اتصل بنا
 

ضيـاعٌ فيروزي

نيسان ـ نشر في 2020-03-16 الساعة 17:25

نيسان ـ كأن يأتي احدهم بالمحك قاصدا جبين الأذى ... يطرق ابواب انتفاضة روحك ونكران حنينها ... كمتسلل اختبئ من وجعه خفية على مقاعد الحدائق المغلقه بعد منتصف الليل ليرتاد هدوء اخضرار الشجر وتناسق سحائب السماء الصيفية الصامتة... ليهرب من ضجيج ذاكرة الجدران المُغلقه بسمفونياتِ حنينٍ مبعثرة ومتناثرة ... لترتطم هدوءا بين زوايا الحديقه بهاتفٍ مُكبلٌ ومغلق .. وذاكرةٍ منسية على أطراف الطرقات ... وجبينٍ ملقاً على طرفِ مقعد خشبيٍ بلا ألوان وأنامل معقودةً تنتشل حِمل الجبين من على قساوة الخشب ... بجسدٍ مُرتطمٍ بنفس المقعد الخشبي القاسي حَملاً وحِملاً ... وأقدامٌ يحنيها ضيقُ المكانِ وضياع الأفق ... بعيون تنكرت هدوءا لضجيج هدوء سقف الغرفة المائل بلا شيء وبلا أحد وبلا ذكريات ... لتمر ساعات وساعات .. فحال من نسي ما لا يُنسى بازرقاقِ نافذة السماء ... لتُنهك العيون على أطراف الجفون مُعلنة الاستسلام لنومٍ يناغِم الحفيف .. ليُطبق صوتُ سيارةٍ وقفت عنوةً على جانب الحديقة بذلك المذياغ الأبله .. اللذي بات من اذاعات القرن العشرين تتبدلُ فيه المحطة مرةً واحدة كلما جنَ الكلام ليفتتح المذياع شُعاع القلب بأغنية من الغريب أن سرقها وضحُ الليل لأن تقول " بديت الئصة تحت الشتـي .. بأول شتى حبو ..." لتتغير المحطة على نغمات العود لتقولها فيروز مُعلنةً البداية " في ئهوة عالمفرء .. في موئدة وفي ناس ... نبئى انا وحبيبي نفرشها بالأسرار .. جيت لئيت فيها عشاق تنين صغار ... " لينغرس الهدوء المُكبل عاصفة اشتياق حين سُرق مقبس العودة الضغط على زر الرجوع بأن باتت نهاية تلك الأغنية بأن تقول " يا حبيبي شوو نفع البكي .. شو اله معنى بعد الحكي .. ياا حبيبي شو نفع البكي ..." لتسترق هذه الاغنية دمعة العين المُنهكه والرأس المُلقى يبعثر تشابُك الأيدي ليستند ... ويقول الصوت القادم من المذياع هادئاً " بعدك على باالي. يا قمر الحلوين ... يا زهرة تشرين " ليقول القلب دامِعاً لكن آب ما زال ها هنا لا يرحل .. صوت هدوء سبقَ "حبيتك .. بالصيف! ! حبيتك بالشتي! ! نطرتك بالشتي! ؟..." لكنني لستُ أنا من غاب! اهو حديث الروح؟ ! فالشفاه لا تتحرك! !! "سألتك حبيبي؟ ؟! لوووين رايحين ^^ خلينا خلينا .. وتسبئنا سنين ... اذا كنا عطووول ..تشويش بصوت المذياع لتكمل فيروز "ليش بنتلفت خايفين؟ ؟؟!! اقسم انني لم أُنكِر اي سؤال لكنها كانت دائماً تخاف .. لتُجيب كلمات فيروز على اترداد صوت مقبس تغيير المحطات لتقول "وانا هربت من الشباك وجيت لعند العزابي! !! لتُتكمل الإجابة من بعد تشويش لم يدم بالوقت الطويل لتكمل " عـرفو بغيابي اهلي يا دلي وين بدي روح .. وين بدي روح يا دلي بغيابي عرفو اهلي !! " ألا يتسعُ المدى والأفق فالقلب مسكنٌ أنت عنهُ محرمٌ لك أن تغيب .. لم يمل صاحب تلك السيارة بأن ينهك المذياع تغيير بإجابة لم تكن بالبعيدة " يا قلبي لا تتهب قلبك ..." ليستفيق السائق ويقلب المحطات برسالةٍ علها كانت أول محطاته .. ليسبق العود صوت فيروز لتقول " بيطلع عباالي اسهر انا وياااك ... " ما زال التشويشُ قائم ففيروز وصلت بأن تقول " انا والله كنت مفكرتك بدات البلاد ... شو بدي بالبلاد الله يخلي الاولاد " حتى انا زعلت بوئتااا يا فيروز ... هذه كانت اجابة الروح ليستقر المذياع على صوت "" لا انت حبيبي ولا ربينا سوا ... قصتنا الغريبة شلعها الهوى .. وصرت عنك غريــبه ... انساااني ياحبيبي " وكأنها اجابة الزمان لدمعتي والاشتياق لكن حقاً سألوني النااس يا فيروز وئلتلون رااااجع يا فيروووز لتنطلق يدي لشاشة هاتفي مضيئة لينطفئ تناسق السماء بحلول شروق الشمس على اعين نامت مُكبلة بالدمع والمطر اللذي آدمى الملابس والجسد بات مُبتلاً بلا شفقه. ..
لأنطلق لسيارتي اللتي نسيت مذياعها يعمل بشريطٍ مُعبق بعناقيد الياسمين وفنجان قهوة حلوةٍ لم أشربه وصوت فيروز

نيسان ـ نشر في 2020-03-16 الساعة 17:25


رأي: سهير التميمي

الكلمات الأكثر بحثاً