ماذا سيسحّر هاني اهله وراتبه في خزينة الدولة؟

نيسان ـ غاب وجدان قانون الدفاع يوم الخميس عن ذلك الشرطي الذي وجد غنيمة سهلة الصيد صاحبها صديقي هاني الذي يعد مثالا على المواطن القنوع الراضي الذي اتهم بكسر الحظر فكانت عقوبته 220 دينارًا من أصل راتبه الذي أثخنته القروض والجمعيات.
وهاني لمن لا يعرفه رجل عصامي كلما وجد نقصًا في بيته أخذ قرضًا او اشترك مع جمعية؛ ليكمل النقص ويسد حاجته ؛ فتارة يشتري ثلاجة وأخرى غسالة وثالثة يكمل برندة البيت وهو راضٍ كل الرضا بما قدر الله وقضى .
ولله ثم للتاريخ هاني يعرف تاريخ الأردن جيّدا يعرف متى تأسست أول حكومة وثاني حكومة حتى آخر حكومة فقد كان يطلب مني أن أحضر له بعض الكتب التي تهتم بتاريخ الأردن فيقرؤها قراءة المحب لوطنه ،وهو يعرف أسماء الوزراء ومدراء الأمن العام والجيش وتواريخ استلامهم حتى أننا إذا تاهت منا الأسماء نتصل به فهو مرجعنا الذي نثق به.
وأذكر أنني في أيامي الخوالي كثيرا ما كنت اتخذ هاني رفيقي ونديمي؛ فنتشارك الحديث والطعام على قلته؛ لأن هاني أردني التابعية ولأنه نقي السيرة ولأنه عفيف اليد واللسان قنوع النفس طيب القلب لا يجيد فن الشكوى يكثر الحمد في السراء والضراء.
واليوم أفجأ أن قانون الدفاع يطبق على هاني فيغرمه راتبه ليعود إلى أهله بخفي حنين؛ بدلًا من حاجات البيت فبالله عليكم ماذا سيسحر هاني نفسه وأهله؟ وكيف يأتي لهم بحاجات رمضان وراتبه أصبح في خزينة الدولة؟
وهل سيعود هاني ليذكّر ندماءه وأهله وخلانه بتاريخ تأسيس أول حكومة ؟
وهل سيذكرهم برشيد اطليع وتوفيق أبو الهدى وآخرين نسيتهم ولا زال هاني يحفظهم؟
وهل سيبقى في ذاكرته عدد الحكومات الأردنية وتواريخ استلام معاليهم؟
والأهم من ذلك هل نستطيع أن نمحو من ذاكرة هاني مخالفته التي أودت بثروته لشهر رمضان؟
فالله الله في هاني وأمثاله
وعلينا أن نوجه أنظارنا لهؤلاء الأوفياء الأنقياء فهم ثروتنا ،ولا بأس إن غضضنا الطرف عن مخالفاتهم التي أزعم أنها لن تنقص من هيبة قانون الدفاع وسيكون ذلك المبلغ نارا وجحيما ؛لأنه على حساب عائلة لن تجد غيره في هذا الشهر الفضيل.