اتصل بنا
 

قصة حب

نيسان ـ نشر في 2020-05-16 الساعة 01:20

نيسان ـ يقول الأصمعي :
بينما كنت أسير في البادية إذ مررت بحجر مكتوب عليه هذا البيت:
أيا معشر العشاق بالله خبروا
إذا حل عشق بالفتى يصنع
فكتبت تحته البيت التالي:
يداري هواه ثم يكتم سره
ويخشع في كل الأمور ويخضع
يقول الأصمعي ثم عدت في اليوم التالي فوجدت مكتوبا تحته هذا البيت:
وكيف يداري والهوى قاتل الفتى
وفي كل يوم قلبه يتقطع
فكتبت تحته البيت التالي:
إذا بم يجد صبرا لكتمان سره
فليس له شيء سوى الموت ينفع
يقول الأصمعي:
فعدت في اليوم الثالث، فوجدت شابا ملقى تحت ذلك الحجر ميتا، ومكتوب تحته هذان البيتان:
سمعنا أطعنا ثم متنا فبلغوا
سلامي إلى من كان بالوصل يقطع
هنيئا لأرباب النعيم نعيمهم
وللعاشق المسكين ما يتجرع
كانت امرأة في عين حبيبها كل النساء، وكان المرأة الواحدة في عينه حبيبها عن كل الرجال.
لم يكن عندهم عيد الحب "فلانتاين" وإنما عندهم الحب الحقيقي، لم يكن عندهم بطاقات ملونة تباع في المكتبات ولكن قصائد يكتبونها بأنفسهم.
كان القوم يعشقون بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
فقد كان الحبيب يعرف بين الناس بحبيبته، على سبيل المثال يقولون: جميل بثينة، قيس ليلى، كثير عزة...الخ.
رغم أن النساء ضعيفات مقارنة بالنساء اليوم، فلم تكن القبيلة ترضى أن يربي الآخرون بناتهم كما نقبل نحن، ولو أن مبعوثا للروم أو الفرس جاء يعلمهم حقوق المرأة لانتحر شيخ القبيلة في لحظته.
تشعر وأنت تقرأ في قصص حبهم أنك تريد حمل السيف وقتل والد ليلى أو والد بثينة لأنه يحمل رأس يابس أكثر من الحجر،ولا يريد أن يزوجه إياها.
تشعر وأنت تسمعه يناجي ربه في الحج، ويقول قيس ليلى:
تبت إليك يا رحمن من كل ذنب
أما عن هوى ليلى فإني لا أتوب
تريد أن تحضنه بعد سماعك له، وتعرف لو أنك قلت له النساء غيرها الكثير لدفنك في عرفة.
لأنهم يعرفون أن الكلام قيل لامرأة لا يغنى أن يقال لسواها، وأن القصيدة التي تقال لرجل لا ينبغي أن تقال لغيره.
لم يكن يعشقون أكثر من واحدة ولم يخلطون بين حبيباتهم فلكل عاشق حبيبة واحدة، لم يكن لديهم "واتساب أو فيسبوك...الخ "؛ فيهم العشرات من الحبيبات!
"يخفق قلبك دون إنذار فتتحرك مشاعرك بصدق فتجد نفسك واقعًا في غرامه، أنت الآن على موعد مع التركيز في كل تفاصيل الطرف الآخر " هذا الذي كان في أيامهم عكس الأيام التي نراها على مواقع التواصل الاجتماعي من الحب سيء في كسر قلب الطرف الآخر.....!
لم يكن اللقاء تحت الأشجار أو وراء كلية الآداب لم يكن بينهم الورد، أو الضحكات خلف كلية الرياضة بعيد عن الكل إلا الله ، لم يكن الحب عبارة عن المشاعر الإلكترونية .
كان قديماً يمشي على العفة والحب نابع من القلب ...، في زمن مواقع التواصل الاجتماعي حب الأول الذي جعل من " جميل بثينة " شاعراً "لبثينة " وغيره شعراء لمعشوقاتهم ، وأصدرهم أنواع كثيرة من الغزل العفيف ، أمراً جميل جداً.
الحب سابقا كان ينبع من القلب .. أما اليوم إذا أحب نزل الى المعدة.
كان الحب أيام زمان هدفه الزواج بينما الحب اليوم هدفه لقطع قبلة بعد مليون كلمة بحبك كاذبة، كان الحب يوصل الى الجنون من شدته بينما اليوم فمن الجنون أن تحب لأن الحب للمراهقين
كانت لغة الحب بالعيون فأصبحت لغة الحب اليوم بالتلفون!!
كان الرجل إذا أحب امرأة ....ضحى بالغالي والرخيص من أجل أن يتزوجها ....أما اليوم إذا أحب الرجل امرأة ...ضحت هي بالغالي والنفيس كي يستر عليها ولا يفضحها ....!!!
كان الحب أيام زمان هدفه الزواج .......بينما الحب اليوم هدفه لقطع تذكرتين في مؤخرة صالة السينما بعد إطفاء الأنوار .......!!

نيسان ـ نشر في 2020-05-16 الساعة 01:20


رأي: راكان الشخانبه

الكلمات الأكثر بحثاً