اتصل بنا
 

شهر رمضان بدون طقوسه وايقوناته هذا العام

نيسان ـ نشر في 2020-04-22 الساعة 11:45

نيسان ـ شهر رمضان هذا العام لن يكون تقليدياً كباقي الاعوام ، لعلّه حدث تاريخي يعيشه المسلمون في كافة اصقاع الأرض ، ستحفظه الذاكرة العربية والإسلامية لعقود من الزمن وربما لقرون مقبلة ، في هذا الشهر ، سيضطر المسلمون للبقاء في منازلهم طوال اليوم إلا في حالات الضرورة ، ولن تكون المساجد مفتوحة لاستقبال المصلين ، هذا ما أكّدته أغلب الحكومات والمؤسسات الدينية في دول العالم الإسلامي.
شهر رمضان الفضيل بعد أن كان شهر إعادة شحن الروح ، بتهذيب النفس وزيادة جرعتها الإيمانية في سبيل إصلاح جوهرالإنسان ، وبالتوازي مع الاهتمام بالمظهر التكافلي المتمثل في إقامة موائد الإفطار والتزاور بين الاقرباء والاصدقاء وتقديم الصدقات لمستحقيها ، سيقتصر الشهر المبارك هذا العام في ظلال المواجهة مع فيروس كورونا على الجوهر دون المظهر ، وإن اقتصر هذا الأخيرعلى التواصل الإلكتروني عبر الهاتف ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.
صلاة القيام والتراويح والدروس الدينية ودروس الوعظ والارشاد في المساجد ، واستقبال الضيوف في منازلنا ، وغقامة موائد الافطار ، وغيرها من طقوس شهر رمضان وايقوناته ، كلها ستكون من المظاهر الغائبة في هذا الشهر الكريم في هذا العام ، في ظل المتطلبات الحيوية الوقائية التي فرضتها الدولة الأردنية لحماية المواطنين والوطن من هذا الفيروس اللعين ، كما أن التهنئة ستكون عبر الهواتف وشبكات التواصل الاجتماعي دون سواها ، ومما لا شك فيه ان الحظر سيفقدنا عادات لم تنقطع ، جُبِل عليها أهل الأردن بشكل خاص والعالم الإسلامي بشكل عام ، ومنها توزيع اطباق الطعام بين الجيران وازدحام الاسواق وانشطة الجمعيات الخيرية ، ............ الخ ، كما يتوقع وهو ما سيكون إذا امتدت هذه الاجواء حتى عيد الفطر ان تقتصر التهاني بالعيد على الهاتف ، وتنعدم تجمعات الأسر الكبيرة واللقاءات الاجتماعية بعكس ما اعتدنا في الاعوام الخالية ، ولعل تطبيق حظر التجول واغلاق المطاعم والمجمعات التجارية و والاندية ، والمقاهي ، ........ الخ فرصة للجميع في ان يكون رمضان في منازلنا ، فهو شهر العبادة ، اضافة لحماية افراد الاسرة من اي عدوى حين يتم قطع اغلب هذه العادات التي قد ينتشر فيها هذا الفيروس بكثرة ، وهو ما يراه كثيرون من خلال اتصالاتي بهم هاتفيا أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي مؤكدين أنه فرصة للعبادة في المنزل وتقليل الإنفاق وعودة الى طبخ البيت ، وأكد مشايخنا الاجلاء أن رمضان هذا العام وفق هذه المعطيات سيكون فرصة للتضرّع وعبادة الله في المنزل ومساعدة الفقراء والمحتاجين لدفع البلاء والوباء عن وطننا الأردن وسائر بلاد المسلمين.
لا تجعلوا رمضان حزينا ، افرحوا و وزينوا البيوت ، والبسوا الجديد والجميل ، وأعدوا اطعمة واطباق رمضان ، تزاوروا بالاتصال المرئي من خلال الوسائل التكنولوجية ، تبادلوا الأطباق بين أفراد أسركم ، واقضوا أوقاتا جميلة في تبادل القصص والذكريات ، وسوف تنتهي هذه الغمة ، ويزول الفيروس إلى غيرعودة ، وتعود حياتنا إلى أفضل من قبل بنفوس راقية وانضباط جديد للحياة مليىء بالأخلاق الجميلة والتعامل الأجمل ، حتما سينتهي الحزن ، وسنعانق بعضنا فرحاً وسروراً ، وسنروي للتاريخ يوما حكاية مجد الوطن في زمن الكورونا ، وكل عام والوطن والأمة وأنتم بألف بخير وسعادة و بهاء ، ومبارك عليكم الشهر الفضيل.

نيسان ـ نشر في 2020-04-22 الساعة 11:45


رأي: قيصر صالح الغرايبة

الكلمات الأكثر بحثاً