أردنيون يواجهون العاصفة الجوية بفن النكتة ومسخرة الواقع
نيسان ـ نشر في 2015-08-04 الساعة 13:44
كتب محمد قبيلات
تشتعل مواقع التواصل الاجتماعي هذه الأيام، بالتندرات التي مردها ارتفاع الحرارة الى درجات غير مسبوقة، فلم يسبق على المدى المنظور لجيلنا أن ارتفعت درجات الحرارة واستمرت لعدة أيام، كما حصل خلال هذا الاسبوع.
وأبرز المشاكل التي ظهرت في هذه الموجة، مشكلة الكهرباء، والأضرار التي لحقت بالمزروعات، طبعا وما تعرض له كل مواطن من معاناة نتجت عن ارتفاع الحرارة لما فوق درجة 40 مئوية، خصوصا وان البيوت والمرافق والبنية التحتية غير مهيأة لمثل هذه الأجواء، كوننا ننعم بجو معتدل، يعد من أهم الميزات التي جعلتنا من أسعد الشعوب على الأرض، حسب المسابقات العالمية.
بخصوص القطاع الزراعي، فإن معظم المساحات المزروعة بالخضار المروية قد تضررت بدرجة كبيرة، وذكرت بعض الجهات أن موجة الحر دمرت أكثر من 90% من المزروعات، الملفت أن مزارعين حملوّا الحكومة المسؤولية عما حدث، وسمعت بعضهم يقول أن الحكومة تركت المزارعين مكشوفين في مواجهة خاسرة مع الحر! وكانت جهات حكومية قبل اسبوع حذرت المزارعين من موجة الحر، فتندر البعض وماذا سيفعل المزارع بل ما جدوى هكذا تحذير.
أما الكهرباء، فهي مشكلة الشتاء والصيف، والسبب هو عدم قدرة المولدات والمحولات على تلبية الأحمال الزائدة الناتجة عن استخدام المكيفات، فيبدو أن شركة الكهرباء العتيدة رسمت خططها على أن لا يستخدم المواطن المكيف إن شعر ببرد أو حر، ورتبت امورها على تحمل الإنارة فقط، ما نجم عنه توقف المحطات عن التزويد عند حد معين، وواجه هذه المشكلة سكان الأحياء الكبيرة على الأغلب والتي تتطلب في الظروف الجوية أحمالاً زائدة.
فماذا يفعل المواطن في مثل هذه الحالة، غير اطلاق العنان للخيال والسخرية، فكان أن استنجد بالعاصفة الثلجية "اليسا" وكان بالأمس يسبها بأقذع السباب، وتندر على تنبيه الحكومة للمزارعين ثم تندر على تذمر المزارعين من تقصير الحكومة، ورسم صورة طائرة من نوع " بوينغ" وقد تلوّت من الذوبان وكتب عليها" طائرة مرت بأجواء الاردن، أما نهفة النهفات فهي صورة تعبيرية لمواطن اردني يقول أن الجو خليجي لكن الراتب اردني.
فهل نحن شعب متذمر؟ أم اننا بين عشية وضحاها صرنا نجيد فن النكتة ومسخرة الواقع؟
الجواب: هذا وذاك.