اتصل بنا
 

السوق أخطر من المسجد لفرق التقصي

نيسان ـ نشر في 2020-05-21 الساعة 02:56

السوق أخطر من المسجد لفرق التقصي
نيسان ـ لقمان إسكندر
شارفت الساعة على الحادية عشر الا دقائق. وكنت قد واعدتها سابقا أن "أطششها" بالسيارة قليلا. لم اتمكن من ضغط العمل. فهاتفتها ان بقي دقائق على الحظر فهيا نخرج بها.
رفضت، وهي تقول: اتحدث للناس طوال الوقت عن ضرورة التزامهم بالقانون ثم اخرقه!
ليت الناس كلهم مثلك عزيزتي، فأنت لم ترينهم امس وقد خرقوا كل شيء.
في بعض الأسواق لم يترك الناس مسافة للفايروس نفسه.
لهذا صرت افكر: إن منطق الحكومة بمنع فتح المساجد هي لصعوبة معرفة مصدر الإصابة في حال وقعت، أليس يسقط تجمع الناس في الأسواق على المنطق ذاته؟
أليست صعوبة معرفة مصدر الإصابة بين "المصلين"، هي ذاتها التي تنطبق على "المتسوقين"؟ بل إن القول باستحالة معرفة مصدر الاصابة بين المتسوقين أشد.
من يعرف المسجد، يدرك أن رواده هم هم غالبا في كل حين، باستثناءات لا يستحيل ملاحقتها، كما هو حال أصحاب الأسواق".
صحيح أننا ندرك الحاجة الاقتصادية للتجار، التي دفعت الى السماح بفتح الاسواق حتى ما قبل منتصف الليل بساعة.
وندرك أيضا حاجة الناس الى التبضع قبل حظر العيد. وندرك ثالثا أن هناك من يريد أن يشعر بشروط العيد، على أن مقتضيات المنطق والمعيار الواحد يفرض على الخطاب الحكومي تناول المشهد بلسان ومنطق واحدين.
السوق أخطر من المسجد، لفرق التقصي، والارتكاز على وعي الناس قول تدحضه مشاهد ليلة امس.
قلت لها: هل رأيت ما تناقله المواطنون من صور لتزاحم الأسواق؟
بعضهم سخر قائلا: "بما انه الجوامع بتساعد بأنتشار فايروس كورونا، لم لا نقيم صلاة العيد بأحد المولات!!
السخرية ذات معنى. والحق، ليس ذكيا الثقة بالوعي الجمعي، خاصة مع حظر تعب منه الناس اسابيع طويلة.
انظروا ما جرى في اسواق المحافظات، بل وعمان.
لا نريد تكرار تجربتنا مع السائق. لكن بجيش من السائقين هذه المرة.
عزيزتي، يا ليت الناس كلهم مثلك.

نيسان ـ نشر في 2020-05-21 الساعة 02:56


رأي: لقمان اسكندر

الكلمات الأكثر بحثاً