اتصل بنا
 

من قال إن المسجد لا يصلح لإغفاءة صغيرة؟

نيسان ـ نشر في 2020-05-03 الساعة 03:53

من قال إن المسجد لا يصلح
نيسان ـ لقمان إسكندرلم يعد بإمكانه أن يلقي بنفسه في زاوية من زوايا مسجده لينام بهدوء. المسجد مغلق.
اعتاد الرجل على إغفاءة جميلة في ركنه "متبطّحا" في بيت الله بعد صلاة العصر. المسجد هاديء. ليس مثل مربعات بيته، التي حولها اطفاله الى ساحة مدرسة وقت "الفرصة".
أحد المصلين ينظر إليه، وقد استغرق صاحبنا في نومه، متعجبا. "يا رجل الا تنام في منزلك". يهمس في نفسه.
هو لا يعلم أن صاحبنا إنما هرب من منزله لسبب ما. لا يعلم أنه إنما يشرد صائما من ضوضاء فقر او تعب او اطفال يريد أن يتفهم أنهم بحاجة الى الصخب، ولا يريد أن يزعجهم بهدوئه.
المسجد مغلق. وهو محظور، ومطبخه يقرقع جوعا. ما يفعل؟
ما زال احد المصلين ينظر الى صاحبنا بحنق، أو قل بحمق، وقد حكم عليه أنه شعبي، وأن المسجد ليس لهذا.
من قال إن المسجد لا يصلح أن يكون سريرا لاغفاءة صغيرة هربا من ضجيج الفقر في المنزل.
على أية حال، ما زال المسجد مغلقا، تحت طائل كورونا.
المصلي ذاك، قد حكم على صاحبنا وانتهى الامر.
ينتبه ابو فريد. يفيق. يرفع رأسه، ويبتسم. فيردها عليه بابتسامة باهتة. "صحة النومة" يقول ساخرا.
هذا العام لم يزعج صاحبنا سوى ضجيج اطفاله، بعد أن تبخّر المصلي الذي حكم عليه، بفعل كورونا ايضا.

نيسان ـ نشر في 2020-05-03 الساعة 03:53

الكلمات الأكثر بحثاً