اتصل بنا
 

إياكم وتصديق الاشاعات

نيسان ـ نشر في 2020-04-07 الساعة 22:08

نيسان ـ تعتبر الاشاعة من وسائل الحروب والتدمير قديماً وحديثاً ( ويطلق عليها مصطلح الطابور الخامس في وقت الحروب والأزمات حيث يُستخدم هذا المصطلح للتعبير عن الخونة واليد الخفية التي تعيث فسادا في البلاد ) ، و تعتبر من الاشاعة من أخطر الأسلحة ومن أقوى وسائل التدمير المعنوي والمادي للأفراد والمجتمعات والشعوب ، ويمكن تعريف الاشاعة بأنها نقل خبر مكذوب أو فيه جزء من الصحة فيضاف إليه ما ليس فيه ، وقد تكون الاشاعة عبارة عن تهويل الأحداث وتضخيم الوقائع واختلاق الأخبار ، ونقلها بين الناس ونشرها بين أوساط المجتمع بقصد نشر الفوضى ، وإثارة الأحقاد وتفريق الصف أو الانتقام من شخص أو فئة أو جماعة وقد يكون سبب نشرها تحطيم الروح المعنوية وبث الرعب وزرع الخوف ، والاشاعة لا تنتشر في بيت إلا دمرته ولا في مجتمع إلا أضعفته ، ولا في أمة من الأمم إلا مزقتها وفرقت أبنائها وقضت على مقدراتها ، والاشاعات في مجتمعنا تعتبر بضاعة المفلسين وسلوك المنافقين ، وهي حرب قديمة قدم البشرية في كل زمان ومكان ، حيث تجد الاشاعة ما هي إلا اختلاق الأكاذيب ونقل الأخبار غير الصحيحة وتصوير الأمور على غير حقيقتها ، ويتصف أصحابها بالضعف وخبث النفس وانعدام المروءة وخساسة الهمة ولؤم الطباع ، وإذا كانت الاشاعة قديماً تنتشر وتأتي بمفعولها وتصل إلى أعداد من الناس بعد فترات طويلة وتتأثر بالبيئة والمكان ، فإن الشائعات اليوم تنتشر بسرعة فائقة تفوق سرعة الصوت وسرعة الضوء ويكون انتشارها على مدى واسع وفي وقتٍ قياسي وذلك بسبب الاتصالات الحديثة والإنترنت والهواتف النقالة والقنوات الفضائية وغيرها من الوسائل التكنولوجية ووسائل الاتصال المتعددة ، لذلك ينبغي أن ندرك خطورة الشائعات ونقل الكلام دون تثبُّت في تدمير العلاقات وتأجيج الخلافات وافتعال الأزمات بل يتعدّى خطرها إلى حياة المجتمعات والشعوب والأوطان ، وعلى أثرها قد تتعطّل المصالح وتفسد الحياة ، وعلى المواطن في وطننا الأردن وفي ظل هذه الظروف العصيبة التي يمر بها وطننا لا بل العالم اجمع أن يُحسِن الظن بإخوانه وأن لا يتحدّث بكل ما سمعه ولا ينشره ، فإن المواطنين لو لم يتكلموا بمثل هذه الشائعات لماتت في مهدها ولم تجد من يُحيّيها ، وقد تكون بعض الشائعات حقائق أو أخطاء وقع فيها أفراد أو مجتمع أو مؤسسات ، وهنا يظهر المواطن الحق المنتمي الذي ينظر إلى المصالح والمفاسد والخير والشرّ ويرد الأمر ويسال عنه أصحاب الرأي والمشورة والحكمة والإيمان والتقوى قال تعالى : { وإذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ولَوْ رَدُّوهُ إلَى الرَّسُولِ وإلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ولَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ورَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إلاَّ قَلِيلاً } [ النساء : ٨٣ ] ، وعلى المواطن ايضا أن يوثق صلته بربه فيُدرك أنه ما من شيءٍ يقع في الأرض ولا في السماء إلا بأمره وإرادته فهو يأوي إلى ركن عظيم فلا ترهبه الشائعات ولا تُخيفه الأقاويل ولا تُضعفه الأكاذيب والافتراءات ، وعليه ايضا ــ أي المواطن ــ أن يتذكر موقفه بين يدي الله يوم القيامة عندما يفصل بين العباد ويقتص للمظلوم من الظالم ، وأي ظلم أعظم من افتراء الكذب على الناس ونقله من مكانٍ لآخر قال تعالى : { وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ} [ الزمر : ٦٠ ] ، فاللهم بيّض وجوهنا ، وطهّر ألسنتنا من الكذب وأعيننا من الخيانة وخذ بنواصينا إلى كل خير ، واحفظ لنا ديننا ودنيانا وووطننا الأردن قيادة وشعبا وسائر بلاد المسلمين ، اللهم امين.

نيسان ـ نشر في 2020-04-07 الساعة 22:08


رأي: قيصر صالح الغرايبة

الكلمات الأكثر بحثاً