اتصل بنا
 

الاردن وفيروس كورونا

نيسان ـ نشر في 2020-04-01 الساعة 20:58

نيسان ـ فيروس كورونا اصبح جائحةٌ عالميةٌ مستمرة في معظم دول العالم، واصبحت هذه الدول تحت ضغط صحي واقتصادي يتجاوز بعض قدرات هذه الدول.
يتميز فايروس كورونا بخصائص استثنائية منها سرعة الانتشار وله فترة حضانة تصل الى اربعة عشر يوما، ولديه القدره على نقل العداوة في هذه الفترة، من هنا تأتي المخاوف العظيمة من هذا المرض بالاضافة الى انه يشكل خطر على نسبة ليست قليلة من المواطنيين في حالة انتشارة لا سمح الله فهو يشكل حالة قاتلة لكبار السن اصحاب الامراض المزمنة او امراض الجهاز التنفسي.
من جهة اخرى يعتبر الاردن من الدول محدودة الامكانيات المادية ولكن يتمتع بكوادر قيادية وبشرية على درجة عالية من التناغم وهو ما شاهده العالم اجمع بطريقة تعامل الاردن مع محنة مرض كورونا وفرص انتشار فيروس كورونا المخيف.
سنتطرق اليوم للحديث بشيء من التسلسل عن نقاط القوة التي ارتكزت عليها الدولة الاردن بإمكانياتها المحدودة لمواجهة خطر فايروس كورونا، ومن الواجب علينا ان نوثق هذه الفترة لانها تعتبر منحنى ايجابي في تاريخ القيادة الاردنية والشعب الاردني.
في بداية ازمة كورونا العالمية اتخذ الاردن ممثلا بوزارة الصحة بعض الاجراءات الاحترازية لمواجهة هذا المرض ، ولكن هذه الاجراءات لم ترتقي للرضى الشعبي او الاعلامي الذي كان يتابع عن كثب هذه الاجراءات، وبعد تسجيل اول حالة للكورونا في الاردن دق جرس الانذار على جميع الاصعده في الدولة الاردنية من كوادر حكومية وتشكيلات قطاع الامن الوطني والجيش ومن ثم تبعها تسجيل ستة حالات في هذه الاثناء تم اطلاق النفير العام في جميع مكونات الدولة الاردنية ، جاءت الاجراءات الحكومية على مستوى الحدث فتم تعطيل المدارس والجامعات في الخطوة الاولى لمنع انتشار الفايروس والمرض في الاماكن المزدحمة ، ومن ثم تبع الاعلان الاول اعلان تعطيل معظم الدوائر الحكومية والقطاع الخاص وقرارت لاحقة داعمة ، كانت كل هذه القرارت بموجب قانون الدفاع الذي فعل بسبب هذه الازمة، جميع القرارت التي تمت في هذه الفترة وما تبعها من قرارات للحظة كتابة هذه السطور كانت كلها تصب في مصلحة وصحة الشعب والمجتمع مع التكلفة المالية الباهظة التي تتكبدها الحكومة من هذه القرارات ، وهي كانت ومازالت محط اعجاب وتقدير ، فأشترت الحكومة الشعب ودفعت الثمن فاليبارك الله هذا الشراء.
بعض نقاط قوة الدولة الاردنية التي شكلت النجاح الاهم على مستوى العالم في مواجهة فايروس كورونا، فقد كان للقيادة الاردنية مشكلة بشخص جلالة الملك عبدالله الثاني الاثر الاهم في مواجهة هذا الوباء من خلال التوجيه والتواصل والمتابعة لكل القرارات الحكومية السليمة مع دعم كامل من جلالة الملك عبدالله لموضوع الشفافية والتطبيق الحازم للقرارات مما انتج ارتياح عام والتزام عند عامة الشعب ، الاجراءات الحكومية كانت دقيقة وواضحة ومطبقة بحيث كان لروح القانون الكلمة الاهم في تطبيق التعليمات التي انعكست على الالتزام الشعبي الذي زاد عن نسبة ٩٢% حسب الدراسات الموثقة لهذه الاحداث وهي النسبة الاصعب من الالتزام في معظم دول العالم.
كان لكوادرنا الطبية بجميع مسمياتها (الجيش الابيض) والكوادر التشغيلية في المستشفيات والمراكز الصحية في القطاع العام والخاص الاثر الاهم فتجلت روح الفداء والاخلاص والالتزام والاندماج من جميع طواقم المستشفيات مع وجود القيادات المخلصة والمقتدرة فلتحمت الكوادر مع القيادات بروح واحده، ونذكر هنا بعض هذه الفرق ونخص لجنة الاوبئة الاردنية بجميع مكوناتها وفرقها التابعة ، اقسام الطواريء والعزل في المستشفيات المخصصة لاستقبال مرضى فيروس كورونا ، بالاضافة الى وزارة الصحة ومن معها في هذا الخندق. فظهرت مظاهر الالتزام الفعلي الشديد من الكوادر الطبية والمواطنيين مع وجود المررونة التشغيلية للنظام الصحي الاردني الذي ارتفعت قدرته على استيعاب هذه المتغيرلت الصحية والوبائية المتلاحقة مما انعكس على اداء مميز نستحق ان نفخر به.
الشعب الاردني وهو الاجمل ويعتبر زهرة هذه المرحلة فقد كان الالتزام بمستوى عالي من الوعي والثقافة فظهر بمظهر عصري من الالتزام بقوانيين الحكومة واخذ الموضوع بكل جدية فأرتقى الجميع لمستوى الحدث ، فصنعو حقلا من الزهور يتعطر بالتناغم والتعاضد مع القيادة والحكومة فشكلو فريق عمل منسجم ومتحد وقادر على تحقيق الانجازات وهذا ما ظهر الحمد لله بانخفاض اعداد الاصابات في هذه المرحلة وهو يعكس نتيجة تناغم الفريق الاردني الاجمل، الذي اصبحت تجربته درس مهم لكثير من الدول العالمية ، ندعو الله ان تستمر هذه الانجازات في هذه المرحلة وجميع المراحل القادمة للدولة الاردنية، وان ينتهي الوباء ونحتفل جميعا كشجرة واحدة منتجه ، وحمى الله الاردن قيادة وشعب وحكومة..

نيسان ـ نشر في 2020-04-01 الساعة 20:58


رأي: الدكتور معن نصر العليان

الكلمات الأكثر بحثاً