اتصل بنا
 

عن الدركي وعزة 'البوريه' ورائحة الفوتيك

كاتب أردني

نيسان ـ نشر في 2020-03-26 الساعة 13:23

نيسان ـ بيقضة فارس، ونبرة عزيز، وسرعة قائد، وتواضع كريم، و عنفوان ذوي الجباه السمراء،
تلقف الدركي أمنا جميعاً، وحمل أغراض منزلها التي تساعدها على الانصياع لأمر حظر التجول.
الإنسانيّة وحدها هي ملحُ هذه الأرض ، ولا لون ولا قوميّة ولا دين ولا قبليّة تُميّزك عن غيرك !
كانت حركات الدركي تقول شيئا واحداً فقط: خُذي بكفّي يا أمي
كيْ نَمرَّ في ثُقوبِ هذا الليلْ
ثم نَجلسَ معاً بعد إنتصارنا على فايروس الكورونا..
كيْ نشربَ قهوتنا من دلالك
وكيْ أقولَ لكِ مَرّةً أخرى: كَمْ أحبّكِ...
هو كتبَ الوطنَ شِِعراً ووجهُ هذه العجوز الجَميلْ، فتجاعيدها شموخ، وصوتها ملائكي، وعزمها يبعث الأمل، وروحها ترغمنا على حبها، ونظرة عينها تبعث الحياة فينا، ودعاؤها يعانق السماء، كيف لا وهي من تَلقّنتْ الحبَّ على بَيادرِ القمحِ وفي حَضرةِ التينِ والزيتون.
هي من كسرت كآبة أيامٍ غدت كورق الصبار، هي من أعلنت أن حلم الإنتظار على الكورونا ليس بمستحيل.
في كل يومٍ من أيام الحظر، نشاهد أنموذجاً يدعو للفخر والسعادة، لازال الجيش العربي المصطفوي يسطر البطولات والمشاهد التي ستبقى خالدة أبد الدهر في وجداننا جميعاً، إختصر الدركي كل شيء ب (يما).
نسج من كلمته وطناً، ومن ( بدلة الفوتيك) سياجاً وحصناً، ومن ( البورية) تفوح رائحة العزة، والفخر والإعتزاز، ومن موقفة ضرب لنا مثالاً إنسانياً غاب عنا لزمن.

نيسان ـ نشر في 2020-03-26 الساعة 13:23


رأي: رأفت القبيلات كاتب أردني

الكلمات الأكثر بحثاً