اتصل بنا
 

ظاهرة ابي طير من منظار آخر

أكاديمي أردني

نيسان ـ نشر في 2020-04-23 الساعة 19:55

نيسان ـ نريد قلب المنظار والنظر إلى ظاهرة أبي طير ومن شابهه في مقالات التخويف من عدم مقدرة الحكومة على دفع الرواتب وما الى ذلك من التزامات على الحكومة. نريد أن ننظر اليه بالمنظور الايجابي من وجهة نظر الحكومة بل الحكومات المتتابعة فهذه المقالات في مرحلة ما تتماشى مع رغبة الحكومة وطبيعة الأنظمة الفردية لخلق الثقة فيها. فهذا المقال وامثاله ليس بدعا جديدا في مجال التخويف من نضوب الموازنة العامة للدولة وفقدان القدرة على دفع الرواتب وانهيار قطاعات الدولة أو انهيار قيمة الدينار المحمي بالتبعية والولاء ما دمنا ندور في فلك امريكيا وما دام لنا دور في المنطقة يرتجى. ابو طير ليس ظاهرة جديدة فقد مرت علينا في العام الماضي موجة من التخويف بعدم مقدرة الحكومة على دفع الرواتب لشهر سبتمبر وترقب الناس ما سيحدث فبادرت الحكومة بتقديم الرواتب لتلبية مستلزمات العيد وانتظرنا بعدها ولم يحدث شيء مما تكهنه السحرة ذلك أنهم كتبوا قصدا ولم يكن القصد قصدهم ولا القلم قلمهم لخلق خوف ايجابي المردود على الحكومات والنتيجة أن تنهض الحكومة لابراز قدرتها على مواجهة الظروف الصعبة وتأمين احتياجات المواطن وهذا سيخلق ثقة لدى المواطن في حكومة دولته وعدم التصديق لاحقا من ينذر بحقيقة الوضع حتى وان كان ما يقوله ممكن الوقوع. وساعتها سيحاول أمثال أبي طير التغطية على الجبهة الأخرى.
ابو طير وأمثال مقالته التي أثارت ضجة وسخطا هي في الواقع خدمة للحكومة لتثبت وجودها وقدرتها على مواجهة التحديات باقتدار. وتكذيب الاقلام الصادقة عندما يكون الخطر حقيقيا فيأخذنا السيل ونحن غير مصدقين. وستكسب الحكومة من أمثال هذا المقال ثقة عامة الشعب فلا يسمعون ولا يصدقون إلا ما تصرح به.

نيسان ـ نشر في 2020-04-23 الساعة 19:55


رأي: د . محمود الهواوشة أكاديمي أردني

الكلمات الأكثر بحثاً