متى سيزول كورونا
د. الهام العلان
أكاديمية أردنية
نيسان ـ نشر في 2020-04-17 الساعة 20:24
نيسان ـ السؤال المطروح حالياً عبر وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي، متى سيغادرنا الضيف الثقيل المدعو كورونا؟ والأخطر من ذلك ما يتم تناقله عن مخاطر ال5G وبيل جيتس والشريحة التي ستُزرع تحت الجلد مثل القطط وقصص إلها أول ما إلها آخر... كما وتنشط مراكز الأبحاث والجامعات وكل من له صلة بعلم الأوبئة للوصول إلى لقاح لمكافحة الوباء الذي سيجلب الوباء الأكبر حسب نظرية المؤامرة. هم ينشطون بمجالهم والأرض تتعافى تدريجياً. إذن متى سيغادر ونعود لحياتنا المعتادة؟
هذا لن يحدث أبداً إلا إذا تعافت النفوس وبدأ يطفو على السطح ملامح الإنسانية وإحقاق الحق للمستحِق، معقول! طبعا معقولين كمان، لما تتلطخ وجوه سارقي البلد بأرضية الجفر وسواقة، حين يحن الأب على أبنائه ويتعامل معهم كما يعامل الغرباء، لما نجلس على مائدة إفطار رمضان ونجد هذا الطبق من دار أبو محمد وذاك من بيت أبو محمود، لتفاجأ بوجود بوفيه مفتوح ولا حول ولا قوة لك به، لما نبطل نموت من الجوع إذا ما في خبز بالدار، ولما تنادي عليك أمك وترد: موجووود يمه تحت أمرك، لما تخلص الأم صلاتها وتدعي وتقول: يااارب تممها علينا بالستر. قبل كورونا كانت سيدتي ترمي بصحن الطعام القادم من جارتها حتى لا يذوقه زوجها ويحب الجارة، قبل الوباء كان أبو سعيد يلاقي شباب الحارة بالأحضان وكيفكم وديروا بالكم على دراستكم، ومجرد ما يدخل بيته يبدأ "ملعون أبو الخِلفة وإلي خلَفها، عمركم ما تصيروا زي العالم والناس". كثيرة قصصنا الموجعة، وكله بهون عن المظاهر المزيفة بالأعراس، طرحة العروس لآخر الصالة وبالمبلغ الفلاني، ومكياجها براتب موظف وادفع يا أبو العروس ما حدا داري، والطامة الكبرى السيارات والبيوت والعفش والجيزة كله تقسيط في تقسيط، تنفيخ وشفط وادفعي يا مزيونة، المجتهد بدون وظيفة والساقط تعين قبل التخرج، الخبز بالأطنان عند حاويات القمامة، ولا تحدثني عن الحب وسوالفه كله بضحك على كله وكلك من رأسك لأخمص قدميك مضحوك عليك، وأشتري بطاقات يا غشيمة وعيشي على أمل يدق بابك، حتى أبو محمود الخضرجي باع سيارته (البيكب) مصدر رزقه من ورا أميرات التقسيط. وما يثير السخرية، النفسية المتعبة المحبطة لعدم توفر زينة رمضان، وعيد ميلاد أبني كيف بدون كيكة سبايدرمان، خلص رصيد تلفوني وفصل النت يا ويلتاه ماذا أفعل...
إذن كورونا مستمر ولعدة سنوات لأنه لا يعيش إلا بتلك الأجواء الموبوءة، ولا مجال إلا بإعادة هيكلة حياتنا الأخلاقية والمادية، قد يقول البعض، تتكلمي بفلسفة وهل الأوروبيين المكورنين مثلنا؟ بالطبع نعم، لأنهم سلكوا مسلكنا بطرق ووسائل مختلفة ولم يكونوا بأفضل منا، ترى مش شاطرين إلا بحقوق الحيوان، لن يخرجوا منها بسهولة ولن يتم الإعلان عن التعافي قبل سنة. أما نحن فهناك أمل بالتشافي قريباً بشرط، نسيان زينة رمضان وكيكة سبايدرمان واتقوا الله في الولايا والي معوش بلزموش فقط لا غير.
هذا لن يحدث أبداً إلا إذا تعافت النفوس وبدأ يطفو على السطح ملامح الإنسانية وإحقاق الحق للمستحِق، معقول! طبعا معقولين كمان، لما تتلطخ وجوه سارقي البلد بأرضية الجفر وسواقة، حين يحن الأب على أبنائه ويتعامل معهم كما يعامل الغرباء، لما نجلس على مائدة إفطار رمضان ونجد هذا الطبق من دار أبو محمد وذاك من بيت أبو محمود، لتفاجأ بوجود بوفيه مفتوح ولا حول ولا قوة لك به، لما نبطل نموت من الجوع إذا ما في خبز بالدار، ولما تنادي عليك أمك وترد: موجووود يمه تحت أمرك، لما تخلص الأم صلاتها وتدعي وتقول: يااارب تممها علينا بالستر. قبل كورونا كانت سيدتي ترمي بصحن الطعام القادم من جارتها حتى لا يذوقه زوجها ويحب الجارة، قبل الوباء كان أبو سعيد يلاقي شباب الحارة بالأحضان وكيفكم وديروا بالكم على دراستكم، ومجرد ما يدخل بيته يبدأ "ملعون أبو الخِلفة وإلي خلَفها، عمركم ما تصيروا زي العالم والناس". كثيرة قصصنا الموجعة، وكله بهون عن المظاهر المزيفة بالأعراس، طرحة العروس لآخر الصالة وبالمبلغ الفلاني، ومكياجها براتب موظف وادفع يا أبو العروس ما حدا داري، والطامة الكبرى السيارات والبيوت والعفش والجيزة كله تقسيط في تقسيط، تنفيخ وشفط وادفعي يا مزيونة، المجتهد بدون وظيفة والساقط تعين قبل التخرج، الخبز بالأطنان عند حاويات القمامة، ولا تحدثني عن الحب وسوالفه كله بضحك على كله وكلك من رأسك لأخمص قدميك مضحوك عليك، وأشتري بطاقات يا غشيمة وعيشي على أمل يدق بابك، حتى أبو محمود الخضرجي باع سيارته (البيكب) مصدر رزقه من ورا أميرات التقسيط. وما يثير السخرية، النفسية المتعبة المحبطة لعدم توفر زينة رمضان، وعيد ميلاد أبني كيف بدون كيكة سبايدرمان، خلص رصيد تلفوني وفصل النت يا ويلتاه ماذا أفعل...
إذن كورونا مستمر ولعدة سنوات لأنه لا يعيش إلا بتلك الأجواء الموبوءة، ولا مجال إلا بإعادة هيكلة حياتنا الأخلاقية والمادية، قد يقول البعض، تتكلمي بفلسفة وهل الأوروبيين المكورنين مثلنا؟ بالطبع نعم، لأنهم سلكوا مسلكنا بطرق ووسائل مختلفة ولم يكونوا بأفضل منا، ترى مش شاطرين إلا بحقوق الحيوان، لن يخرجوا منها بسهولة ولن يتم الإعلان عن التعافي قبل سنة. أما نحن فهناك أمل بالتشافي قريباً بشرط، نسيان زينة رمضان وكيكة سبايدرمان واتقوا الله في الولايا والي معوش بلزموش فقط لا غير.
نيسان ـ نشر في 2020-04-17 الساعة 20:24
رأي: د. الهام العلان أكاديمية أردنية