لفة الولايا
د. الهام العلان
أكاديمية أردنية
نيسان ـ نشر في 2020-05-19 الساعة 17:46
نيسان ـ أول يوم في العيد يوم مشهود لمعظم السيدات، ولو بمقدورهن تقديم عريضة لمجلس الأمن استنكار
ورفض لهذا الموروث ما تأخرن. صباح ذاك اليوم البهيج يؤدي رب المنزل صلاة العيد وينطلق لمعايدة
"الولايا" ومفردها "وَلِيَّة"، وهو الطعام الذي تخبئه المرأةُ من زاد لضيف ينزل، أو هو كل ما غطى
البعير من كساء. وبالبلدي هي، كل أنثى متزوجة قريبة للزائر الضيف مثل الأم والأخت والعمة والخالة
والحفيدة والجدة والبنت وبنت الأخ وبنت الأخت وما يتدرج منهن في القرابة.
موضوعنا هو، مقولة "وبعدين مع هاليوم إلي مش مستفيدين منه إشي!"...
"بطلع يختي الصبح وبرجع آخر النهار مش طايق حالو صحته واقعه وبرجع وجيبته فاضيه"...
"الله يسترنا من بكرة برجع ممغوص ولحقي عليه مرمية ولبن بثومه"...
"هو يعني لازم هاللفة يبو محمود من يوم ما فتَّحت عيني ع الدنيا بحبش هالعادة"...
بهذه المناسبة الكورونية السعيدة على قلوبكن لن يكون هناك لفة يا ستي "إنبِسْطِن"، وافرَحِن، ستكونين
المضيفة الأولى والأخيرة لطلباته طول النهار، لن يغادر ثلاثة أيام بنهارها ولياليها، إلا إذا كانت قريبته
بالجوار، ومع ذلك سيعود قبل دخول الحظر مساءا، يعني دعوتك استجيبت بحذافيرها فهنيئاً لك بما
قدمتِ. يبدو أن هذا العيد سيكون إضافة نوعية لدروس كورونا السابقة، ويقظة إنسانية للقاسيةِ قلوبهن
حول الولايا، ستكونين في الجبهة مثلهن، ولن يأتيكِ أحد "طارت العيدية"، وستعي تماماً ما معنى
حرمانها من طلة أخوها وعمها وخالها وجدها، وتتمني معاناة زوجك للمغص وتوابعه مقابل دخول من
يجبر بخاطرك في يومك الأول "يوم جبر الخواطر".
أذكر إحدى السيدات أثناء لقاء العيد المتعارف عليه للجارات وهو ثالث أو رابع يوم، غاضبة ومقهورة
وبدها "تِنْفِلِق" وتدعو رب العباد مع رفع اليدين وشوي بدها تركع ساجدة، وتردد: "الله يقطعهن مش
بكفي أمه وخواته هو يعني لازم يضل يتسرمح من باب إشكع لباب إركع هالمكروط، بلا خالة بلا عمة
خلص بكفيهن إولادهن!"...
كما اعتدنا من دروس ومواعظ جداتنا وكبار السن الحكماء، الدنيا بتلف وبدور، أو كما تُدين تُدان، أو
إلي بقدم السبت بلاقي الأحد، ويبدو أن عيد السنة الكورونية سيكون درساً للسنين القادمة، وبانتظار
عبارة مستقبلية مفادها: "روح وين ما بدك الله ينَّور طريقك"، وكما قلنا فإن الجانحة هي إعادة ترتيب
لأوراقنا الحياتية، نفسياتنا، سلوكياتنا، فهمنا للأمور والقضايا العالقة وخاصة مع بنات اليوم المتزوجات
حديثاً، عليهن استيعاب ما قدمت الأمهات والجدات ويُكمِلن المسير، وما فيش داعي تلزقي فيه صغيرك
إذا رفض أخذك معه. بقي أيام معدودة للعيد ابدأن بوضع برنامج خارق لتلافي تبعات أول يوم، لأن باب
المحكمة الشرعية مغلق وسيُفتح بعد العيد يا مِسعدات وكما تُدين تُدان.
ورفض لهذا الموروث ما تأخرن. صباح ذاك اليوم البهيج يؤدي رب المنزل صلاة العيد وينطلق لمعايدة
"الولايا" ومفردها "وَلِيَّة"، وهو الطعام الذي تخبئه المرأةُ من زاد لضيف ينزل، أو هو كل ما غطى
البعير من كساء. وبالبلدي هي، كل أنثى متزوجة قريبة للزائر الضيف مثل الأم والأخت والعمة والخالة
والحفيدة والجدة والبنت وبنت الأخ وبنت الأخت وما يتدرج منهن في القرابة.
موضوعنا هو، مقولة "وبعدين مع هاليوم إلي مش مستفيدين منه إشي!"...
"بطلع يختي الصبح وبرجع آخر النهار مش طايق حالو صحته واقعه وبرجع وجيبته فاضيه"...
"الله يسترنا من بكرة برجع ممغوص ولحقي عليه مرمية ولبن بثومه"...
"هو يعني لازم هاللفة يبو محمود من يوم ما فتَّحت عيني ع الدنيا بحبش هالعادة"...
بهذه المناسبة الكورونية السعيدة على قلوبكن لن يكون هناك لفة يا ستي "إنبِسْطِن"، وافرَحِن، ستكونين
المضيفة الأولى والأخيرة لطلباته طول النهار، لن يغادر ثلاثة أيام بنهارها ولياليها، إلا إذا كانت قريبته
بالجوار، ومع ذلك سيعود قبل دخول الحظر مساءا، يعني دعوتك استجيبت بحذافيرها فهنيئاً لك بما
قدمتِ. يبدو أن هذا العيد سيكون إضافة نوعية لدروس كورونا السابقة، ويقظة إنسانية للقاسيةِ قلوبهن
حول الولايا، ستكونين في الجبهة مثلهن، ولن يأتيكِ أحد "طارت العيدية"، وستعي تماماً ما معنى
حرمانها من طلة أخوها وعمها وخالها وجدها، وتتمني معاناة زوجك للمغص وتوابعه مقابل دخول من
يجبر بخاطرك في يومك الأول "يوم جبر الخواطر".
أذكر إحدى السيدات أثناء لقاء العيد المتعارف عليه للجارات وهو ثالث أو رابع يوم، غاضبة ومقهورة
وبدها "تِنْفِلِق" وتدعو رب العباد مع رفع اليدين وشوي بدها تركع ساجدة، وتردد: "الله يقطعهن مش
بكفي أمه وخواته هو يعني لازم يضل يتسرمح من باب إشكع لباب إركع هالمكروط، بلا خالة بلا عمة
خلص بكفيهن إولادهن!"...
كما اعتدنا من دروس ومواعظ جداتنا وكبار السن الحكماء، الدنيا بتلف وبدور، أو كما تُدين تُدان، أو
إلي بقدم السبت بلاقي الأحد، ويبدو أن عيد السنة الكورونية سيكون درساً للسنين القادمة، وبانتظار
عبارة مستقبلية مفادها: "روح وين ما بدك الله ينَّور طريقك"، وكما قلنا فإن الجانحة هي إعادة ترتيب
لأوراقنا الحياتية، نفسياتنا، سلوكياتنا، فهمنا للأمور والقضايا العالقة وخاصة مع بنات اليوم المتزوجات
حديثاً، عليهن استيعاب ما قدمت الأمهات والجدات ويُكمِلن المسير، وما فيش داعي تلزقي فيه صغيرك
إذا رفض أخذك معه. بقي أيام معدودة للعيد ابدأن بوضع برنامج خارق لتلافي تبعات أول يوم، لأن باب
المحكمة الشرعية مغلق وسيُفتح بعد العيد يا مِسعدات وكما تُدين تُدان.
نيسان ـ نشر في 2020-05-19 الساعة 17:46
رأي: د. الهام العلان أكاديمية أردنية