اتصل بنا
 

'عماد فراجين يأكل نفسه'

نيسان ـ نشر في 2020-04-28 الساعة 22:04

نيسان ـ انحدرَ عماد فراجين في هذا الموسم، ربّما أُصيِبَ بعدوى الكوميديا الأردنية السمجة مثل الجيل الذي أخرجته قناة رؤيا بأجمل صورة ثم انحدروا بعد أن طمعوا وأصبحوا نجومًا يقدمون البرامج وينامون في مكاتب الشركات الراعية، وأستثني هنا أمجد حجازين الذي ظل محترمًا رغم أنه يجلس الآن في بيته ولا يجد عملًا. مربطُ الفرس هنا، عماد فراجين، الفلسطيني الفنان الحقيقي الذي قدمَ لوحات كوميديا محترفة في بداياته، شخصية عايد مثلًا، شخصية ترجمها من الواقع وقدمها بإبداع حقيقي والكثير من لوحاته التي كان يقدمها بهدوء وجهد واضح، ثم بدأت مرحلة "السلق" في الكتابة والإخراج واعتمد الرجل على أسلوبه فقط بنصوص رديئة ومحتوى سمج.
استُنزِفَ عماد فراجين بشكل كامل، لم تعد صفنته دقيقة وحقيقية، منذ أن دخل مجال الإعلام وأصبح يقدم برنامجًا على الإذاعة بنفس طريقة الكوميديانات الأردنيين، ساعات على الهواء يقدمُ فيها عماد فراجين محتوى رديء واعلانات كثيرة، ثم بدأت السماجة تتطور بينما يقدم حلقات كاملة عن شخصيات الشباب الناعمين (الفافيات) بطريقة مستفزة وانتقاص لكرامة كل شاب خلق ناعمًا أو اختار نعومته بإرادته، ثم المقارنات التافهة بين أبناء المجتمعات العربية والأجانب على حد عرضه. بعدها جاءت مرحلة تقديم لوحات كوميدية (مجازًا) مأخوذة من نكات الواتساب التي يتناقلها الناس، يقدم لوحات نعرفها جيدًا ونضحك عليها قليلًا لأننا أمام فنان محترف، لكن هذا الأسلوب بدأ يتراجع لأننا تعودنا عليه ولا جديد في النص.
لماذا أصبحت أردنيًا يا عماد فراجين؟ كنت الشاب الفلسطيني الذي يطل علينا بلهجة نعشقها وبكاف تُطرب الأذن بدل القاف التي نستخدمها هنا، كنت مضحكًا جدًا وتقدم السخرية بأرقى أنواع الفكاهة، كنت تكتب اللوحة بعناية وتقدمها بأسلوبك الجميل بعيدًا عن جدليات الكوميديا الأردنية البالية مثل زعل وخضرا والعم غافل وحمدي وبعدها جيل كوميديا رؤيا الذي تبطر واقتنع بعظمته بعد سنة واحدة من العمل. عُد إلى فلسطينيتك الإبداعية يا عماد، قدم لنا الضحك من وطن البكاء الفلسطيني واسرد لنا نوادر أهلنا في الضفة وارسم شخصيات جديدة مثل عايد. أخرج من هذا المنهل يا عماد، لقد شبعنا من شخصية الديونجي ونكات الواتساب والسخرية من شاب ناعم وعبادة الإعلانات واستخدام الشتائم السوقية.

نيسان ـ نشر في 2020-04-28 الساعة 22:04


رأي: علي عبيدات كاتب

الكلمات الأكثر بحثاً