وبأمثالك من فرسان بني حميدة الأحرار، كفيت و وفيت!

نيسان ـ نشر في 2020-03-11 الساعة 22:43


رأي: محمد أحمد الشخانبة

الكلمات الأكثر بحثاً