اتصل بنا
 

الجيش الابيض وقدر الاطباء

نيسان ـ نشر في 2020-05-20

نيسان ـ تحية إجلال و إكبار لكل من يعمل في وزارة الصحة و يخدم الوطن في الصف الأول في ظل هذا الظرف الاستثنائي ويضحي بحياته وصحته من أجل إنقاذ الآخرين و خدمة الوطن .
توقعت بعد أن علمنا بحجم التبرعات لوزارة الصحة أن تزداد الحوافز و يعامل الطبيب بالوجه الذي يستحقه و لم اتصور أن هناك خصومات ستنال الجيش الابيض بعد ما قدموه من تضحيات طالت صحتهم و حياتهم الأسرية .

و بما أن المخصصات موجودة فلا أجد أي مبرر لخصم مليم واحد على أي عامل في القطاع الصحي في ظل هذه الظروف .

و لكنني أستغرب الاستعجال بالاستقالة من جميع أعضاء المجلس الكريم في ظل قانون الدفاع و بدلاً من إقناع وزير الصحة أن يتراجع و يعتذر عن الخصومات يتسابق البعض للاعلان عن الاستقالة و البث المباشر عبر صفحات التواصل الاجتماعى.

إن خالق الكون العلي العظيم خَلق السموات و الارض في ستة أيام وهو الذي كما قال سبحانه:- إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ (82)

فما بالنا نستعجل الأمر و كأن عامل الوقت سيعيد الحقوق في ظل منظومة عالمية منهارة و ظلم يفتك بالمستضعفين بالارض منذ ما يزيد على مئة عام .
ما أُسس على باطل فهو باطل و ما كان أساسه التقوى يدوم و يبقى .
تتوالى الأجيال منذ ضعف الأُمَّة و فقدانها البوصلة و إنهيار قيَّمها شيئاً فشيئاً و نعاني من انحدار أخلاقي و ديني و إجتماعي و مادَّي ، وما يثير الغيظ أن سائر الأمم حتى تلك التي لم تحظى بهداية الرحمن و هدي القرآن سبقتنا و تغلبت علينا و نحن ما زلنا نرضخ تحت وطأة الوصاية و الرعاية و العناية الامبريالية الظالمة و التي لن تنصفنا لأنها تعمل من أجل الصهيونية العالمية .
زملائي الأعزاء في نقابة الأطباء ، لم اتخيل في يوم من الأيام أن نصل للانحدار الذي وصلنا اليه و الفوضى و العشوائية التي نعيشها ، ليس فقط على مستوى النقابة و ترتيب أولوياتها و العمل لمصلحة المهنة وإنقاذ الصناديق المتهالكة وتعديل مسار الأخطاء المتراكمة بل و على مستوى الوطن و المنطقة و العالم .
لا يخفى على أحد أننا نمر بظروف استثنائية و نسأل الله أن يعين ولاة الأمر على الخروج من عنق الزجاجة الذي بلغ طوله سنوات عجاف تنخر في قوتنا و اوطاننا و تسَّمن في إسرائيل و مشروعها الاستيطاني التوسعي .
لا بد من الوقوف من أجل الوطن و لرفعة الإنسان و لا بد من التصميم و الاصرار على نيل الحقوق و تحكيم العدل .
ليس فقط أطباء وزارة الصحة مظلومين ، بل معظم الاطباء في شتى القطاعات مظلومين و المعلمين مظلومين و المهندسين مظلومين و غيرهم ، فقد امتلأت الأرض ظلماً و جوراً و أصبح كل مجتهد و مجد يخاف على ثمرة جهده من التبدد في ظل زمن ساد فيه الفساد و الهون وظلم العباد .
أُقرُّ أننا في وقت جُل أهل الأرض فيه مظلوم و ينفرد بالسلطة و المال ثُلة قليلة من الفاسدين الذين يسندون انفسهم بمجموعة من الماجورين ومدعومين من شيوخ السلاطين و تحميهم قواعد عسكرية أجنبية و تعمل على مساندتهم الصهيونية العالمية و ربيبتها اسرائيل غرب النهر .
فاض الكيل و اشتدت حلكة الليل و علينا مساندة الحق و أهله و مقارعة الباطل ومن يسانده .
أدعو نقيبنا وأخونا الكبير الدكتور علي العبوس و مجلسه الكريم أن يعملوا ما بوسعهم لإحقاق الحق بما فيه مصلحة للأطباء في شتى القطاعات وبما يقتضيه مصلحة الوطن بمبدأ ان يطهر اردننا من الفساد و أن تعود حقوق العباد ، فأولى الناس بالشكر و الإكرام في ظل هذه الظروف هم الأطباء و من يساعدهم في ظل الحالة الاستثنائية التي يمر بها اردننا الحبيب و العالم أسره .
و إن لم يقود النهضة الوطنية في المصلحة العامة الاطباء فمن لها .
و المصلحة العامة تتطلب الوحدة و العمل سوياً و ليس التنازع و الاستهلاك الإعلامي و العنتريات .
وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46)

نيسان ـ نشر في 2020-05-20


رأي: د.زينب ابوعيشة

الكلمات الأكثر بحثاً