لا تذبحوا 'ابو طير'... الحقيقة قاسية ولا تتجمل
فاطمة العفيشات
كاتبة صحافية
نيسان ـ نشر في 2020-04-19 الساعة 14:54
نيسان ـ يرفض الأردنيين المساس بلقمة عيشهم ورواتبهم مهما كانت الظروف، ولعلنا نجد من يفضل الإصابة بالكورونا على بقاءه عاجزاً عن سد رمق عياله، ونظرات التوسل تجتاح عيونهم.
الحقيقة اننا نرفض المساس بقوت يومنا، والحقيقة غير المنكرة أن أعماقنا تخشى فعلياً من تغيرات إقتصادية كبيرة في العالم من شأنها التأثير علينا، رغم معرفتنا البسيطة بالإقتصاد إلا اننا غدونا أكثر اهتماماً ومتابعة له.
لعل ماقاله الزميل الكاتب الصحفي ماهر ابو طير في يومية الغد أكثر وضوحاً مما يقوله الرسمي الأردني الذي اتخذ حزمةً من القرارات الإقتصادية الصعبة في قرار الدفاع التاسع.
يدرك أبو طير حين كتب مقالاً تحت عنوان "هبوط اضطراري لن يستثني أحداً" ؛ أن الوضع الإقتصادي سيكون أكثر من صعب, لقربه من أصحاب القرار , وهو ما لا يستطيع أحد انكاره.
المواطنون قرأوا الظاهر أمامهم في السطور، وعجزوا عن قراءة وتقبل ما قاله رئيس الوزراء قبل أيام اثناء إصداره أمر الدفاع ٩ ، فالرزاز لم يكن أقل واقعية عن ما جاء بالنص ، فهو اعلن عن تخفيض رواتب الوزراء والمسؤولين وعدد لا بأس به من الموظفين، بالإضافة لإلغاء العلاوات التي مست خطوط الدفاع الأولى والثانية في مواجهة كورونا!
الرئيس لم يكتفِ بذكر الحسم والإقتطاعات، بل زاد بأن على المواطنين الإعتياد على هذه الحالة وتخفيض نفقاتهم والإكتفاء بالأساسيات، وبأننا سنمر بمرحلة اقتصادية ربما تكون صعبة كباقي العالم، خصوصاً وأن الجائحة وتأثيراتها قد تستمر لأسابيع وأشهر وربما أكثر.
لم يكن ذلك ما عجزوا عن قراءته وحسب، بل غاب عن اذهانهم انصاف رواتب المواطنين في القطاع الخاص، مئات الآلاف من عمال المياومة وأصحاب المهن ممن تضرروا خلال فترة الحظر، وقرار إنهاء الفصل الدراسي بالتعلم عن بُعد حتى وان مس الضرر طلاب المناطق الأقل حظاً، والعائلات اللاتي لا تجد ما يمكنها من الحصول على الإنترنت، وحتى ساكني "الخيم" ممن لا يعترفون بوجود التلفاز أساساً، وهم من الفئة الخاسرة في الحروب.
نعم.. نحن اليوم أمام حرب البقاء عدونا الفايروس الساعين للوقاية منه، والجوع والفقر اللذين يخشاهما الإنسان بفطرته، والطاقة والدافع للعودة بقوة وتحريك مسنن قد يصدأ بسبب الركود.
الصين التي تعتبر من اكبر واقوى دول العالم يشهد اقتصادها اليوم انحدار مخيف، وأميركا المعروفة بأهمية المواطن لديها تقف عاجزة عن سحب آلاف المصابين من الموت، معلنة إعادة الحياة والأعمال تدريجياً لإنقاذ الإقتصاد رغم عدد الإصابات الهائل بكورونا!
أخيراً، علينا أن نتقبل الواقع كما هو، وكما قال رئيس الوزراء قبل أيام: "كل مُرٍ سيَمُر" ، إذا هو طعم لا بد للجميع من تذوقه، والصبر حتى يتلاشى.
الحقيقة اننا نرفض المساس بقوت يومنا، والحقيقة غير المنكرة أن أعماقنا تخشى فعلياً من تغيرات إقتصادية كبيرة في العالم من شأنها التأثير علينا، رغم معرفتنا البسيطة بالإقتصاد إلا اننا غدونا أكثر اهتماماً ومتابعة له.
لعل ماقاله الزميل الكاتب الصحفي ماهر ابو طير في يومية الغد أكثر وضوحاً مما يقوله الرسمي الأردني الذي اتخذ حزمةً من القرارات الإقتصادية الصعبة في قرار الدفاع التاسع.
يدرك أبو طير حين كتب مقالاً تحت عنوان "هبوط اضطراري لن يستثني أحداً" ؛ أن الوضع الإقتصادي سيكون أكثر من صعب, لقربه من أصحاب القرار , وهو ما لا يستطيع أحد انكاره.
المواطنون قرأوا الظاهر أمامهم في السطور، وعجزوا عن قراءة وتقبل ما قاله رئيس الوزراء قبل أيام اثناء إصداره أمر الدفاع ٩ ، فالرزاز لم يكن أقل واقعية عن ما جاء بالنص ، فهو اعلن عن تخفيض رواتب الوزراء والمسؤولين وعدد لا بأس به من الموظفين، بالإضافة لإلغاء العلاوات التي مست خطوط الدفاع الأولى والثانية في مواجهة كورونا!
الرئيس لم يكتفِ بذكر الحسم والإقتطاعات، بل زاد بأن على المواطنين الإعتياد على هذه الحالة وتخفيض نفقاتهم والإكتفاء بالأساسيات، وبأننا سنمر بمرحلة اقتصادية ربما تكون صعبة كباقي العالم، خصوصاً وأن الجائحة وتأثيراتها قد تستمر لأسابيع وأشهر وربما أكثر.
لم يكن ذلك ما عجزوا عن قراءته وحسب، بل غاب عن اذهانهم انصاف رواتب المواطنين في القطاع الخاص، مئات الآلاف من عمال المياومة وأصحاب المهن ممن تضرروا خلال فترة الحظر، وقرار إنهاء الفصل الدراسي بالتعلم عن بُعد حتى وان مس الضرر طلاب المناطق الأقل حظاً، والعائلات اللاتي لا تجد ما يمكنها من الحصول على الإنترنت، وحتى ساكني "الخيم" ممن لا يعترفون بوجود التلفاز أساساً، وهم من الفئة الخاسرة في الحروب.
نعم.. نحن اليوم أمام حرب البقاء عدونا الفايروس الساعين للوقاية منه، والجوع والفقر اللذين يخشاهما الإنسان بفطرته، والطاقة والدافع للعودة بقوة وتحريك مسنن قد يصدأ بسبب الركود.
الصين التي تعتبر من اكبر واقوى دول العالم يشهد اقتصادها اليوم انحدار مخيف، وأميركا المعروفة بأهمية المواطن لديها تقف عاجزة عن سحب آلاف المصابين من الموت، معلنة إعادة الحياة والأعمال تدريجياً لإنقاذ الإقتصاد رغم عدد الإصابات الهائل بكورونا!
أخيراً، علينا أن نتقبل الواقع كما هو، وكما قال رئيس الوزراء قبل أيام: "كل مُرٍ سيَمُر" ، إذا هو طعم لا بد للجميع من تذوقه، والصبر حتى يتلاشى.
نيسان ـ نشر في 2020-04-19 الساعة 14:54
رأي: فاطمة العفيشات كاتبة صحافية