اتصل بنا
 

بين يدي الملك والجيش ومركز الأمن وإدارة الازمات ، نماذج وعي مشرف

نيسان ـ نشر في 2020-04-06 الساعة 09:15

نيسان ـ منذ خيم شبح الموت الذي نقله فيروس كورونا من ووهان الصينية إلى العالم حتى اليوم ، سجل الأردنيون قيادة وشعبا وجيشا قصة مجد جديده ، الحكومة قدمت انموذجا عالميا في طبيعة إجراءاتها تحديدا في المجال الطبي والخطوات التي اتخذت لحماية الإنسان ، الإنسان الذي استباحه الفيروس في أعرق واقوى الأنظمة العالمية سياسيا وطبيا ، " الجيش العربي" والقوى الأمنية قدما انموذجهما الفريد في الأداء الذي يرتقي إلى مقام قدسيتهما في أدبيات الأردنيين ، وبقي " الجيش الابيض " الأطباء من مدنيين وعسكريين في خطوط التماس مع " العدو القاتل الصامت المتسلل" ابانوا عن فروسية من نوع جديد عندما نجحوا في إدارة المعركة باحتراف يضمن التوازن حتى الآن رغم المخاطرة الشديدة .
الالتزام الشعبي الكبير اذهل العالم ووسائل الإعلام تتناقل تجربة الأردنيين التي تشي بكون نظامهم السياسي الذي - نجح في تجاوز عدة أزمات على مستوى المنطقة والاقليم - جنبت الأردنيين والعرب المقيمين كوارث كثيره عبر التوازن والحكم بالوعي والمحبة والتسامح ، بينا للعالم ايضا أن نظامنا الطبي هو أيضا في حالة تطور ومؤسسية مقترنة بثقافة عالية الدقة يواجه بثبات منظم كارثة فاقمت اوجاع العالم بينما نحن ننتقل من مرحلة إلى أخرى على جبهات المواجهة التي تخللتها أخطاء إدارية ناجمة عن حماسة البعض وغياب الاستراتيجية لديهم ، برز متحمسون آخرون تجاوزوا موقع الوفاء للوصول إلى درجة النبل التي قلما وصلها كثيرون ، فإن كانت الشركات والبنوك والمؤسسات الخاصة الأردنية قد قدمت الدعم تلو الدعم لصندوق " همة وطن " حتى بلغ الرقم ( 39) مليونا وحساب وزارة الصحة تجاوز حاجز ( 14) مليونا ووصلت تبرعات وزارة التنمية المليون دينار وهو الدعم الذي شارك فيه أردنيون وعرب من عراقيين وسوريين وأصدقاء آخرين للبلاد ، نجد أنفسنا اليوم إزاء مفردة مهمة لم تتكرر سوى في الاردن ؛ الاردن الذي لم يبخل يوما على أحد ، انها مفردة مشتقة من لغة الوفاء ، التي هي ملكية فكرية ملكية " تحويل التحدي إلى فرصة " عبر دعوة الملك إلى تشغيل تدريجي للمنشآت لحماية الاقتصاد بالتزامن مع خطة وزارة الصحة ولجنة الأوبئة ومركز الأمن وإدارة الازمات لاحتواء الفيروس وابقاء مستويات تهديده تحت السيطرة .
ارشيد ربابعه مستثمر اردني في قطاع
" الهايبر ماركت والمجمعات التجارية " يرى أن التفكير القيادي لدى الملك وتوجيهاته نحو إعادة التشغيل التدريجي بعد الخطوات الإجرائية الصارمة لضمان السيطرة الطبية ، تشكل عامل قوة لدى الأردنيين ، واضاف نحن نشغل ( 1100) شخص في فروعنا ونمتلك خطة طواريء صحية ولدينا طبيب وقسم صحي مختص مشرف على الفروع لضمان السلامة العامة بالتزامن مع مراقبة الجودة ، وتابع رغم أن الاغلاق يرتب خسائر يومية قيمتها ثلاثون الف دينار الا أننا ملتزمون بالتعليمات الحكومية ونضع كافة امكاناتنا تحت تصرف الدولة ، ومؤمنون بشده بأن القيادة وكافة الأجهزة المعنية تتصرف بمستوى عال من الاحتراف لحماية البلد وانسانها وحماية اقتصادنا .
امجد الباشا مستثمر اردني وعضو في غرفة صناعة الزرقاء نذر نفسه خلال الأسابيع الماضية لخدمة زملاءه وموظفيهم
في إدامة سلسلة التوريد وفق القواعد التي أقرتها الحكومة للمنشآت المسموح لها بالعمل ، ووضع نفسه تحت تصرف الجميع وأعلن هو أيضا أن مصانع المواد الغذائية وكامل تجهيزاتها تحت تصرف الدولة ، ولكنه يرى أن فرحته الكبرى هي في تجاوز العقبات وإيصال رواتب العمال إليهم في ظل ظرف طاريء فرض نفسه على الجميع.
عيسى النتشه هو الآخر مستثمر اردني في القسطل وعماله البالغ عددهم ستون شخصا اصر على أن يزورهم في بيوتهم ليسلمهم رواتبهم من القريبين منه ووصل حتى محافظات أخرى لهذه الغاية ويؤكد أن الأخلاق والالتزام الوطني أكثر أهمية في العمل من القانون ويضيف نطمئن قيادتنا بأننا على قدر الطموح والثقة ولن نتأخر في تقديم الواجب تجاه اخوتنا العمال وبلدنا الحبيب .
الحاج ايمن محمد الزعبي مستثمر من الأشقاء السوريين رئيس مجلس إدارة شركة " فرانكفورت " يقول بالحرف " نحن وأولادنا واموالنا فداء للملك والأردن " وكان وجه رسالة إلى معالي وزير الصحة الدكتور سعد جابر وضع من خلالها كافة إمكانات الشركة تحت تصرف وزارة الصحة ومنها مقرات الشركة وقاعاتها في عدة مناطق للغايات التي يراها وزير الصحة مناسبة ، رد وزير الصحة على رسالته رغم انشغاله وبتواضع كبير معربا عن شكره وتقديره لروح العطاء العظيمة التي يتحلى بها ، والزعبي نفسه يؤكد أن الاردن بلد الخير محروس برعاية الله ومبارك ببركة حب قيادته وشعبه للخير وإكرام الضيوف واصفا البلد بأنه انموذج الدولة العربية التي ما بخلت ولا أغلقت حدودها يوما أمام شقيق من سوري أو عراقي أو فلسطيني واعتبر ما أقدم عليه أقل من الواجب في الوقوف مع " بلده الاردن " وقيادته التي يعتز ويفتخر بها .
سبق هؤلاء كثيرون قدموا الدعم المادي والفني دون تردد وهو ما أسفر عن روح من العزم والتكافل كشفت عنها الأزمة التي أطاحت بالاخلاقيات بين دول عالمية تقاتل على شحنات كمامات أو مستلزمات طبية ضاربة عرض الحائط بالادبيات التجارية والاعتبارات الطبية والإنسانية قبلها تحت ضغط الأزمة بينما تسابق الأردنيون واشقاؤهم العرب في تقديمها عن محبة وطيبة نفس.
الدكتور عيد ابو دلبوح مستثمر اردني في قطاع الأدوية فعل الشيء نفسه ، يقول إن الوقت هو وقت اتخاذ قرار وليس وقتا لتخطيط أو التفكير في استحداث استراتيجيات من المفترض انها موجوده على المستوى الرسمي والمؤسساتي ، نخوة الأردنيين واشقائنا العرب المقيمين بيننا ليست جديده ، لكنه يرى أن الأنموذج الأول الذي يجب الحديث فيه هو الأفق القيادي الملكي في دعوة الحكومة إلى التفكير في آليات التشغيل التدريجي للمنشآت الاقتصادية المختلفة مع مراعاة الأولوية ، يرى ابو دلبوح الأمر تعبير مباشر عن الفهم الملكي لطبيعة الأردنيين في القدرة على التحدي والصمود والإبداع في مواجهة الأزمة ، داعيا الحكومة إلى تسريع وتيرة إمكاناتها اللوجستية لتكون في مستوى الفكر السياسي الاقتصادي القيادي للملك عبدالله ومجتمع الاقتصاد والاعمال عبر تشغيل منصاتها الإلكترونية التي كشفت عن تباطوء كبير في توفير التصاريح الإلكترونية حتى الآن بعد أن عشنا فوضى التصاريح الورقية ، داعيا إلى الثقة بالشعب الأردني وثقافته الطبية والصحية بمختلف مكوناته وحرصه على بلده و نفسه واقتصاده والتفريق بين المدن الصناعية والتنموية ومراعاة واقعها وتجنب أية قرارات مرتجلة مستقبلا قد تؤدي إلى نتائج غير محموده .
رجل الأعمال العراقي زيد البزاز ايضا وضع كافة إمكاناته تحت تصرف الدولة ، واعتبر الموقف اقل واجب تجاه الاردن وقيادته وشعبه الذي يرى فيه البزاز وطنا حفظ للجميع كرامته الإنسانية ووفر التمكين واعطى ولم يبخل بفضل حنكة قيادته السياسية وثقافة شعبه العربية الأصيلة .
فتحي الجغبير رئيس غرفة صناعة عمان والاردن عاش مرحلة صعبة للغاية خلال الأسابيع الماضية بسبب ما ألقته الأزمة على عاتقه من مسؤوليات جسيمة قال : أن 250 الف أسرة أردنية هي مسؤوليته الشخصية والرسمية بحكم دوره ، واضاف السماح بعمل كافة المؤسسات والمنشآت الصناعية مهم جدا لغايات تلبية احتياجات محلية إضافة إلى أن اتفاقات دولية على صناعات وطنية أردنية أخرى تشكل هما ضاغطا على الجميع ، واعتبر توحيد جهود الصناعيين والتجار من المسموح لهم والموقوفين عن العمل والتعاون في سبيل تأمين المتضررين باحتياجاتهم ورواتبهم هو أيضا تحدي يعبر عن انموذج اردني فريد في إدارة الأزمة والتفوق عليها عبر تكاتف جهود الجميع .
في حين يعيش العالم رعبا وشللا تاما وعزلة غير مسبوقة عزيمة الأردنيين واشقائهم تنصب على مطالبات باستكمال العمل مع تعهدات بضمان شروط السلامة العامة ، مجالس الغرف مصانع الغذاء والدواء والمطهرات وأدوات التنظيف كلها مع الشركات الفنية واللوجستية والنقل والأعمال المساندة كلها وضعت التحدي خلفها وتفكر في إنجاز متوازي من حيث استمرار العمل وحماية الإنسان عبر خطط التشغيل والرعاية الطبية اللازمة في ظل تغطية مالية من البنك المركزي الذي اتخذ جملة قرارات تخص الشركات والافراد قابلها الجميع بارتياح كبير ليتحول الاردن كله إلى انموذج عمل وابداع ومواجهة منقطع النظير.

نيسان ـ نشر في 2020-04-06 الساعة 09:15


رأي: خلدون عبدالسلام الحباشنة

الكلمات الأكثر بحثاً