اتصل بنا
 

كورونا على الصعيد الاجتماعي

نيسان ـ نشر في 2020-04-17 الساعة 15:53

نيسان ـ لطالما اهتم السياسيون والنُقّاد في دراسة البُعد السياسي والاقتصادي لأزمة كورونا منذ اندلاعها عالمياً، ومع بزوغ المؤشرات الدالة على قُرب انكماش هذا الفايروس يتوجّب علينا التّسلل من الغفلة عن البعد الاجتماعي ومنحه الأهمية اللازمة لإحداث تحوّلٌ إيجابي وتكوين فرصة الإقلاع عمّا اعتاد عليه المحليّون من عادات ينظر إليها البعض وكأنها تعادل قيمة الشرف..!
ما هو كائن وما ينبغي أن يكون؟
الفنجان المقعّر ذو الاستعمال المكرّر ، ما زال يدور على الضيوف في رحاب المستضيف ، والمصافحة ما زالت القُبُلات المصنوعة في تَكلّف تاليةً لها في كثير من المرّات ، ما زالت الولائم التي يصطفُّ حول أوانيها كثيرون في مشهد متلاصق مُخلِّفة ورائها الثلثين من كُلفَتِها حاضرة في بيوت الأجر وقاعات الأفراح..!
نماذج من أنماط اجتماعية سادت محليّاً منذ عقود ، وقد أدرك البعض الخطورة في ديمومة هذه الأنماط وهرعوا إلى صنع مواثيق مناطقية أو عشائرية للحد منها وتفريغها في قالب يُحدد شكلها الفنّي وملحقاتها الناشئة ضمنياً وقت تنظيمها ، إلا أن الالتزام في هذه المواثيق على نحوٍ عام ما زال محدوداً ولم يتم الوصول إلى مرحلة التعميم في أنحاء البلاد عند مناقشة أمر الاندماج ضمن بنود هذه المواثيق المُنظّمة
كُنّا نقدّم تلك الأقاويل في فترات سابقة ولا نُبالي في ضرورة انخراط الكافة في تلك المواثيق ، وكان التبرير بأن هذه المُبادرات التنظيمية الناشئة يعتبرها البعض ساعية لدفن العادات الموروثة وآلية عاملة على اختصار الأجزاء الهامة المُرافقة لكل مُناسَبة اجتماعية ، العناق والقُبُلات ، القهوة المسكوبة في فنجان يتكرّر على ثلاثة أشخاص على الأقل وغيرها من السلوكيات المصاحبة لأي حدث اجتماعي يتطلب حضور الأشخاص لأداء الواجب
ردّد السياسيون في مرحلة الكورونا مقولة اتّفق عليها كثيرون منهم : شكل العالم بعد كورونا ليس كما قبله.
وكل من يعي هذه المقولة جيدّاً وترقّب الوضع الاجتماعي وأنماطه وأدرك وجوب التخلي عن بعض السلوكيات يتوجّب عليه القول بأن بعض السلوك الاجتماعي بعد الكورونا لا بد أن يختلف عما قبله
سرديّات الإقناع بالتماشي مع المبادرات التنظيمية لم تكن مُجدية ، ولم تُحقّق النفع المُراد بلوغه ، ولكن التماشي مع ذلك الآن بات أمر ضروري يخدم المصلحة العامة ، ولا بد من الإعلاء من شأن الالتزام في بنود تلك المواثيق في المجتمعات المتواجدة فيها ، والعمل على نقل هذه التجربة إلى بقية المجتمعات الغير آبهة لتبعات الاستمرارية في هذه السلوكيّات ،قد يتطلّب الأمر عناية رسمية لضمان الالتزام والأخذ بالمصلحة العامة في تنظيم هذه المناسبات والأحداث الاجتماعية ، وقد تنجح الجهة الرسمية في ضمان ذلك ولكن إن لم يكن هذا الالتزام نابعاً عن إدراك وإحاطة في تبعات ما يُقدم عليه المرء ، فإن ما هو كائن سيطغى لاحقاً فور غياب الرقابة المؤقتة ، وما يجب أن يكون قد يبقى حُلماً يشابه أحلام اليسار في بلوغ السلطة وتطبيق الاشتراكية

نيسان ـ نشر في 2020-04-17 الساعة 15:53


رأي: أحمد الضرابعة

الكلمات الأكثر بحثاً