اتصل بنا
 

مكافئة التمريض بخصم علاوتهم!

كاتب

نيسان ـ نشر في 2020-05-17 الساعة 22:34

نيسان ـ شاهدنا العديد من الدول تكافئ ممرضيها وتكرمهم وتحتفي بهم وتصرف لهم أجور ومكافئات مضاعفة بينما هنا وكأن الحكومة تعاقب الممرضين فتخصم علاواتهم وتخفض حوافزهم، في حركة لم يكن يتوقعها الممرضين والممرضات تحديدا، عندما استفاقوا على رواتبهم البسيطة المقتطعة!
الممرضين بذلوا جهود مضاعفة وهناك من لم يتم توفير لهم وسائل نقل وتكبدوا مصاريف لنقلهم ليداوموا وتم استغلالهم، هناك من تعرض في بداية الازمة للإيقاف والتوقيف بحجة كسر الحظر خلال الذهاب للدوام قبل ان يستثنى الممرضين من الحظر بعد ايام طوال وعدت الحوادث حتى لا تحدث بلبلة اعلامية في ظرف غير مناسب وهذا يسجل للكثير من الممرضين، جميع الممرضين تعاملوا مع اشتباه كورونا وهناك من عمل طيلة الوقت خلال فرق التقصي والطوارئ ولا زال يعمل، هناك من عمل ساعات طوال خلال اليوم الواحد وأيام متواصلة وصلت اسابيع ومبيت في المشفيات لأسباب عديدة جميعها تتعلق بالأزمة، سواء من عمل مع كورونا او غيرهم ، هناك من أصيب وأصيبت بكورونا ومن توفي ذويه بكورونا ، عوضا عن الوساوس و خوف الناس من التعامل معهم احيانا خوفا من العدوات، وهذا يشكل ضغط نفسي كبير عليهم، الكثير من الممرضين والممرضات اشتروا كمامات على حسابهم الشخصي وسعر الكمامة الخاصة تعادل نصف العلاوة.
منذ بداية الأزمة وهذه الحكومة تستقوي على هذه الفئة ولا تحترم هذه المهنة ولا تعطيهم حقهم الوافي والكافي من الأهتمام العادي، هي وكل الإعلام الطبقي المرتبط بها ، والذي يختزل جهد الممرضين بما يصطلح عليه إعلاميا بمصطلح ساذج " خطوط المواجهة"!! ، والواقع المنفصلين عنه هؤلاء، ان جميع التمريض فعليا في خطوط المواجهة ويتعامل مباشرة مع اشتباه كورونا وغير كورونا أينما وجد، خاصة اقسام الطوارئ ، ورغم كل ذلك لا تقوم الحكومة بادراج المهنة ضمن قائمة المهن الخطرة قي قانون الضمان، ولم توفر الوقاية الكافية للتمريض خلال الأزمة ورغم ذلك يتعامل التمريض بحصافة دون هدر مع المواد ومنهم من اشترى مواد الوقاية على حسابه ويترفع ممرضي الصحة تحديدا عن كل الشو الإعلامي التافه ويعملون بصمت قل نظيره، ورغم ذلك ينأى عنهم الإعلام ويستضيف من ليس له علاقة من غير الصحة للحديث باسمهم!! في حركة تمييزية طبقية اعلامية عدائية واضحة.
الاقتطاع من رواتب التمريض ظلم وعمل غير محق، بل المطلوب ارجاع ما تم خصمه ومكافئة الممرضين مكافئة اضافية، فلا يستوي العامل وغير العامل، لانهم لم يتوقفوا إطلاقا عن العمل بل وداوموا دوامات مضاعفة، متحملين ازمة كورونا وتعب الشهر الفضيل، وحتى لو كانوا ضمن القئات المتوقفة، فذلك لا يعطي الحق للحكومة لاقتطاع الرواتب فالعطلة ليست خيار الموظف الرسمي شخصيا وليست بإرادته، ولا يحق لأحد السطو على ماله ومعاشه البسيط الذي يكيف نفسه واسرته و مصاريفه واقساطه الشهرية عليه، فإن كان لابد للحكومة ان تستغل قانون الدفاع لتحصيل بعض الأموال كما تريد، فمن باب أولى دك معاقل الفاسدين و المتهربين ضريبيا بمئات الملايين بدلا من ملاحقة موظف في مصدر رزقه البسيط، فلا عقل ولا منطق يستوعب ذلك إطلاقا ، ولا يجب المزاودة على وطنية أي موظف يعترض وخاصة الممرضين والممرضات الذين يصلون الليل بالنهار منقطعين عن ذويهم واهاليهم وعائلاتهم، يداوموا العطل والمناسبات الدينية والرسمية والأعياد وأيام الثلج، عوضا عن انهم عرضة للعدوات كافة وليس كورونا فقط، وعرضة لامراض عديدة مرتبطة بمكانيكية الجسم كالديسك والانزلاق الغضروفي ، وامراض مرتبطة بالوقوف الطويل كالدوالي والبواسير والجلطات، وامراض مرتبطة بالسهر في الشفت الليلي الذي يتطلب تركيز دائم، كالسكري والضغط والاكتآب.. فلا يعقل عدم ادراج هذه المهنة بافة مواقع عملهم واختصاصهم ضمن المهن الخطرة.
الممرضين في الأزمات تجدهم أول من يلبوا نداء الوطن، فلا يستحقوا هذه القسوة و هذا الجفاء يا حكومة.

نيسان ـ نشر في 2020-05-17 الساعة 22:34


رأي: فراس عوض كاتب

الكلمات الأكثر بحثاً