اتصل بنا
 

جائحة ضم الضفة الغربية .. نحتاج لجنة أوبئة سياسية أيضاً

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2020-05-27 الساعة 11:02

جائحة ضم الضفة الغربية .. نحتاج
نيسان ـ
إبراهيم قبيلات...بعد جائحتيه الصحية والاقتصادية، يستعد الاردن لخوص معركة أخرى فيها جائحة لا تقل خطورة عن جائحة كورونا، وهي جائحة الاحتلال.
صحيح أن هذه الجائحة الممتدة دائما ما شكلت خاصرة الأردن الضعيفة، لكن اليوم والاحتلال يتجهز لضم الضفة الغربية إليه انتقلت القضية الفلسطينية الى مربع ثالث بعد نكبة 1948 ونكسة 1967.. نحن اليوم أمام جائحة 2020 .
ما يدعو الأردنيين إلى القلق أن حليفتهم الاسترايتيجية الولايات المتحدة الامريكية هي من تقود حفلة ضم الضفة وتدفع إليها دفعا.
فيما لا تبدو معاهدة وادي عربة وكل بنودها قادرة على كبح جماح احتلال لديه مشروع بات يصطدم مع وجود الدولة الأردنية.
أمس كرّرت فرنسا دعوتها حكومة الاحتلال إلى العدول عن خطط ضم أراضٍ من الضفة الغربية المحتلة، مؤكدة أن أي قرار من هذا النوع " لا يمكن أن يبقى من دون رد " .
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أمام الجمعية الوطنية " ندعو الحكومة الإسرائيلية للامتناع عن أي تدبير أحادي، خاصة ضم أراض "، مضيفا أن "أي قرار من هذا النوع لا يمكن أن يبقى دون رد " .
الاحتلال "ولا برمش" أمام هذه التصريحات التي تبدو عادلة. لكن من يعرف أن أوروبا العجوز لا تملك من امرها شيئا يدرك ان التلويح بالرد يشبه تصريحات الحكومات العربية من قضاياها.
أي رد هذا الذي سيخيف الاحتلال وهو لا يرى أصلا كل قرارات الامم المتحدة.
تصبح المراهنة الاردنية على أوروبا العجوز خاسرة بالمطلق، ثم دعونا نتذكر اصلا ان مأساة القضية الفلسطينية انما هي من صنع أوروبا أولا التي صنعت دولة الاحتلال ومنحتها اسباب القوة والبقاء.
الحق ان مأساتنا ليست مع الاحتلال بل مع أنفسنا، نحن نصر ان العنزة تطير ونحن نضع الولايات المتحدة الامريكية في مصاف المعصومة سياسيا، المأساة مع انفسنا فنحن لا نرى رغم كل المعطيات منذ اكثر من سبعين عاما ان الصراع مع المحتل هو صراع وجود وليس اقل من ذلك.
إن مأساتنا اولا مع انفسنا ونحن نرى سياسات الضم المتواصلة من عقود ثم نصدم فجأة بأن الاحتلال يريد اليوم أن يخلعنا من مقاعدنا، احتلال يريد كل شيء ولا اقل من كل شيء.
ربما نحن بحاجة اليوم إلى لجنة أوبئة سياسية لتعالج لنا ما اقترفته ايدينا طوال سنين وسنين في الاشتباك الضغيف مع جائحة اسمها الاحتلال.

نيسان ـ نشر في 2020-05-27 الساعة 11:02


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً