الحرب الإنسانية
محمود أبو هلال
كاتب أردني
نيسان ـ نشر في 2020-04-12 الساعة 18:55
نيسان ـ عندما كان الكيان الصهيوني يتعرض لخطر ما -حسب مفهومهم- كان الجميع، من إعلاميين وحزبيين وعلمانيين ومتدينين.. الخ، يضعون خلافاتهم جانبا ويرصون صفوفهم خَلف حكومتهم. لا أحب أن أعرض مقارنة مع الكيان وأعتذر عنها سلفًا ولكن.. حتى هذه ال " لكن" لا أحبها فغالبا ما تأتي لتبرير نقض ما قبلها.. ولكن.
نحن الآن في معركة حقيقة.. العدوّ ليس ظاهرًا يمكن مواجهته بالعدّة والشجاعة والخطط العسكرية، بل فيروس خفيّ ينتقل بالعدوى، وقد عجزت دول عظمى عن مواجهته، فقضى من شعوبها خلق كثير ولا تزال تعاني كأنها تدخل نفقا كونيا لا تُرى له نهاية.
الأمر جلل.. والوقت عصيب، وما تشهده بلادنا مع جميع دول العالم بفعل وباء يفتك بالإنسانيّة جمعاء محكومين وحكام، فقراء وأغنياء، مسؤولين وعامة، هو محنة كونيّة كبرى تحبس لها أنفاس البشر في مختلف أرجاء الأرض.
بقليل من الانتباه يمكن تبيّن منحى مواقع التواصل وبعض النشطاء وهواة البث المباشر في هذه الحرب الإنسانية، والتميز بسهولة بين أن تنتقد أداءًا وتسأل أسئلة المواطن المنخرط في المعركة على الوباء، الحريص على دعم الجهد الوطني وتسديده، وبين محاولة كسر الروح القتالية للشعب والدولة التي تجتهد في احتواء الوباء رغم قلّة الإمكانيات.
الانتقاد والاختلاف حقّ.. بل ضرورة.. وليس لأحد أن يمنع أحدا من أن يفكّر أو يختلف أو ينتقد ما يراه سلبًا. ولكن عليه أن يسند ظهره ويفكر للحظة إن كان قد اطلع على ما يجري في العالم وهل ما شاهده استثناء.
في هذه الحرب التي فرضت علينا نحتاج لرص الصفوف وأن نعلي في بنيان جسمنا الاجتماعي ونزوده بوسائل وقاية ومناعة تمكنه من الصمود بعيدًا عن دواعي التصيد العتيقة.
النقد والنصيحة في هذه المرحلة لا يكونان بالتركيز على النقائص وتتبع تفاصيلها والإلحاح على خطرها وما رافقها من تقصير بغاية كسر صورة إيجابية باعثة للأمل في الوقت الآني والمستقبل، وربطها مع صورة سالبة لمسؤولين وساسة ترسخت في السنوات السابقة وأشاعت يأسًا لحد ما.
هذه المعركة ستكون عظيمة بكل المقاييس وعظمتها في استخلاص شروط نجاحها من معاناة أبطالها وتضحياتهم، وقد تكون المعركة على الوباء هي نفسها فرصة تجميع لبناء جديد.
البلاد ستُنقذ بحول الله ونأمل أن تُنقذ بأقل الخسائر، فطبيعة المعركة ستصهر عناصر القوة فيه من أجل هذه المهمة الإنسانية التاريخية غير المسبوقة. ستنقذ البلاد ونبتسم جميعا وبعدها سنعود لأماكننا نحاسب الحكومة وكل حكومة قادمة.
نحن الآن في معركة حقيقة.. العدوّ ليس ظاهرًا يمكن مواجهته بالعدّة والشجاعة والخطط العسكرية، بل فيروس خفيّ ينتقل بالعدوى، وقد عجزت دول عظمى عن مواجهته، فقضى من شعوبها خلق كثير ولا تزال تعاني كأنها تدخل نفقا كونيا لا تُرى له نهاية.
الأمر جلل.. والوقت عصيب، وما تشهده بلادنا مع جميع دول العالم بفعل وباء يفتك بالإنسانيّة جمعاء محكومين وحكام، فقراء وأغنياء، مسؤولين وعامة، هو محنة كونيّة كبرى تحبس لها أنفاس البشر في مختلف أرجاء الأرض.
بقليل من الانتباه يمكن تبيّن منحى مواقع التواصل وبعض النشطاء وهواة البث المباشر في هذه الحرب الإنسانية، والتميز بسهولة بين أن تنتقد أداءًا وتسأل أسئلة المواطن المنخرط في المعركة على الوباء، الحريص على دعم الجهد الوطني وتسديده، وبين محاولة كسر الروح القتالية للشعب والدولة التي تجتهد في احتواء الوباء رغم قلّة الإمكانيات.
الانتقاد والاختلاف حقّ.. بل ضرورة.. وليس لأحد أن يمنع أحدا من أن يفكّر أو يختلف أو ينتقد ما يراه سلبًا. ولكن عليه أن يسند ظهره ويفكر للحظة إن كان قد اطلع على ما يجري في العالم وهل ما شاهده استثناء.
في هذه الحرب التي فرضت علينا نحتاج لرص الصفوف وأن نعلي في بنيان جسمنا الاجتماعي ونزوده بوسائل وقاية ومناعة تمكنه من الصمود بعيدًا عن دواعي التصيد العتيقة.
النقد والنصيحة في هذه المرحلة لا يكونان بالتركيز على النقائص وتتبع تفاصيلها والإلحاح على خطرها وما رافقها من تقصير بغاية كسر صورة إيجابية باعثة للأمل في الوقت الآني والمستقبل، وربطها مع صورة سالبة لمسؤولين وساسة ترسخت في السنوات السابقة وأشاعت يأسًا لحد ما.
هذه المعركة ستكون عظيمة بكل المقاييس وعظمتها في استخلاص شروط نجاحها من معاناة أبطالها وتضحياتهم، وقد تكون المعركة على الوباء هي نفسها فرصة تجميع لبناء جديد.
البلاد ستُنقذ بحول الله ونأمل أن تُنقذ بأقل الخسائر، فطبيعة المعركة ستصهر عناصر القوة فيه من أجل هذه المهمة الإنسانية التاريخية غير المسبوقة. ستنقذ البلاد ونبتسم جميعا وبعدها سنعود لأماكننا نحاسب الحكومة وكل حكومة قادمة.
نيسان ـ نشر في 2020-04-12 الساعة 18:55
رأي: محمود أبو هلال كاتب أردني