لا فكرة لدينا كم ستسوء الأمور عما قريب

نيسان ـ
لقمان إسكندر

"لا فكرة لدينا كم ستسوء الأمور عما قريب".
ملامح وجهها تنبئ عن خوف مستقر من القادم. راحت تختبئ بي. لم يكن عناقا. كنتُ مثل خيمة لها.
كم ضعف يفضح خطوط قوة تريد أن تبدو في عينيها. كثير. عدت أهمس لها: "لا فكرة لدينا كم ستسوء الأمور عما قريب".
"لا تكن متشائما هكذا يا عزيزي". كان صوتها قادما من مكان ما بين رقبتي وكتفي.
صارت تتلحف بي. سألتها: "اختاري أحدهما: يخوّفك حتى ينجيك، أم يطمئنك حتى تبلغين الكابوس؟" أجابت: الأول. قلت: إذن علينا أن نستعد لما يبدو أنه مجرد سحاب ممطرنا.
قالت: إذن الفايروس ذاك السحاب؟ سألت، وشدت بعينيها المغمضتين على ركن ما من رقبتي. كأنها تطمئن أن اختباءها ما زال آمنا.
فجأة جفلت بين يدي مثل فرس من سيارة مرّت مسرعة بضجيجها، وصوت موسيقى غربية يتطاير خلفها مثل غبار.
الناس تستعد لمجهولها القادم بالعادي من الأدوات. لا فكرة لدى الناس كم ستسوء الأمور.
عرش النظام الغربي يسقط. ثم أننا أعجز من أن نقفز عن عربته.
"أنت متشائم"، قالت. فأجبت، المخاض ذو ألم، بل أنا أكثرنا تفاؤلا، سوى أن البناء القادم يحتاج الى هدم القائم. وهذا فيه وجع.
هل سننجو؟ مجموعنا بالتأكد. أما الأفراد، فلكل مقداره المحتوم من مصيره.
فماذا عنك وعني عزيزي؟ وهل أعلم الغيب. اللهم سلّم اللهم سلّم