اتصل بنا
 

فوضى التعليم

نيسان ـ نشر في 2020-04-25 الساعة 12:37

نيسان ـ منذ اجتياح الفايروس التاجي covid_19 أراضي المملكة ، كان قطاع التعليم بعد الصحة أول من التقط الإشارة وهرع إلى الإستجابة للظرف الاستثنائي بتفعيل البديل المُترهّل وهو التعلم الالكتروني
على نحو عام ، إن الطلبة في بلادنا يملكون قدرات متفاوتة عند استقبال المعلومة عبر المنصّات التعليمية الإلكترونية ، يتمكّن بعضهم من التقاط المعلومة بكل يُسر ، وآخرون يتفاعلون في تذبذب لتردّي وسيلة الاستقبال ، والبعض الآخر قد عُدِم الوسيلة ولم ينتفع من البديل المُفعّل لغايات الاستمرارية..!
على قناعة تامة بأن الظرف غير ملائم لإيجاد حل مثالي ، ولكن المبالغة في فاعلية التعلم الإلكتروني مع إغفال الرأي المتصاعد بأن خطة التعلم عن بعد عديمة الوصولية إلى كافة الطلبة لا يعتبر إلا محاولة لكتم صوت التغذية الراجعة ، المُشيرة إلى مكامن الخلل في هذه الخطة التي تلاشت الأقلية التي قد أجبرتها الظروف على عدم مواكبة العصر وتوظيف الانترنت ليكون الوسيط بين المُبادر والمُتلقّي للمعلومة
الهرولة إلى عبور البوابة الالكترونية أمر جيد وقد تحتّم علينا الظروف أن نسعى لاعتماد المعاملات الإلكترونية أكثر من ذي قبل والتقليل من المعاملات المُباشرة قدر الإمكان ، إلا أن إعلان نجاح خطة التعلم عن بعد والتعبير عنها من بعض الأكاديميين الذين هم في موقع المسؤولية الآن وكأنها انتصار ، ليس إلا انفصال عن الواقع وسعي لتمرير هذه التجربة مع خسائرها الواقعة على الطالب وحده ليكون الحلقة الأضعف
إن استيراد تجربة التعلم عن بعد الغير مُهيأة رقمياً ، والقائمة على أرضيةٍ مُتردِّية وقدرات تقنية محدودة ؛ وإطلاقها لتكون آلية الطلبة في التعلم قد تبعه عدم ارتياح الوسط الطلابي والتدريسي الذي كان قد أبدى انزعاجه من هذه التجربة معتبراً إياها مضيعة للوقت ، وما زال يتزامن مع ذلك ادعاءات المسؤولين بأن التجربة ناجحة جداً وتأتي صياغة القرارات في هذا الشأن بالاعتماد على هذه الادعاءات وإهمال آراء من هم معنيّون أصلاً في تقييم هذه التجربة من طلبة وأعضاء هيئة تدريسية..!
ربما قد تنبّهت الحكومة إلى هذا الخلل وعملت على استدراكه بالإفصاح عن خطة لتعويض الطلبة المتضررين جراء اعتماد التعلم الالكتروني ، عبر عقد المراجعات لهم فور العودة إلى المدارس ولكن ما تم التلميح له مؤخراً بأن طلبة المدارس في طريقهم لإكمال الفصل إلكترونياً وأن عودتهم باتت مستحيلة ، أمر يؤكد حتمية وقوع فشل يطغى على الفئة التي كانت تُعوّل على المراجعات التي ستنعقد فور العودة للمدارس وإن كانت هذه المراجعات لن تُعوّض ما يقارب 45 يوم من التدريس المباشر الذي انقطع نتيجة للتعطيل الاضطراري
تلميحات تعيدنا إلى وضع التساؤل مما سيكون عليه مصير عدد لا بأس به من الطلبة الذين تم إقصائهم من حسابات صانع القرار الأخير المتضمن إكمال هذا الفصل إلكترونياً ، لنبحث عن حلول أكثر شمولاً وأقل خسارة ، ونقول بعدها : ماذا لو تم الإعلان عن نجاح جميع الطلبة هذا الفصل لكون هذا المقترح قابل للشمولية والتعميم على أقل اعتبار؟

نيسان ـ نشر في 2020-04-25 الساعة 12:37


رأي: أحمد الضرابعة

الكلمات الأكثر بحثاً