'كورونيات' ..ابو عقاب يبحث عن دكانة أبو خالد على الشبكة العنكبوتية..هل يجدها؟
نيسان ـ نشر في 2020-03-30 الساعة 16:22
نيسان ـ إبراهيم قبيلات..."يتجافل" أبو عقاب من خياله، وينتفض كلما مرّ أحد جيرانه قربه، لكنه يريد أن يؤمن نفسه وبيته بالحاجيات الأساسية من دون أن يكسر حظر التجول، أو يعرّض نفسه لخطر فايروس كورونا- كما يفعل البعض- فماذا يفعل؟.
حسناً..تجيبه ابنته "سعاد" بقولها:"يبا الحكومة أعلنت عن منصة "مونة" على الإنترنت، وتقدر تطلب ولمرة واحدة في اليوم، كل اللي تحتاجه من السوق".
الحاج "المُنسدح" على ظهره، في مواجهة شمس الصباح لم يفهم ما ترمي إليه ابنته، وهي تتحدث عن المتاجر والتسوق الإلكتروني، في مواجة جائحة كورونا.
"إيش يعني" يستوضح السبعيني من ابنته الحاصلة على بكالوريوس في الرياضيات من إحدى الجامعات الرسمية، فتكمل سعاد: يبا في تطبيق إلكتروني وبيه دكاكين إلكترونية..يعني تقدر تتسوق وأنت مكوع على فرشتك.
عدّل الحاج من جلسته، ثم قرّب دلة القهوة من فرشة الصوف، قبل أن يستحلف ابنته بحياة أمها أن تعيد ما قالته مرة أخرى..الرجل لا يريد أن يفهم كل ما تحدثت به الصبية، هو يريد أن يشتري بعض السكر والأرز وبعض الخضراوات وكفى.
عادت الأبنة حديثها مبسّطأ عن المتاجر الإلكترونية وقدرتها على توفير كل الاحتياجات ولمرة واحدة، ثم قالت لأبيها :" خلينا نجرّب ونشتري".
بحثوا في الشبكة العنكبوتية عن دكانة أبو خالد لكنهم لم يعثروا عليها، ثم ألح الحاج على ابنته أن تبحث مرة ثانية وثالثة، فهي الدكانة الوحيدة في قرية يصل تعدادها إلى حوالي 2000 نسمة، ولا بد من العثور عليها.
"ليس هناك من متجر بهذا الأسم في منطقتنا" قالت الصبية لأبيها، ثم أردفت " أقرب متجر علينا يبعد حوالي 7 كيلومتر فكيف سنصله من دون سيارة ومن دون ان نعرض أنفسنا للاعتقال ولخطر الفايروس".
هذا الحوار ليس مشهدا من رواية لم تقرأ فصولها بعد، هو مشهد حقيقي مع بعض التدخلات الطفيفة، تجري أحداثه في القرى المنسية وبزمن كورونا.
هل فكرت الحكومة وهي تضع خططها الإلكترونية وتطبيقاتها أن هناك الآلاف من الأردنيين يعيشون في قرى بعيدة، ولا توجد فيها أصلا محال تجارية، وإن رغبوا بابتياع أي شيء عليهم الانتقال بمركباتهم إلى مسافات بعيدة، وهو ما يعرضهم للإصابة بالفايروس أولا وللاعتقال ثانياً.
وهل فكرت الحكومة أيضا بالمضطرين من أبناء القرى إلى الانتقال للمدينة من قراههم وبواديهم ومخيماتهم؛ بهدف إجراء بعض المعاملات المالية في البنوك بعد أن فتحت أبوابها صباح اليوم؟.
نريد أن نقول للحكومة أن الأردن ليس عمان وحسب، هناك قرى منتشرة في الأطراف وعلى ألسنة الجبال ولا سبيل اماهم للتزود بمونتهم إلا بكسر القوانين أو الوصول إليهم وتأمين احتياجاتهم قبل أن ينفد صبرهم وخبزهم، التفتوا إليهم فهم بأمس الحاجة لأن يكونوا على برامج الحكومة وأولوياتها.
حسناً..تجيبه ابنته "سعاد" بقولها:"يبا الحكومة أعلنت عن منصة "مونة" على الإنترنت، وتقدر تطلب ولمرة واحدة في اليوم، كل اللي تحتاجه من السوق".
الحاج "المُنسدح" على ظهره، في مواجهة شمس الصباح لم يفهم ما ترمي إليه ابنته، وهي تتحدث عن المتاجر والتسوق الإلكتروني، في مواجة جائحة كورونا.
"إيش يعني" يستوضح السبعيني من ابنته الحاصلة على بكالوريوس في الرياضيات من إحدى الجامعات الرسمية، فتكمل سعاد: يبا في تطبيق إلكتروني وبيه دكاكين إلكترونية..يعني تقدر تتسوق وأنت مكوع على فرشتك.
عدّل الحاج من جلسته، ثم قرّب دلة القهوة من فرشة الصوف، قبل أن يستحلف ابنته بحياة أمها أن تعيد ما قالته مرة أخرى..الرجل لا يريد أن يفهم كل ما تحدثت به الصبية، هو يريد أن يشتري بعض السكر والأرز وبعض الخضراوات وكفى.
عادت الأبنة حديثها مبسّطأ عن المتاجر الإلكترونية وقدرتها على توفير كل الاحتياجات ولمرة واحدة، ثم قالت لأبيها :" خلينا نجرّب ونشتري".
بحثوا في الشبكة العنكبوتية عن دكانة أبو خالد لكنهم لم يعثروا عليها، ثم ألح الحاج على ابنته أن تبحث مرة ثانية وثالثة، فهي الدكانة الوحيدة في قرية يصل تعدادها إلى حوالي 2000 نسمة، ولا بد من العثور عليها.
"ليس هناك من متجر بهذا الأسم في منطقتنا" قالت الصبية لأبيها، ثم أردفت " أقرب متجر علينا يبعد حوالي 7 كيلومتر فكيف سنصله من دون سيارة ومن دون ان نعرض أنفسنا للاعتقال ولخطر الفايروس".
هذا الحوار ليس مشهدا من رواية لم تقرأ فصولها بعد، هو مشهد حقيقي مع بعض التدخلات الطفيفة، تجري أحداثه في القرى المنسية وبزمن كورونا.
هل فكرت الحكومة وهي تضع خططها الإلكترونية وتطبيقاتها أن هناك الآلاف من الأردنيين يعيشون في قرى بعيدة، ولا توجد فيها أصلا محال تجارية، وإن رغبوا بابتياع أي شيء عليهم الانتقال بمركباتهم إلى مسافات بعيدة، وهو ما يعرضهم للإصابة بالفايروس أولا وللاعتقال ثانياً.
وهل فكرت الحكومة أيضا بالمضطرين من أبناء القرى إلى الانتقال للمدينة من قراههم وبواديهم ومخيماتهم؛ بهدف إجراء بعض المعاملات المالية في البنوك بعد أن فتحت أبوابها صباح اليوم؟.
نريد أن نقول للحكومة أن الأردن ليس عمان وحسب، هناك قرى منتشرة في الأطراف وعلى ألسنة الجبال ولا سبيل اماهم للتزود بمونتهم إلا بكسر القوانين أو الوصول إليهم وتأمين احتياجاتهم قبل أن ينفد صبرهم وخبزهم، التفتوا إليهم فهم بأمس الحاجة لأن يكونوا على برامج الحكومة وأولوياتها.
نيسان ـ نشر في 2020-03-30 الساعة 16:22
رأي: ابراهيم قبيلات