اتصل بنا
 

هِي نَكبَةٌ للكيانِ الإسرائيلي ..فالفلسطيني يستشهد ليحيي قضيته لا ليموت

كاتب أردني

نيسان ـ نشر في 2020-05-15 الساعة 22:20

نيسان ـ هِي نَكبَةٌ للكيانِ الإسرائيلي، ما دامَ هناكَ فِلسطينيٌ يتَنَفَس..
في هذا اليوم تكون النكبة الثانية والسبعين التي لم ولن يستطيع صِنّاعها طمس هوية وإرادة اي فلسطيني، فما كان التَشّردُ إلا سفراً سينتهي، والمجازِرُ ليست إلا أعراس شُهداءٍ بلقاءِ الله، وما كان الوهمُ وتزويرُ التاريخِ الا دافعاً للنصر.
تقول أماني في كل نقاشٍ تراجيدي: " لقد اكتفينا من جلد الذات في كل نهارٍ مخضب بصباحاتٍ ندية مصحوبةٍ بمشاهد وذكريات وأخبار سوداوية، فما فلسطين إلا جرحٌ غائر في خاصرة العروبة البالية".
هُناكَ مساقٌ يُسمّى ( الشهادةُ) يتَعلّمهُ تلاميذُ المدارسِ في شوارع (فلسطينَ الحبيبة) مُنذُ النكبةِ! فالفلسطيني يستشهد لكي يحيا، لا ليموت.
حال إغلاق المسجد الاقصى منذ ٥٥ يوماً بسبب فايروس كورونا وامتناع محبيه من الصلاة فيه يذكرني بحادثة وقعت بعد النكبة حين حُرم سكان غربي المدينة من الصلاة فيه مدة ١٩ عاما .
في القسم المحتل من قرية (بيت صفافا) ، بعد ان قسمها قرار جائر ضمن (معاهدة رودوس) عام ١٩٤٩ بسبب مرور سكة قطار الحجاز من وسطها بالرغم من صمودها، غنت نساء القرية للمسجد الأقصى تعبيراً عن شوقهن والحنين لذكريات الصلاة فيه والدعاء الى الله بتحريره:
يا ما صلينا جوى حرمنا
الرب العالي يرفع عَلَمْنا
يا ما صلينا جوى صخرتنا
الرب العالي يرفع رايتنا
جاءت النكبةُ هذا العام لتشهد واقعاً أشدَّ نكبةً من الماضي، واقعٌ يجدّدُ فينا نكباتٍ ونكباتٍ، من صفقات خائنة ومساومات هابطة واستيطان وتنكيسٍ لكل معاني الهوية ومركباتها، واقعٌ يوغِلُ في هدم الوعي الفلسطيني في الداخل والشتات، نكبة مستمرة في محاولة تقسيم القدس الشريف، نكبة مستمرة بالاعتراف بخطوط وهميّة ترسم لأجيال قادمة مستقبل حدود وطنٍ مزعوم، مُحاوِلةً محو تراث أرض أنهكتها الصفقات والمعاهدات، ولكن يأبى الحق إلا أن يُتوارث جيلًا بعد جيل، ويُحمل كابرًا عن كابر، وأولًا عن آخر، وقد أيقنوا أنها أرض واحدة وسماء واحدة، وأنّ شرقيها كغربيها سواء.
جاءت ملقية أثقالها وذكرياتها في سماء حيفا ، وعلى موانئ يافا، وعلى صحراء النقب، وجبال الجليل، لتحط رحالها على أعتاب صخرة القدس الشريف،فترى كل ذلك في سماء عمّان تنبض بفكرة واحدة هي أنّ الارض وثراها وحجرها وشجرها حتى امتدادها في أعالي السماء هي عربية فلسطينية من أقصى شمالها حتى آخر ذرة رمل في نقبها، كل شبر فيها بما حوى باقٍ لينبض بذات الفكرة. كُل فلسطين لنا.

نيسان ـ نشر في 2020-05-15 الساعة 22:20


رأي: رأفت القبيلات كاتب أردني

الكلمات الأكثر بحثاً