هي أشياء لا تُشترى

نيسان ـ (الَّلغْوَصَة) في القماشة يا (خالتي قماشة).. فعندما تُنْسَجُ تلك البالِيَةُ حول قهوة (صايدة)، فسوف تظل قماشة (خربانة) هرمة، لا تستر عورة، ولا تقي بردَ روح، ولا تنفع الناس.
ولا مرّة حاسبناكم على فلوسكم الحرام، اسرقوا وانهبوا واشبعوا ولن تشبعوا، ولكن دعكم من فلسطين وأهلها وتاريخها ونضالاتها وشرف أصغر نعل من نعال أطفالها الأبطال العماليق يا أقزام الزمان.
مهازلكم ذكّرتني بنكتة قديمة لا يتذكرها أحد، تتحدث تلك النكتة التي تشبهكم، عن رجل دخل صالة السينما ولم يجد فيها سوى شخص واحد، فجلس خلفه وقال له: لو سمحت (تزيح) شوي لأني مش شايف منك!!
ترك الصالة الفارغة عن آخرها، واختار أسوأ خيار يمكن أن يفعله رشيد، وهذا أنتم يا (معرة) الفن.. يا سبّة الأخلاق وقبح المرئي وجعير المسموع.
تركتم كل مواضيع الدراما ومشاغل الناس، وما قال عنه ناقد ذات يقظة إنه ملقي على الطرقات والدروب، وحشرتم أنفسكم في الزاوية الضيقة الحادة القاتلة التي عرّتكم أكثر مما أنتم، ومسختكم أكثر مما أنصف الخالق فيكم مسخاً وقبحاً وتشويها؟؟؟
عن أي يهود تتحدثون؟ وعلى أي فلسطينيين تتجرأون؟؟؟ لم يكن في الكويت على مدى التاريخ، يهود. تعلمون ذلك، تعلمون وتحيدون، شأنكم في ذلك، شأن المنافقين الأفاقين المتسلقين المتفيهقين المرتزقة الدجالين العوران الخوثان الجريان الجرذان المشوهين الركيكين الوقحين الخاسئين.
وصلها من البصرة في عهد قريب، قريب جداً، ليس له معنى في منطق السنوات والعصور والألفيات التي حبّر الإنسان وجوده فيها، ما يقل عن خمسين يهودياً، هاربين، غير محسوبين، ولا فاعلين، ولم يكن لهم أي إسهام في المدنية التي صنعها الكويتيون ومعهم أشقاؤهم من مصر وفلسطين وسوريا ولبنان والعراق وحواضر المغرب العربي.
أي سقوط تريدون أن يسجله التاريخ لكم بغبائكم وجبنكم وخسّتكم وانبطاحكم أمام ديوانيات بن فلان وبن علان، ألا لعنة الله عليكم وعليهما وعلى كل جبان ذميم حقير صغير وضيع.
لن يقطع الرأس العالية الشامخة السامقة رأسي إلا الذي صنعها فأبدع، وإلا الذي زينها بالعقل والعفَّة والشجاعة فأقنع.
فكرتُ بمناظرتكم بعقلانية وموضوعية ومهنية، حجة بحجة، ولكن ما اقترفتموه لا يستحق، والقذارة التي لوثتم شاشاتنا بها لا تستحق، تستحقون معقماً كالذي نستخدمه للخلاص من فيروسات متناهية الصغر، ولكن، والحق يقال، إنها على كل.. كل صغرها، هي أكبر منكم وأكثر قيمة وتأثيراً واندماجاً في شرعة الناموس.
أما أنتم يا لبؤسكم، فمِن هذا المعقم الرخيص.. جداً.. الذي ندلقه على الأرضيات، وفوق وساخة الحمّامات ووجوهنا مدبرة عنه، وعن تلك الرائحة النتنة.
المروءة لا تُشترى.. القيم لا تُشترى.. الكرامة لا تُشترى.. الجمال لا يُشترى.. البهاء لا يُشترى.. الأصالة لا تُشترى.. هي أشياء لا تُشترى يا لصوص النصوص ومقاطيع التجميع.