اتصل بنا
 

مُتْ فَارِغَاً...

كاتب أردني

نيسان ـ نشر في 2020-03-14 الساعة 11:48

نيسان ـ على مرّ التاريخ البشري، أثّرت الأوبئة على الحضارات فحين تتفحص وتقرأ في التاريخ تجد انك أمام هالة عميقة تجعلك تفكر في الوجود وما بعده، وأسبابه، وتبعاته، وأثاره، ونشأته، فقد مر على البشرية العديد من الأوبئة التي غيرت التاريخ، وقتلت العديد من البشر...
طاعون جستنيان (541 - 750م)
إن تفشي الطاعون وضع حدا لفترة حكم إمبراطور بيزنطة في القرن السادس جستنيان الأول. وقتل هذا الوباء بين 30 إلى 50 مليون شخص، أي ربما ما يعادل نصف سكان العالم في ذلك الوقت.
الموت الأسود (1347 - 1351م)
بين عامي 1347 و1351، انتشر الطاعون الدبلي في جميع أنحاء أوروبا، مما أسفر عن مقتل نحو 25 مليون شخص. واستغرقت إحصائيات مستويات عدد السكان في أوروبا أكثر من 200 عام للعودة إلى مستواها قبل العام 1347. ومن المحتمل أن يكون هذا الوباء أودى بحياة أعداد أكبر في آسيا، وخاصة الصين، حيث يُعتقد أنها موطن الوباء.
من بين التداعيات الأخرى لهذا الوباء الذي عُرف في وقت لاحق باسم "الموت الأسود"، كان بداية تراجع القنانة (الفلاحين في الإقطاعيات) حيث مات الكثير من الناس لدرجة أن مستوى معيشة الناجين ارتفع. وفي الواقع، ساهم ذلك في خلق المزيد من فرص العمل، وتنامي الحراك الاجتماعي ووقف الحروب لفترة قصيرة.
الجدري (القرنين 15 و17)
إن الأوروبيين جلبوا عددا من الأمراض الجديدة عندما وصلوا لأول مرة إلى القارتين الأميركيتين عام 1492. وكان أحد هذه الأمراض مرض الجدري، وهو مرض معدٍ قتل نحو 30% من المصابين.
وخلال هذه الفترة، أودى الجدري بحياة قرابة 20 مليون شخص، أي نحو 90% من السكان في الأميركيتين. وساعد هذا الوباء الأوروبيين على استعمار وتطوير المناطق التي تم إخلاؤها، وتغيير تاريخ القارتين.
*وباء الجدري أباد ملايين السكان الأصليين لأميركا اللاتينية
الكوليرا (1817 - 1823)
إن وباء الكوليرا ظهر في "جيسور" بالهند، وانتشر في معظم أنحاء المنطقة ثم إلى المناطق المجاورة، وأودى بحياة الملايين قبل أن يتمكن طبيب بريطاني يدعى جون سنو من معرفة بعض المعلومات حول طرق الحد من انتشاره.
ووصفت منظمة الصحة العالمية الكوليرا -التي تصيب سنويا ما بين 1.3 و4 ملايين شخص- بأنها "الوباء المنسي". وقالت المنظمة إن تفشي الوباء السابع الذي بدأ عام 1961، لا يزال مستمرا حتى يومنا هذا.
الإنفلونزا الإسبانية (1918 - 1919)
تفشت الإنفلونزا الإسبانية المعروفة أيضا باسم "وباء الإنفلونزا" عام 1918، وأصابت نحو 500 مليون شخص، وتسببت في قتل أكثر من 50 مليونا على مستوى العالم.
إنفلونزا هونع كونغ (1968 - 1970)
بعد مرور 50 عاما من تفشي الإنفلونزا الإسبانية، انتشر فيروس آخر للإنفلونزا في جميع أنحاء العالم.
وتشير التقديرات إلى أن عدد الوفيات العالمية الناجمة عن هذا الفيروس بلغ نحو مليون شخص، عُشرهم في الولايات المتحدة.
وفي العام 1968، كان هذا الوباء ثالث وباء للإنفلونزا يحدث في القرن 20، بعد الإنفلونزا الإسبانية (عام 1918) والإنفلونزا الآسيوية التي انتشرت عام 1957. ويُعتقد أن الفيروس المسؤول عن الإنفلونزا الآسيوية تطور وعاد إلى الظهور بعد 10 سنوات.
المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (2002 - 2003)
أوضح الكاتب أن المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة تعدّ مرضا يسببه أحد فيروسات كورونا السبعة التي يمكن أن تصيب البشر، ويشبه تركيبها الوراثي تركيب فيروس كورونا الجديد بنسبة 90% تقريبا.
وفي العام 2003، أصبح المرض المتفشي الذي نشأ في مقاطعة غوانغدونغ الصينية وباء عالميا انتشر سريعا إلى 26 دولة، وأصاب أكثر من 8000 شخص وقتل 774 منهم.
إنفلونزا الخنازير (2009 - 2010)
نوع جديد من فيروس الإنفلونزا ظهر عام 2009، حيث أصاب أكثر من 60 مليون شخص في العالم، وتراوح عدد الوفيات العالمية بين 151 و575 ألفا. ويطلق على هذا الفيروس اسم "إنفلونزا الخنازير" لأنه يبدو أنها انتقلت من الخنازير إلى البشر، وتختلف عن مرض الإنفلونزا العادية في أن 80% من الوفيات المرتبطة بالفيروس شملت أشخاصا تقل أعمارهم عن 65 عاما، على عكس وفيات الإنفلونزا العادية.
إيبولا (2014 - 2016)
في البداية، كان فيروس إيبولا -الذي سمي على اسم نهر قريب من المنطقة التي تفشى فيها المرض- محدود المدى مقارنة بأغلب الأوبئة الحديثة، ولكنه كان مميتا بشكل لا يصدق. وظهر الفيروس أولا في قرية صغيرة بغينيا عام 2014، وانتشر إلى عدد ضئيل من البلدان المجاورة في غربي أفريقيا.
وقتل الفيروس أكثر من 11 ألف شخص من أصل 29.6 ألف مصاب في غينيا وليبيريا وسيراليون. وتشير التقديرات إلى أن فيروس إيبولا كلف 4.3 مليارات دولار، وتسبب في انخفاض الاستثمارات الواردة بشكل كبير إلى الدول الثلاث.
وتشير التقديرات إلى أن( فيروس كورونا) سينتشر إلى حد كبير في جميع أنحاء العالم، ويمكن أن يصيب في النهاية ما بين 40 و70% من سكان العالم. كما تشير دراسة أجرتها (الجامعة الوطنية الأسترالية) إلى أن فيروس كورونا الجديد سيتسبب في مقتل ملايين الأشخاص، وسيُكلف الناتج المحلي الإجمالي العالمي مبلغ 2.4 تريليون دولار.
لذلك مُتْ فارِغاً يا عزيزي من كُلِ ما يؤرقك، وينهكُ تفكيرك، ويقتلُ يومَكْ... مِنْ حِقدِكَ، وبُغضِكَ، وإنتِقامِكْ...
فأنتَ تستطيعُ أنْ تُحاربَ الكورونا،
بابتسامةٍ في وجه جارك وعابر السبيلْ و في مرآتِكْ
بأنْ تعانقَ وردَ الحديِقَةْ
بأنْ تروي قصصَ انتصارِ الراديكاليين لأطفالِكْ
بأنْ تعزفَ على الكمانْ،
بأنْ تكتبَ قصيدةَ حبٍّ
وتنثرها في الهواءْ...

نيسان ـ نشر في 2020-03-14 الساعة 11:48


رأي: رأفت القبيلات كاتب أردني

الكلمات الأكثر بحثاً