اتصل بنا
 

كورونا إذ تخلق عادات جديدة

نيسان ـ نشر في 2020-05-28 الساعة 14:14

نيسان ـ عمّ هذا الفايروس المجهري أرجاء العالم مما تسبب بتعطيل الكثير من الأعمال الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، ليصبح العالم شبه خالٍ من ضجيج البشرية، وآلاتها وقراراتها، واستعراضاتها وحروبها، ليصبح العالم وطبيعته انقى وانقى.
العادات والتقاليد في بلادنا بالذات بدت جامدة، ولكن ليس بعد التباعد الاجتماعي المفروض عالميا والذي طبق على الجميع منعا لانتشار الوباء غير المرئي، الناس كانت تجتمع في كل مناسبة تقام لقريب او جار او صديق، لتشارك في إحياء مناسبة دعا لها صاحبها او حكمها القدر، كانت المصافحة والتقبيل وأحيانا العناق شعائر عفوية تدل على التآخي والمحبة والألفة بين الناس.
اما السمر مع الاصدقاء فكان يعزز العلاقات وينمي أواصر الاخوة، أما فنجان القهوة بعد دعوة المعزب للضيف فكانت عادة يحبها الأردنيون ودلالة على الكرم، كيف لا وإن كانت الطبخة الشعبية حاضرة "سدر منسف"، حينها تكتمل الطقوس.
كورونا تخلق عادات جديدة و تحرمنا من اللقاء والاجتماع في كافة المناسبات، كما أنها ترتب النفقات والعادات الاستهلاكية المكلفة التي لم يستطع المجتمع التخلص منها قبل كورونا، أصبح العزاء الذي كان يكلف أهله آلاف الدنانير و أياما من الاستقبال والسهر والتمر والقهوة والمناسف ليلة واحدة، أو ربما ساعات قليلة و تكاليف لا تذكر، ويكتفي المعزون بتقديم واجب العزاء من بيوتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي يوم وليلة اصبحنا نحتفل بالزواج من غير مواكب وصالونات وخيم وقاعات ذهبية ولائم و حلويات والقائمة تطول، أصبح اهل العروسين يكتفون بااتمام مراسم الزواج باعداد صغيرة لا تتجاوز عدد أصابع اليد، و ينتهي الفرح الذي كان يكلف عشرات الآلاف بربع هذا المبلغ أو حتى أقل! اما التهاني الكترونيا مع بعض الدعوات والتمنيات بالتوفيق.
ولائم رمضان وما ادراك ما رمضان! اقتصرت على اهل البيت هذه المرة، من غير تجمعات ولا دعوات هنا او هناك، واكتفى الجميع باحياء و إقامة شعائر رمضان من صلوات وقران وتراويح في المنزل، وحتى تحري ليلة القدر تم من المنزل كما السنة.
اما العيد الذي كان ينتظره الجميع اطفالا وكبارا اصبح بسيطا و سلسا هينا، احتفل به الجميع في بيته وتبادلوا التهاني عبر صفحات التواصل الاجتماعي .
الكثير من العادات والتقاليد غيرتها كورونا وتاكدنا جميعا انها غير ذات أهمية، ولكن السؤال بعد انتهاء الجائحة، هل سنعود كما كنا قبل كورونا؟ أم اننا سنتغير ونتطور تبعا لما علمتنا اياه كورونا؟

نيسان ـ نشر في 2020-05-28 الساعة 14:14


رأي: أحمد القبيلات

الكلمات الأكثر بحثاً