اتصل بنا
 

عادات يجب أن يقتلها الوباء

نيسان ـ نشر في 2020-03-19 الساعة 14:47

نيسان ـ من الأنماط التي سادت في مجتمعاتنا ولم تكن سائدة من قبل، ونرجو الله أن تنتهي بلا عودة بعد أن نتجاوز هذا الوضع بخير وعافية، هي "الاختلاط غير المبرر" الذي صنعته الحياة الاجتماعية المشوهة، حيث أصبح الرجال والنساء، فارغين من أي عمل -وحتى لو عندهم عمل-، يمارسون هذا النمط على حساب حياتهم الأسرية، والشخصية.. تراهم متجهزين للاختلاط ومتابعة المناسبات أيا كانت، فتجد الرجل يلبس الزي الرسمي للسياسيين ورجال الدولة المتمثل بالبدلة وربطة العنق، ويلاحق التجمعات ليعرض نفسه أمام الآخرين، ويخالط أصحاب المناصب والمسؤولين والمتزلفين، ما يشعرك عندما تراهم كأنك تتابع دبلوماسية بعض الدول الناشطة على المستوى الدولي، وهم يتفاوتون في الانشغال، وأشدهم انغماسا في هذا النمط، تجد يومه عبارة عن استقبالات واجتماعات وتحركات مكثفة حتى منتصف الليل حتى انه قد ينام بالبدلة وربطة العنق، فهو مستعد دائما، كلما سمع بجاهة طار اليها..!!
يظن كل انسان سوي أن هؤلاء هاربون من شيء ما الى هذا النمط المتعب.. هاربون من بيوتهم من أنفسهم من أفكارهم!!..
هذه الحياة لم تكن موجودة قبل عقود قليلة.. كان كل شخص مشغول بشأنه الخاص، بيته اولاده عمله، عندما لم تكن المجتمعات والافراد مشغولة بالحكومات وأنماطها الخاصة، فمصادر الرزق ارتبطت بالدولة، والاثراء تعلق بمصادر جديدة لا تقتضي الانشغال والعمل المتواصل، فنتج فراغ هلامي يلف الشخصيات، وثرثرة وبهرجة، تغشيهم، حتى تراهم عبارة دمى في مسرح عرائس بائس، فلا روح في أي انفعال لهم، ولا حياة في تجمعاتهم ولا خير في نجواهم...
لعل ما نحن فيه الان من حجر، يخرج بنتائج ايجابية تنهي هذا النمط الممرض، ويحد من التجمعات التي لا داعي لها، افرح بنطاق ضيق مع عائلتك، واعترف ان الجاهات هدر للوقت والمال، لا طائل منه وانت أولى به، والمهرجانات لأدنى سبب ما هي الا نفخة بوق تجتاح جسمك ثم تموت بلا أثر.. إذا اجتاحك الحزن، كن مع الدائرة الضيقة التي تواسيك، وتخفف عنك، ولا تهرب الى الاستقبالات و تهافت الحشود اليك التي لا ترقى الا أن تكون أطيافا هستيرية تمر بمخيلتك، تقهقه وأنت حزين، وتلتقي وتتسامر على حزنك وكأنك تراهم في تلفاز.. لا يواسونك بل يزيدون حزنك..
لعل هذه المحنة التي تجتاحنا، تكون فرصة، لتغيير انماط، سادت في مجتمعاتنا، وهي غريبة عنا، ونعود لحقيقتنا، ونتصرف بناء على واقعنا، ولا تحركنا المظاهر الخادعة، التي أرهقت الطبقة الوسطى وساهمت في تلاشيها.

نيسان ـ نشر في 2020-03-19 الساعة 14:47


رأي: صابر العبادي

ـ اقرأ أيضاً ـ

كشفت دراسة حديثة أجراها أطباء من جامعة بنسلفانيا الأمريكية عن نتائج غير مسبوقة لعلاج تجريبي جديد يُدعى زيميسليسيل، طورته شركة فيرتكس للأدوية، حيث نجح في استعادة قدرة الجسم على إنتاج الإنسولين لدى غالبية المشاركين المصابين بداء السكري من النوع الأول. وفي تجربة سريرية شملت 12 مريضاً تتراوح أعمارهم بين 24 و60 عاماً، تمكن عشرة منهم من الاستغناء عن العلاج بالإنسولين بعد عام من تلقيهم العلاج الجديد، بينما احتاج اثنان فقط لجرعات بسيطة. وكان جميع المشاركين يعانون من نوبات متكررة لانخفاض حاد في سكر الدم، دون القدرة على التنبؤ بها مسبقاً. العلاج مبني على استخدام الخلايا الجذعية، وهي خلايا غير متخصصة يمكن توجيهها لتصبح خلايا منتجة للإنسولين تُشبه تلك التي تتواجد في جزر البنكرياس، ويجري حقن هذه الخلايا في الجسم، حيث تتوجه إلى الكبد وتبدأ في العمل على تنظيم مستويات سكر الدم. وبرغم الفاعلية الملفتة، أوضحت الدراسة أن المرضى سيحتاجون إلى تناول مثبطات مناعية مدى الحياة، لتجنّب رفض أجسامهم للخلايا الجديدة، هذه المثبطات تجعلهم أكثر عرضة للعدوى، وتُعد أحد التحديات الرئيسية التي تواجه تعميم العلاج. وكانت معظم الآثار الجانبية التي ظهرت خلال التجارب طفيفة إلى متوسطة الشدة، وتم إدارتها طبّياً دون مضاعفات كبيرة. وتعمل فرق بحثية حالياً على تطوير نسخ معدّلة وراثياً من الخلايا الجذعية لا تتطلب مثبطات مناعة، في محاولة لتقليل المخاطر طويلة المدى. ويخضع العلاج حالياً لتجارب موسعة تشمل شرائح سكانية أكثر تنوعاً، بما في ذلك مرضى السكري من النوع الأول الذين سبق لهم الخضوع لزراعة كلى، وهم بالفعل يتلقون مثبطات مناعة، ما قد يجعلهم فئة مثالية لاختبار العلاج، وفي حال أثبتت النتائج استقرارها، تسعى شركة فِيرتكس للحصول على الموافقة التنظيمية بحلول عام 2026. ويُشار إلى أن العلاج الوحيد المعتمد حالياً في هذا المجال هو 'دونيسليسيل'، الذي يعتمد على نقل جزر بنكرياسية من متبرعين متوفين، ولكن بسبب محدودية توفر هذه الجزر، فإن اللجوء إلى الخلايا الجذعية يمثل أملاً في تأمين إمدادات لا نهائية من الخلايا السليمة. الجدير بالذكر أن داء السكري من النوع الأول يُصنّف كمرض مناعي ذاتي، حيث يهاجم الجسم خلاياه المنتجة للإنسولين في البنكرياس، ما يؤدي إلى تراكم السكر في الدم، وعلى المدى البعيد، يتسبب هذا الخلل في أضرار بالغة للأعضاء الحيوية مثل القلب والكلى والأعصاب.

الكلمات الأكثر بحثاً