اتصل بنا
 

ما زالت أكف اللصوص بكامل أصابعها

نيسان ـ نشر في 2020-06-02 الساعة 12:58

ما زالت أكف اللصوص بكامل أصابعها
نيسان ـ لا شيء تغير. اليوم هو الأمس، مرة أخرى. المصلون ما زالوا يُشرقون قبل الشمس بساعة، بينما القمر كعادته يحمل كاميرته ليلا لمراقبة الداخلين إلى النوادي الليلية، حتى إذا شعر بالخجل غاب خلف الجبل.
المصلون يسجدون، وأولئك يثملون. لا شيء تغير.
ما زالت أكف اللصوص بكامل أصابعها، سوى أنهم أخضعوا لبرامج تأهيل للعمل كسياسيين، حتى إذا ما أتقنوا الدرس صاروا محنكين جدا؛ يقولون كلاما كأنه يعنيهم.
على أية حال، في اللغة متسع للكذب.
وفي حيّنا يتدرب سياسي على الكلام أولا، فإذا أتقنه، صار يكذب، وهو ينظر بعيني أمه.
أما إن احتاج العبارة، سيسعفه من يملك أدواتها. سيستخدمني أنا مثلا. عندها سأكذب نيابة عنه. سأقوله كلاما يكاد ثقله يفزعني ككابوس ليلي. حينها سأقول للناس: إنكم بخير.
فيما بعضنا مشغول بنقاشات خاضها جدّه، مرة بعد مرة، مع جاره عن انتخابات زمان. الجمل نفسها. والحكايا نفسها.
هكذا إذن. كلنا نتواطئ - ضحايا ومجرمون - لنتجمّل، كأننا حقيقيون.
لا شيء تغير. اليوم هو الأمس، مرة أخرى.

نيسان ـ نشر في 2020-06-02 الساعة 12:58


رأي: لقمان اسكندر

الكلمات الأكثر بحثاً