لا تقتلونا بأعراسكم.....

نيسان ـ ما أن يسمع الاردني بكلمة عرس حتى ترتعد فرائصه هلعا، فلنا مع الاعراس تجربة مريرة في زمن الكورونا، ومع ذلك لا يجوز ان نجعل من الظروف الراهنة مانعا للفرح، فلكل انسان الحق بممارسة طقوسه بالفرح والاحتفال بمناسباته السعيدة، ولكن في سياق القانون وبما لا يعرض سلامته والاخرين للخطر، ولكن شتان بين حسن النية وسوء النية في هذا الصدد، فرغم ما قاسيناه من ما يسمى بعرس اربد من معاناة، بسبب مشاركة مصابين بفايروس كورونا عائدين من خارج المملكة في ذلك العرس ونقل العدوى للمخالطين لهم وهلم جرا ، مما ادى الى عزل جزء عزيز من الوطن عن بقية اجزائه بعد تفشي فايروس كورونا في هذا الجزء، نتفاجأ بالأمس بقيام اطراف ما يعرف بعرس البحر الميت بمشاركة ذويهم وغيرهم الاحتفال بعد خروجهم من الحجر الصحي بأحد فنادق البحر الميت، والتصرف وكأن شيئا لم يكن فالمصافحة والتقبيل والتجمع كانت ابسط الممارسات، حسبما شاهدناه في فيديوهات مسربة عجت بها مواقع التواصل الاجتماعي.
ورغم ان العريسين حظيا باهتمام منقطع النظير وهم في فندق الحجر الصحي سواء من الجهات الشعبية او الرسمية حتى وصل الامر لهدايا من اعلى المستويات كما سمعنا، وكل ذلك تعاطفا معهم في هذا الظرف العصيب وتقديرا لظرفهما، إلا انهما يبادلا الجميل جميلا، فما ان خرجا اي العريس والعروس من فندق الحجر حتى عادا للاجتماع مجددا مع ذويهم وربما غير ذويهم لتلقي التهاني، خلافا للتعهد الشخصي الذي وقعه كل منهما بالتزام الحجر الصحي بالمنزل لمدة 14 يوما على الاقل، وليس هذا فحسب فهذا السلوك منهما مخالف لأمر الدفاع رقم (2) لسنة 2020 والذي نص في البند الاول منه على انه" يحظر تنقل الأشخاص وتجوالهم في جميع مناطق المملكة وذلك ابتداء من الساعة السابعة صباحاً من يوم السبت الموافق 21/3/2020 وحتى أشعار آخر". وسندا لأمر الدفاع رقم (3) لسنة 2020 " أولا: يعاقب كل من يخالف أمر الدفاع رقم (2) لسنة 2020 بحظر تنقل الأشخاص وتجوالهم في جميع مناطق المملكة ، والبلاغات الصادرة بمقتضاه بالعقوبات التالية:
1. بغرامة لا تقل عن (100) دينار، ولا تزيد عن (500) دينار إذا كانت المخالفة لأول مرة، ولا تتم الملاحقة إذا قام المخالف بدفع الحد الأدنى من الغرامة خلال أسبوع من تاريخ وقوع المخالفة".
وسندا لهذه الاوامر ننتظر اتخاذ الاجراءات القانونية المنصوص عليه اعلاه بحق كل من قام بمخالفة امر الدفاع رقم (2) لسنة 2020، سواء العريسين ومن شاركهم مظاهر الاستقبال والاحتفال، إذ ان في ذلك مخالفة صريحة ومباشرة لأوامر الدفاع، مع ما ينطوي عليه ذلك من خطورة على سلامة الشعب والمملكة ككل، فتجربة العرس السابق لا زلنا ندفع ثمنها كل يوم، ولا زالت قلوبنا تتوقف مع كل تصريح يومي لسعد جابر وزير الصحة عن عدد الحالات المصابة المسجلة يوميا، خشية ارتفاعها بسبب ذلك العرس، لذلك نطالب كافة الجهات المعنية بحمايتنا من انفسنا اولا، وتطبيق القانون بكل حزم وصرامة على كل مخالف ومستهتر ثانيا، لعل في ذلك ما يردع كل من تسول له نفسه بخرق حظر التجول، وضياع جهود وتعب الجهات الرسمية والشعبية في مكافحة هذا الوباء والتي ستكون فاتورتها باهظة الثمن على الجميع. ونؤكد هنا ان سلامتنا وسلامة الدولة ليست محل مقامرة او مغامرة من اي كان، وحمى الله الاردن من كل مكروه.